دولي

45 شخصية دبلوماسية أوروبية تصل قطاع غزة لمعاينة الأوضاع الإنسانية

يلتقون بوزراء الحكومة الفلسطينية، ومسؤولي منظمة "الأونروا" في القطاع

 

أونروا: الحروب والحصار على غزة تركا آثارًا نفسية مدمرة

 

وصل إلى قطاع غزة أمس، دبلوماسيون غربيون عبر معبر بيت حانون إيرز، الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في زيارة تستمر ساعات عدة، وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أنّ ثلاثة وأربعين دبلوماسياً وموظفاً دولياً من الاتحاد الأوروبي وصلوا إلى القطاع، عبر معبر بيت حانون شمالاً.

ومن المقرر أنّ يقوم الوفد بزيارة بعض المناطق التي تعرضت للدمار خلال العدوان الأخير على القطاع، ويلتقي بوزراء الحكومة الفلسطينية، ومسؤولي منظمة "الأونروا" في القطاع. ولن يلتقي الوفد بأي من قياديي حركة "حماس" والتنظيمات الفلسطينية الأخرى، وفق تأكيدات من غزة. وسيعقد الوفد الدبلوماسي عقب الزيارة مؤتمراً صحافياً للحديث عنها، قبل مغادرته قطاع غزة. من جهته، رحّب مجلس العلاقات الدولية في غزة، أخيراً، بالسفراء الأوروبيين الذي سيزورون القطاع للاطلاع عن كثب على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لسكانه.

ودعا المجلس السفراء إلى ترجمة هذه الزيارات والتصريحات إلى قرارات تؤدي للضغط على جميع الأطراف، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي، من أجل رفع الحصار وإنهاء معاناة مليوني مواطن في قطاع غزة. وأكّد المجلس أنّ استمرار الأوضاع المأساوية في قطاع غزة ينذر بخطورة كبيرة وإمكانية انفجارها في أي وقت، بحسب تقارير دولية كثيرة كان آخرها تصريح المنسق الأممي الخاص لعملية "السلام"، نيكولاي ميلادينوف، والتي أكد فيها أن القطاع أكثر خطراً وأكثر عرضة للانفجار، وسكان غزة يحتاجون إلى الأمل.

من بين الدول التي سيشارك مبعوثوها في زيارة القطاع "السويد، الدنمارك، مالطا، سلوفينيا، إيرلندا، فلندا، لاتوانيا، النمسا، هنغاريا، إسبانيا، هولندا، بلجيكا، ألمانيا، قبرص، إيطاليا، اليونان، البرتغال". وكان باسم نعيم رئيس مجلس العلاقات الدولية، قد ذكر أنّ زيارة السفراء ستستمر لعدة ساعات للاطلاع عن كثب على الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي القطاع. ورّحب نعيم بالزيارة، التي اعتبرها تأتي في إطار مسؤولية المجتمع الدولي عن تبعات الحصار الخانق الذي يمر به قطاع غزة، محذراً من أنّ انفجار الأوضاع لن يكون له التأثير الداخلي فقط، بل سيطال الإقليم أيضاً. وتوقع المسؤول الفلسطيني، أنّ يلتقي السفراء بعدد من المؤسسات والفعاليات الأهلية والمجتمعية والدولية في القطاع، نافياً في الوقت ذاته أن يكون هناك ترتيبات لعقد لقاءات مع جهات سياسية أو فصائلية. وكانت عدة تقارير دولية قد كشفت عن خطورة الأوضاع المعيشية والاقتصادية في قطاع غزة، الأمر الذي ينذر بكارثة كبيرة لا تحمد عقباها.

 

أونروا: الحروب والحصار على غزة تركا آثارًا نفسية مدمرة

من جهتها قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، إن الحروب المتكررة والحصار المفروض على قطاع غزة، ترك آثاراً نفسية اجتماعية مدمرة على الأفراد والمجتمعات في القطاع. وأشارت الوكالة الدولية في تقرير لها أنها تعمل من خلال برنامج الصحة النفسية المجتمعية في "الأونروا" في المدارس على معالجة المشاكل، والتغلب على المخاوف وتعزيز الصلابة.

وبينت أنه كان للأعمال العدائية في صيف عام 2014 آثار نفسية اجتماعية مدمرة على الأفراد والمجتمعات في قطاع غزة، حيث يضاف ذلك إلى الأثر الموجود فعلاً من حوالي 10 سنوات من الحصار وتكرار الصراعات، وأن صدمة فقدان المنزل وأفراد من العائلة والعودة إلى الحي لتجده مدمرا يُسهم في مسح أي إحساس بالتيقن والأمل بالمستقبل. وقالت إن الدمار الإنساني والاجتماعي والجسدي غير المسبوق خلال صراع عام 2014 أوجد أثراً خاصاً على الأطفال، والكثير منهم ما يزال بحاجة إلى الدعم النفسي الاجتماعي.

وبحسب برنامج الصحة النفسية المجتمعية (CMHP) في "الأونروا"، فإن الأطفال المعرضين إلى العنف غالباً ما يعبرون عن فقدهم الثقة بالآخرين، وهناك بعض الأعراض المشتركة مثل اضطراب الأكل والكوابيس والخوف الشديد.

ويلعب الاختصاصيّون النفسيون التابعون لبرنامج الصحة النفسية المجتمعية دوراً مهماً في دعم اللاجئين الفلسطينيين بمختلف أعمارهم. ولدى البرنامج حالياً شبكة من حوالي 280 اختصاصيا نفسيا و80 ميسرا نفسيا اجتماعيا في مدارس "الأونروا" والذين يتلقون الدعم أيضاً من فرق من المشرفين ومساعدي المشرفين وكذلك من اختصاصي خبير في الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.

 

 أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي