الوطن

حمس تناقش خياراتها تحت ضغط الإرباك السياسي !!

بعد أن أعلنت التنسيقية موقفها من الانتخابات

ستجد قيادة حمس صعوبة في إقناع أعضاء مجلس الشورى في دورته الاستثنائية عن تأخرها في اتخاذ قرار المشاركة، خاصة أنها تأتي بعد قرار تنسيقية المعارضة التي برهنت أنها كانت تحت تأثير وسيطرة الأرسيدي أكثر من غيره، فهو الحزب الذي استبق الاجتماع وأعلن عن المشاركة بعيدا عن أي تبعية لأي تكتل أو حزب آخر، خاصة أن أنصار المشاركة وفك الارتباط مع المعارضة من داخل حمس قد سبق أن حذروا من التأخر في اتخاذ القرار، كما استبقوا الاجتماع بجولات في الجزائر العميقة تكون قد أزعجت مجموعة مقري في الحركة، وهو ما دفعه لإدراج بند مناقشة الحراك الداخلي حتى وإن اختار له تسمية الإرباك السياسي، وهي مقدمات لتبرير ما يمكن أن تفرزه الانتخابات القادمة من نتائج.

مجلس الشورى الذي سيعقد يوم غد الجمعة ويستمر إلى غاية السبت القادم، سيجد نفسه مجددا أمام مناقشة الوضع الداخلي، بين مطالب بكثير من الانضباط وتقييد تصرفات الأفراد وتحركاتهم، إضافة إلى إلزامهم بالصمت، وبين من يرى أن الحزب قد شق الطريق نحو المجهول وأن المسؤولية تفرض التحرك وإعلان المواقف مهما كانت التبعات، وبين الطرفين سيكون السجال في أشغال مجلس الشورى.

الأكيد أن الكل لا يريد تعريض الحزب إلى التشرذم من جديد، خاصة في هذا التوقيت رغم التباين الواضح في المواقف، فأنصار مقري يلمحون إلى عملية استقواء من خارج الحزب هي التي تدفع الجماعة المتحفظة إلى نهج وخطاب قيادة الحزب، في حين أن المعترضين الذين يصرون على أنهم تيار غير مرتبط بأي شخص يرون أن الاستمرار في الاتجاه الذي يسير به الحزب نتيجته الحتمية هو اختفاء الحزب من المشهد السياسي في البلاد، وأن الواقع بدأ يفرز بدائل من مدرسة الاعتدال أكثر واقعية ووفق فهم لقواعد اللعبة السياسية، بعد التجمع الرابع لحركة البناء، الذي قرأت قيادة حمس رسائله حتى وإن حاولت إبداء غير ذلك. فالقدرة على التعبئة الشعبية، إضافة إلى التنوع في الحضور السياسي، كلها لها دلالات سياسية تؤشر على توجهات الرأي العام في الاستحقاقات القادمة.

ويستبعد المراقبون أن يلجأ المجلس في دورته الاستثنائية إلى منطق العقوبة وتفعيل لجنة الانضباط، رغم تعالي بعض الأصوات في هذا الاتجاه، بالنظر إلى طبيعة الأشخاص المعنيين بهذا التصرف. فالشخصيات التي قامت بتحركات في الفترة الأخيرة قامت بذلك علنا، وقد تبوأت مناصب قيادية في الحزب، إضافة إلى أنها تحظى بتأييد داخل الولايات، ما يدفع بقناعة استمرار الأزمة الداخلية ويقلل من فرص حضور الحزب في الانتخابات، بالنظر إلى استمرار منطق الاصطفاف بل حتى الاحتقان، وسيترجم أيضا في القوائم الانتخابية، وهي كلها عوامل تصعب معالجتها في هذا الظرف، وبالنظر إلى طغيان الأنا والاعتبارات النفسية والشخصية على أي مصلحة أخرى عند البعض على الأقل.

خالد. ش

 

من نفس القسم الوطن