الوطن

حركة النهضة تقبل على التشريعيات القادمة على وقع الصراعات

ذويبي دعا الرئيس بوتفليقة لطمأنة الطبقة السياسية قبل خوض الاستحقاق

 

 

قررت التشكيلة السياسية لحركة النهضة، كما كان متوقعا، أن تشارك في الاستحقاق الانتخابي القادم المتمثل في التشريعيات التي ستقام بعد أشهر قليلة من الآن، وتم اتخاذ القرار ضمن نقاشات مجلس الشورى الذي عقد أمس بالعاصمة، في وقت حساس تمر به القيادات الداخلية للحركة، وهو الأمر الذي دفع برئيس مجلس الشورى إلى طلب تجديد الثقة في شخصه، حيث شهدت جلسة افتتاح لقاء مجلس الشورى، أمس، طلب التصويت بالثقة عليه، وهو الذي حصل عليه في الأخير من قبل الأعضاء. واعتبرت بعض القيادات من النهضة أن الهدف من القرار كان إبعاد نفسه عن الصراعات التي قد تحدث في المستقبل داخل الحركة وقبل عقد المؤتمر القادم، في حين فضل رئيس الحركة الحديث عن مرحلة ما بعد الانتخابات، وهو الأمر الذي أدخله في صراع مع بعض القياديين.

وظهر جليا في لقاء أمس، الذي عقد بالعاصمة، وجود خلاف "عميق" بين بعض القيادات والأمين العام، محمد ذويبي، حيث وجه أحد الأعضاء أمام الملأ عددا من الانتقادات والاتهامات للأمين العام للحركة، متهما إياه بممارسة سياسة إقصائية ضدّ الكثير من إطارات الحركة، كما انتقد القيادة الحالية للنهضة متهما إياها بتجاوز القانون الداخلي والإطار التنظيمي للحركة، وتم منع هؤلاء من دخول قاعة اللقاء بسبب افتقادهم للصفة، غير أن ذلك لم يمنعهم من اقتحام القاعة بعد نهاية كلمة ذويبي عنوة، ودخلوا في صراعات علنية وانتقادات أمام الجميع عجلت بإرغامهم على الخروج ومغادرة القاعة بالقوة.

ورغم أن جدول أعمال اللقاء كان يرتكز على نقطة واحدة تتمثل في مسألة الانتخابات التشريعية التي حازت على المصادقة من الأغلبية، إلا أن الأوضاع الداخلية التي تعيشها النهضة عجلت بطرح نقطة أخرى فرضت نفسها بقوة داخل اللقاء، تتمثل في قضية الوضع الداخلي للحركة والذي جرت مناقشته بعد المصادقة على النقطة الأولى المتمثلة في المشاركة في التشريعيات القادمة، وهو ما يوضح رغبة قوية لدى قيادات النهضة وإطارات الحركة للمشاركة في الموعد الانتخابي القادم.

وبالعودة إلى كلمة الأمين العام للحركة، محمد ذويبي، فقد دعا القاضي الأول للبلاد، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، للإعلان عن وجود إرادة سياسية حقيقية لتنظيم انتخابات نزيهة، وذلك من أجل "طمأنة" القوى السياسية والحزبية الراغبة في خوض هذا الموعد الانتخابي، والتي تبحث عن ضمانات للمشاركة في هذا الفعل الانتخابي.

وفي سياق آخر، أشار ذويبي إلى أن حركة النهضة ستكون مستعدة للتحالف مع الأطياف الحزبية باختلاف انتماءاتها الإيديولوجية، مؤكدا أن التوجه إلى تحالفات سياسية واسعة تشمل كل الأطياف لا مفر منه في الوقت الراهن، وكذا التنسيق والتعاون ما بين مختلف التشكيلات السياسية لمراقبة الانتخابات المقبلة، وهو ما اعتبره بالحتمية التي تفرض نفسها في الوقت الحالي من أجل إرساء قواعد ديمقراطية وبناء دولة القانون والحق بمساهمة الجميع دون إقصاء.

ولمح المتحدث، من خلال كلمته، إلى وجود رغبة لدى قطب التنسيقية وربما هيئة التشاور والمتابعة، القطبين المشكلين لقوى المعارضة، في خوض تجربة التحالفات بصورة أخرى تتمثل في المراقبة والدعم فيما بينهم، لتحقيق نتائج إيجابية بعد أن فضلت كل تشكيلة حزبية الابتعاد عن خيار المشاركة بقوائم موحدة للمعارضة.

وختم ذوبي كلامه بتوجيه دعوة للقوى السياسية والحزبية في البلاد، مطالبا إياها بضرورة الارتقاء بالخطاب السياسي والابتعاد عن السب والشتم، والتوجه إلى العمل الفعلي الذي يعود بالفائدة على أمن واستقرار البلاد الذي يحدق حوله العديد من التهديدات الخارجية الراغبة في زعزعة الجزائر بكل الوسائل المتاحة.

أما فيما يخص الصراع الذي شهدته الجلسة الافتتاحية للقاء، فقد أكد ذات المسؤول الحزبي أن الأطراف التي احتجت لا تحمل أي صفة قانونية في النهضة، فلا هي تحمل صفة المناضل ولا صفة العضو في المكتب الوطني ولا أي هيئة أخرى من هيئات الحركة، مؤكدا أن الحركة لا تعيش أي انشقاقات كما تحاول أن تسوقه بعض الأطراف.

 خولة. ب

من نفس القسم الوطن