الوطن

محللون: التشريعيات تدفع المعارضة للتخلي عن التزاماتها

قالوا إنها لا تملك حق الطعن في النتائج أو رفض الكوطات

 

  • فراد: النظام سيقزم الأحزاب أمام الرأي العام في الانتخابات القادمة

بإعلان غالبية أحزاب المعارضة ضمن هيئة التشاور والمتابعة وتنسيقية الانتقال الديمقراطي عن تأييد خيار المشاركة في التشريعيات المقبلة، أبانت مستجدات النقاش بين الطبقة السياسية الكثير من "نقاط الظل" التي كانت تفرق هذه التكتلات أكثر مما تجمعها، فرغم مرور سنتين ونصف على تشكيل التكتلات والاجتماعات الماراطونية، فشلت أحزاب المعارضة في معالجة مشتركة لملف التشريعيات، وأوعزت ذلك إلى "استقلالية الأحزاب وقرارها الفردي"، وهو ما يراه خبابة "تخليا واضحا عن أرضية مزفران ونسفها"، في حين يعتبر أرزقي فراد أن "المعارضة وجدت نفسها بين خيارين أحلاهما مرّ".

استطلعت "الرائد" آراء أعضاء هيئة التشاور والمتابعة وتنسيقية الانتقال الديمقراطي، حول توجه الأحزاب إلى خيار المشاركة وتحدياتها ورهاناتها بعد دخول المعترك الانتخابي، وكذا شكل التشريعيات وموقف المعارضة في حال فشلت في الحصول على مقاعد في البرلمان.

 

 

أرزقي فراد: المعارضة ستندم كثيرا على قرار المشاركة

 

فالمحلل السياسي أرزقي فراد قال إنه "واثق أن أحزاب المعارضة المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة بالمواصفات التي حددتها السلطة ستندم كثيرا"، مضيفا: "النظام سيقزمها ويجعلها صغيرة أمام الشعب"، واعتبر الأستاذ فراد أن "المعارضة حاليا في وضعية لا تحسد عليها، فالمشاركة أو المقاطعة أحلاهما مرّ". وأضاف: "من يدخل معركة خاسرة هي الانتخابات لا يمكن أن يلوم إلا نفسه". واستدرك المحلل السياسي: "أحزاب المعارضة هي الآن بين المطرقة أي السلطة والسندان وهي القاعدة النضالية للحزب، فالترشح هو حق مكفول وبالتالي الوضعية صعبة على المعارضة".

وفي سؤال حول توجه المعارضة نحو خيار المشاركة والرهانات التي تواجهها مستقبلا، قال فراد: "النظام في الجزائر غير ديمقراطي، ورفض هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات، وهو مصر على التزوير المسبق، فالأحزاب التي ترضى بالمشاركة وتخرج صفر اليدين لا تلوم إلا نفسها". وأضاف: "الأوضاع الحالية لا تشجع على المشاركة، فحتى العزوف السياسي للناخبين يبلغ أكثر من 60 في المائة، وهذا دليل على أن الشعب فقد ثقته في النظام وفي الانتخابات، بعد أن أفرغت من محتواها". وفي السياق، جدد الأستاذ فراد: "الأصل في السياسة المشاركة والأصل في الانتخابات المصداقية والنزاهة، وفي الوضع الحالي من يشارك معذور ومن لا يشارك معذور".

 

 

عمار خبابة: التشريعيات ذهبت بمصداقية المعارضة

من جهته، ذكر المحلل السياسي، عمار خبابة، أن "فضاء التنسيقية للمعارضة وهيئة التشاور والمتابعة كان فضاء يحمل أملا كبيرا لأفراد المجتمع من أجل الدفع إلى التغيير في النظام الحالي، لكن ما حدث مؤخرا أطاح به". وأضاف: "قرار المشاركة في التشريعيات لأحزاب المعارضة هو تخل واضح وعلني عن أرضية مزفران التي وضعت في جوان 2014". وقال المتحدث: "المعارضة حاليا تخلت عن مبادئها وأهدافها وهي تسير في خريطة وصف السلطة، والانتخابات جزء من ذلك". وشدد القيادي السابق في جبهة العدالة والتنمية: "أحزاب المعارضة تبحث عن صيغ لإقناع الناس بأن مشاركتها في الانتخابات تختلف عن التنسيق فيما بينها وأنه قرار فردي، هذا تبرير فقط للمشاركة".

وفي سياق متصل، ذكر خبابة أن "التنسيق بين أحزاب المعارضة غير موجود لأن غالبيتها لن تدخل الانتخابات في كل الولايات بسبب نسبة الـ 4 في المائة". وأضاف: "في مارس الفارط عند انعقاد المؤتمر الثاني للتنسيقية لماذا لم يتم مداولة ملف التشريعيات والخروج بقرار مشترك والضغط على السلطة"، مضيفا: "كان يتم تأجيل التشريعيات في كل اجتماع لكسب مزيد من الوقت، وحاليا هي تتجه للمشاركة، وهذا يعني ضرب بأرضية مزفران عرض الحائط".

وعن تبريرات المعارضة في حال خروجها صفر اليدين من الانتخابات، قال خبابة: "ليس لها الحق في النقد أو الاتهام بالتزوير، لأنها رضيت بالمشاركة في الظروف التي اختارها النظام". وأضاف: "مستقبل المعارضة لا يبعث على الارتياح وأعتقد أن لا مستقبل لها بل صارت ضمن صف السلطة"، مختتما: "المواطن في وسائل التواصل الاجتماعي يوجه للمعارضة انتقادات بشدة أكثر مما يوجهها للسلطة، إذن صار كل شيء واضحا".

يونس. ش 

من نفس القسم الوطن