الوطن

الأساتذة يتوعدون بإضرابات طويلة واجماع على عدم اكمال الدروس

الصراع يحتدم بين النقابات والحكومة ومستقبل التلاميذ في خبر كان

 

  • فدرالية الأولياء تناشد سلال للتدخل ووضع حدّ للنزاع القائم بين الحكومة والأسرة التربوية
 
بدا الصراع بين النقابات والسلطات العليا يحتدم، خاصة في قطاع التربية الوطنية بعد إجماع الشركاء الاجتماعيين من ممثلي الأساتذة، على مواصلة الاضرابات على أن يفصل فيها اليوم من قبل التكتل النقابي، اخرها ما توعدت به أمس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السنابست" التي دعت إلى اضراب لـ 3 أيام متجددة أسبوعيا مع التلويح، بعدم اكمال دروس التلاميذ طيلة الموسم الدراسي الذي سيعرف اضرابات طويلة حسبها.
وقرر المكتب الوطني الموسع لمنسقي الولايا للسنابست والمجتمع في الساعات الماضية بالمقر المركزي للنقابة، بالجزائر العاصمة، تصعيد الحركة الاحتجاجية إلى الاضراب لمدة ثلاثة (03) أيام من كل أسبوع مرفقة بتجمعات ولائية ووطنية من أجل تحقيق مطالبهم المعلنة من طرف التكتل النقابي (نظام التقاعد – قانون العمل – القدرة الشرائية) على أن يدرس هذا المقترح اليوم من قبل اجتماع التكتل النقابي الذي يضم13 نقابة من مختلف قطاعات الوظيف العمومي.
وأثارت في هذا الصدد النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السنابست" خلال اجتماعها استغرابها من التصريحات المزدوجة والمتناقضة للمسؤولين على قطاع التربيّة المؤكدة على الخصم من أجور الموظفين المضربين وبالمقابل تطالب تعويض الدروس الضائعة، وشددت "السنابست" أنه لا تعويض للدروس الضائعة إذا تم الخصم من أجور المضربين وأنّ البرنامج المقرر لن يكتمل وعلى الوصاية أن تستعد لتداعيات وتبعات هذه الحركة الاحتجاجية.
واعتبرت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ان قرار وزارة التربية " يعبر بصدق  وياللأسف عن الارتباك و التخبط في التسيير الذي آل إليه قطاعنا ، وهنا وكل يتحمل مسؤوليته خاصة وكل المؤشرات تدل على أنّ هذه الحركة الاحتجاجية ستعمر طويلا خلال هذا الموسم ، حسب النقابات التي اعطت تعليمات مشددة لمنخرطيها بعدم تعويض الدروس الا في حالة تراجع الوزارة عن الخصم، علما  انه يقدر عدد الساعات الضائعة حسب  مصادر نقابية    لتلاميذ الأقسام النهائية في الشعب العلمية   42 ساعة و هو ما يعادل ضياع 14 ساعة في كل مادة من المواد التالية، فيزياء، علوم طبيعة و حياة و رياضيات، في حين قدرت عدد الساعات الضائعة من البرنامج الدراسي الموجه لتلاميذ الشعب الأدبية 50 ساعة، بمعدل 10 ساعات في 4 مواد مميزة و هي الأدب العربي، الفلسفة، التاريخ و الجغرافيا و التربية الإسلامية.  
وعن مجريات الاجتماع نقلت "السنابست" عبر ممثلها مزيان مريان "انه بعد عرض تقارير ممثلي الولايات خاصة ما تعلق منها بتقييم إضراب أربعة ( 04 ) أيام من أكتوبر الفارط وكذا الأفاق المستقبلة المقترحة من طرف القواعد  ، وبعد نقاش جاد ومسؤول ، فإنّ نقابة " سنابست "  تدعو السلطات العمومية  إلى الكف عن سياستها  الاقصائية المنتهجة حاليا ومباشرتها لحوار جاد ومسؤول مع ممثلي العمال من النقابات المستقلة حول المطالب المرفوعة وأن لا تلجأ إلى الحلول البسيطة وتعلق إخفاقاتها وفشلها في التسيير  على حساب معيشة ولقمة العمال وأبناهم .
وعبر المتحدث عن  استنكار المكتب الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السنابست"  التخويف والترهيب الممارس على العمال المضربين والتضييق على ممارسة  الحق النقابي المكفول دستوريا  ، وهذا فيما يبارك في صعيد  التكتل النقابي ويدعوه لمزيد من الوحدة والتنسيق خاصة على مستوى الولايات .
وأشار "انه  أكد الحاضرون أنّ جل المشاكل التي يعاني منها موظفو القطاع هي بسبب رداءة التسيير المحلي والمركزي على حد السواء ، وهنا تتسائل نقابتنا عن المعايير المنتقاة في تعيين مدراء التربية وكذا المسؤولين على المستوى المركزي فالكثير منهم يفتقد للكفاءة  وللمهنية  فاعتقادنا أنّ النفوذ ودرجة الولاءات ومآرب أخرى  هي المعايير المعتمدة حاليا وهو  ماينبئ يقينا عن إخفاق وفشل أكيد  لإصلاحات منظومتنا التربوية ."
 
"السنابست" على العمل الجزائريين الوقوف صفا واحدا دفاعا عن حقوقهم
ودعت في الاخير  نقابة  " سنابست "  جميع العمال والعاملات الجزائريين إلى الوقوف صفا واحدا دفاعا عن حقوقهم المسلوبة وأنّ الجميع معني بها والتصدي لكل المناورات وللأبواق المأجورة  التي تعمل على تكسير حركتهم الاحتجاجية  المشروعة ، في وقت ناشدت  فيه  الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ تدخل  الوزير الأول عبد المالك سلال من أجل الإسراع والتوسط لفك النزاع القائم وفتح باب الحوار بين الأطراف الفاعلة في الحكومة والنقابات التي تهدد باضرابات طويلية في المدارس ، حيث أكدت الفدرالية أن   أصبح الأمر يتجاوز صلاحيات الوزارات على رئسها نورية بن غبريط.
وعبرت الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ في راسلتها العاجلة التي وجهتها إلى الحكومة إلى أهمية فتح الحوار، مؤكدة " أنه لابد من استشارة جميع الفئات، و الاهتمام بانشغالات الأساتذة والأطباء كونهم زبدة المجتمع ومحاورتهم والاهتمام بانشغالاتهم أساس بناء الدولة القوية، وسبب رئيسي في أبعاد مظاهر الكبر بين المواطن والمسؤول، مشيرا إلى أن قوة الدولة تستمد من احترام مواطنيها لمؤسساتها وكرامة المواطن تكمن في عدالة قوانينها. 
وتسائلت   "هل من الحكمة أن يتكرر سيناريو السنوات الماضية، دون استنباط العبر حتى وإن كانت قاسية؟ معلنة عن رفضها ان يستمر شد الحبل بين النقابات والسلطة إلى أن يضيق الخناق، وعندها تتدخل الحكومة لتنهي صراع الخصمين بالعناق"، واشارت " ان محور الزمن لا يقبل الانعكاس وكذلك مستقبل الأجيال لا يحتمل الإنتكاس"، مشددة في الاخير على ضرورة فتح باب الحوار ما بين النقابات والحكومة حول ملف التقاعد النسبي وتدارك مشكل الساعة دون طول انتظار.
عثماني مريم

من نفس القسم الوطن