الوطن

الرئيس بوتفليقة ينهي الجدل حول الشغور

دعا الجزائريين لليقظة والحفاظ على استقرار الوطن تزامنا مع إحياء ذكرى اندلاع الثورة

 

حرص القاضي الأول للبلاد، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على توجيه رسائل للجزائريين وهم يحيون ذكرى اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، حيث دعا هؤلاء، كلا من موقعه، إلى ضرورة اليقظة من أجل الحفاظ على استقرار الوطن ومواكبة التحديات الملقاة على عاتق الجزائريين في المرحلة هذه، وأشاد الرئيس في رسالته للجزائريين بقدرات الجيش الوطني الشعبي وكذا احترافيته ووطنيته في صون حرمة التراب الوطني واستئصال شأفة بقايا الإرهاب وقطع دابره في أرضها. وكان الرئيس قد استغل المناسبة بمربع الشهداء بمقبرة العالية للترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية بمناسبة إحياء الذكرى الـ62 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، وبعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية، وضع الرئيس بوتفليقة إكليلا من الزهور وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية وقبل الراية الوطنية.
وكان الرئيس قبل ذلك قد بعث بعديد الرسائل للداخل والخارج خلال رسالة له بالمناسبة، حيث ركز في رسالته التي بعث بها للأمة على التحديات التي تواجه البلاد، وذكر 3 تحديات أساسية لربح المعركة "الاقتصادية والجيوسياسية الخارجية"، كما شدد على أن "أمن البلاد والقضاء على الإرهاب ودحر الآفات الإجرامية وحتى الأمن العمومي، كلها قضايا تستوجب أيضا اليقظة الجماعية التي أدعو كل مواطن وكل مواطنة إلى الاضطلاع بها"، كاشفا أن الإرهاب "آفة ما فتئت تستفحل في العالم وفي جوارنا"، مضيفا أن "المتاجرة بالأسلحة وبالمخدرات بلغت مستويات خطيرة في منطقتنا على أن يلقى الجيش وباقي الأسلاك الأمنية المؤازرة من المواطنين ويعول على تنامي الحس المدني في سائر أرجاء البلاد".
وفي نفس السياق، قال رئيس الجمهورية أن "الدستور المعدل، مطلع العام الجاري، تعزز بقواعد الديمقراطية التعددية وأثرى المنظومة الانتخابية الوطنية بضمانات جديدة للشفافية والحياد ستتجسد في الانتخابات التشريعية والمحلية القادمة"، موضحا أن "الجزائر ارتضت لنفسها بنية مؤسساتية وطنية ومحلية منبثقة من الانتخابات التي تجرى بانتظام، كما أن الدستور الذي تمت مراجعته, مطلع العام الجاري, تعزز بقواعد الديمقراطية التعددية ودعم مكانة المعارضة وحقوقها حتى داخل البرلمان, وأثرى منظومتنا الانتخابية بضمانات جديدة للشفافية والحياد"، قائلا: "ذلك هو السياق الذي نتجه فيه اليوم إلى تنظيم انتخابات تشريعية وبعدها انتخابات محلية، خلال العام المقبل في إطار قانون الانتخابات الذي تم تحيينه منذ فترة وجيزة، بغرض إدراج ضمانات الشفافية الجديدة التي نص عليها الدستور"، وفيها إجابة واضحة لمن يتزعمون تحقيق مطلب الشغور أو الانتخابات الرئاسية المسبقة.
كما تطرق رئيس الجمهورية إلى "تنصيب الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات لتمكينها من الانطلاق في نشاطها قبل الانتخابات التشريعية المقبلة"، مشددا أنه "بصفته حامي الدستور سيسهر على تجسيد كافة هذه المكاسب الجديدة وصونها حتى تقطع الديمقراطية أشواطا أخرى في بلادنا, ويشارك شعبنا أكثر فأكثر في اختيار ممثليه, وتسهم المجالس المنتخبة على المستوى الوطني والمحلي بشكل أكبر في إنجاح الإصلاحات وفي التنمية على كافة الأصعدة"، معتبرا أن "طموح الوصول إلى السلطة هو الغاية المنشودة من وراء التعددية الديمقراطية وعلى أن نجاح الديمقراطية يقتضي الاستقرار"، داعيا "جميع التشكيلات السياسية إلى الإسهام في الحفاظ على هذا الاستقرار"، مبرزا أنه "هذا واجب كل واحد منا تجاه الشعب الذي هو مصدر الديمقراطية وتجاه الوطن الذي ليس لنا وطن غيره".
 
وجوب ترسيخ ذكرى أول نوفمبر 1954 في الذاكرة الوطنية
 من جانب آخر، دعا الرئيس بوتفليقة إلى "وجوب ترسيخ ذكرى أول نوفمبر 1954 في الذاكرة الوطنية لتذكر التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري من أجل استرجاع حريته واستقلاله"، قائلا أن "الثمن الذي دفعه شعبنا في سبيل استقلاله يشمل كذلك مئات الآلاف من الأرامل واليتامى ومئات الآلاف من المعطوبين وملايين الأشخاص المهجرين من أراضيهم والمشاتي المحروقة في غالب الأحيان, بقنابل النابالم"، مردفا قائلا: "تلكم هي التضحيات الجسام التي نحيي ذكراها اليوم وهذه هي الذكرى التي من واجبنا أن نرسخها في ذاكرتنا الوطنية، ليس لزرع الحقد وإنما لكي لا ينسى أحد منا الثمن الذي دفعه شعبنا في سبيل أن يعيش حرا مستقلا".
وذكر أن الشعب الجزائري "أبان على مدار قرن من الزمن, من خلال ثوراته المتعاقبة بكل بسالة وبطولة، عن رفضه الصريح البات للاحتلال", مضيفا أنه "راود شعبنا الأمل في أن يعيد له إسهامه في تحرير أوروبا حريته بالتي هي أحسن, ولكنه باء بالخيبة. كما شهدت على ذلك مجازر مايو 1945 التي أودت بأرواح عشرات الآلاف من أبناء وطننا العزل"، مستطردا أنه "تلكم هي المسببات العميقة لهبة أول نوفمبر 1954, هبة الخلاص التي بفضلها أقدم الشعب على استرجاع حريته واستقلاله بقوة السلاح"، لافتا أن "الكفاح كان قاسيا مكلفا وغير متكافئ من حيث الوسائل، وارتوت تربة الجزائر بدماء مليون ونصف مليون شهيد أي ما يربو عن سدس الساكنة، منهم من استشهد استشهاد الأبطال في ساحات الوغى والسلاح في يده، وراح البقية من الرجال والنساء والأطفال ضحية الاختطاف في المدن والقرى، أو قتلوا غيلة في سجون الاستعمار أو ماتوا تحت التعذيب".
 
أمال. ط

من نفس القسم الوطن