الوطن

أحزاب السلطة تحتضن النهضة التونسية !!

بعد تكرر زيارات قياداتها للجزائر

 

لم يصبح غريبا الزيارات المتكررة لرئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، وقيادات من حركته، كان آخرها زيارة وفد بقيادة الدكتور رفيق عبد السلام، مسؤول قسم العلاقات الخارجية للحزب. وكان اللافت استقبال الوفد من طرف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى. واكتفت التصريحات الإعلامية بأن اللقاء تمحور حول تقاسم التجارب السياسية لكلا الحزبين، اللذين أكدا على قوة العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الشعب الجزائري مع شقيقه الشعب التونسي.
وأورد بيان من الأفلان أول أمس زيارة الشيخ الغنوشي رئيس حركة النهضة، إلى الجزائر وأنه سيلتقي اليوم جمال ولد عباس، إلا أن بيانا آخر صدر مساء أمس ألغى طلب التغطية من الصحافيين، مع العلم أن الغنوشي قام بزيارة مؤخرا إلى الهند حيث استلم الجائزة الدولية لمؤسسة "جمنالال بجاج"، والتي تمنح للشخصيات العالمية التي تعمل على تعزيز قيم السلام والتسامح التي بشّر بها المهاتما غاندي. وتأتي هذه الزيارة في وقت كثر فيه الحديث عن رغبة داخل تونس، رغم التكذيبات الرسمية، عن وجود قواعد عسكرية أمريكية في تونس أو على الأقل وجود خبراء عسكريين أمريكيين. وبالنظر لما توليه الجزائر من أهمية، فهي حريصة على الاستقرار في تونس الذي لا يزال هشا بالنظر إلى الحراك الدائر في البلد، ورغم التصريحات المتبادلة بين الغنوشي والباجي قايد السبسي، فالأول أكد كم من مرة على أن هناك مشروعين في تونس: التوافق أو الاستئصال. والمركبة التونسية في تصور النهضة ينبغي أن تحمل الجميع وألا تلقي بأحد، أما الباجي قايد السبسي فقد سبق أن صرح أن "التوافق لا يعني التماهي والانصهار والتخلي عن الثوابت والمبادئ التي تُشكل هوية كل طرف... كل طرف له جناحاه وبإمكان كل منهما الطيران حرا في الأجواء التي يراها مناسبة له".
وتهدف زيارات النهضة إلى الحرص على استمرار مرافقة الجزائر للتجربة التونسية بشكل يمكنها من الصمود أمام محاولات إقليمية لزعزعتها. ويراهن الجزائريون على نجاح التجربة حتى لا تتسع دائرة الاضطرابات في المنطقة من جهة وإبعاد النهضة عن التجاذبات الإقليمية والدولية التي يمكن أن تؤثر سلبا على الاستقرار في المنطقة.
وبالنظر لعلاقات النهضة مع قطر وتركيا اللتين تعتبران عراب الربيع العربي في المنطقة العربية، فإن الجزائر حريصة على ربط علاقة استراتيجية مع هذه الدول، وهو ما ترجمته رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى أردوغان بمناسبة العيد الوطني التركي، كما أبدت الجزائر حرصا على علاقات مستقرة مع قطر على جميع المستويات العسكرية والأمنية وحتى السياسية. وبقدر رعاية الجزائر للتجربة التونسية بقدر حرصها على إبعادها عن كل المؤثرات السلبية في هذه المرحلة الحرجة.
ويعول كثيرا على الغنوشي في التخفيف من حدة التطرف في الخطاب السياسي عند بعض الأحزاب الجزائرية، خاصة في مرحلة الانتخابات القادمة أو حتى في حالة بروز مستجدات ومتغيرات غير متحكم فيها.
وبعد لقاءات الغنوشي المتكررة مع الرئيس بوتفليقة، واضح أن الجزائر ترغب في ترتيب وطمأنة النهضة أكثر بربطها بأحزاب السلطة وفق اتفاقات بروتوكولية تؤمن مسار التعاون للحزب من جهة، وتؤمن خطها الداعم للاستقرار والرافض للتدخل الأجنبي في هذه المرحلة.
 
خالد. ش

من نفس القسم الوطن