الوطن

التشريعيات تدفع بخلافات حركة النهضة إلى السطح

قيادات تؤكد حدتها وأخرى تصفها بـ"العادية"

 
  • ذويبي: سنحسم ملف الانتخابات التشريعية هذا الجمعة
  • خبابة: نطالب بتأجيل ملف التشريعيات حتى معالجة المشاكل الداخلية

 

يبدو أن لقاء تنسيقية الحيات والانتقال الديمقراطي الأخير قد حرر جميع الأحزاب من التزامهم الأخلاقي، خاصة بعد إعلان الأرسيدي المشاركة في الانتخابات وبفترة قبل لقاء ليلة نوفمبر. وكما كان متوقعا ستدخل هذه الأحزاب في مرحلة التنافس بعد مدة من العمل المشترك، كما أن الأحزاب الإسلامية بشكل خاص كانت بعض إطاراتها تتحفظ على المسار المتخذ ونتائجه المتوقعة في الانتخابات القادمة، ما يجعلها في لقاءاتها التنظيمية المقبلة للحسم في موقفها، معرضة إلى اهتزازات يصعب التنبؤ بسقفها. وقد خرجت، أمس، بعض الأوساط تتحدث عن بدايات بوادر تشنج في بيت حركة النهضة بين بعض الإطارات والأمين العام حول طريقة تسيير الحزب وملفات عديدة بينها التشريعيات، وتنعقد دورة خاصة لمجلس الشورى للحركة هذا الجمعة، وسط أجواء متشنجة بين القيادات المستقيلة من المكتب الوطني وذويبي ومن معه. ففي وقت يؤكد ذويبي ومعارضه خبابة وجود حراك وتشنج بين القيادات، إلا أنهما يختلفان بشدة في توقيت معالجته، فالأول يحاول فرض الالتزام بجدول أعمال الدورة، في حين يطالب خبابة بإدراج معالجة المشاكل الداخلية وتأجيل ملف التشريعيات. فإلى أي جناح سيميل المجلس؟

وحاولت "الرائد" استطلاع آراء الأعضاء القياديين المختلفين فيما بينهم، وتأثيرات ذلك على سير دورة مجلس الشورى، هذا الجمعة، وكذا حقيقة وجود تشنج قد ينتهي بحركة إنقاذ للحركة بعد الاستقالات الجماعية وتزامنها مع الاستحقاقات القادمة المرتقبة شهر أفريل 2017.

 

ذويبي: آلية اتخاذ القرار واضحة وعلى الجميع احترامها

قال الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن "التشنج الحاصل بين قيادات الحركة منذ أشهر تمت معالجته وفق قرارات المجلس الوطني ومجلس الشورى، ولا يمكنه أن يتطور إلى أمور أخرى". واعتبر ذويبي أن "مجلس الشورى المرتقب هذا الجمعة يتركز جدول أعماله على نقطة التشريعيات فقط وإبداء القرار الحاسم فيها". ونفى المتحدث أن يدرج نقاطا أخرى متعلقة بالأمور التنظيمية للحركة وتقرير اللجنة المكلفة بالاستماع للقيادات المستقيلة". وأجاب ذويبي عن سؤال "الرائد" بأن "حركة النهضة لها مؤسساتها وأطرها وكل قياداتها تخضع للآليات المنتهجة في القرار ومعالجة الأمور داخليا وخارجيا"، في إشارة إلى التشنج الحاصل ومحاولة بعض القيادات فرض نقاط في جدول الأعمال تخص معالجة التنظيم داخل الحركة قبل مناقشة التشريعيات.

وذكر ذويبي: "مجلس الشورى الذي سيجتمع هذا الجمعة في دورة خاصة بالتشريعيات سيكون جدول أعماله محددا، ويأتي بعد سلسلة من النقاشات والمخاض لموقف الحركة من المشاركة أو المقاطعة للاستحقاقات القادمة"، مضيفا: "حركة النهضة فيها أناس مسؤولون ويعملون وفق الأطر القانونية للحركة ولا يمكن الخروج عنها"، مبديا تفاؤله بأن كل التحركات والتشنج الحاصل في وقت سابق "لا يمكنه التأثير على سير مجلس الشورى وفق جدول الأعمال والآليات المنظمة".

وفي نقطة أخرى حول استقالة بعض القيادات من المجلس الوطني، قال ذويبي: "كلف المجلس الوطني ومجلس الشورى لجنة للاستماع للقيادات المستقيلة بعد رفض استقالتهم، وسيتم النظر في تقرير اللجنة بعد مجلس الشورى"، مضيفا: "داخل الحركة هناك حرية الرأي والنقاش، لكنها محمية بسيادة مؤسسات الحركة والمناضلين".

 

خبابة: مناقشة الوضع الداخلي قبل الفصل في التشريعيات

من جهته، قال القيادي يوسف خبابة أن "جدول أعمال دورة مجلس الشورى المرتقب هذا الجمعة سيتم تعديلها وإضافة نقاط تتعلق بالإطار التنظيمي للحركة والتشنج الحاصل داخلها". وأضاف: "نحن طالبنا رئيس المجلس بتعديل جدول الأعمال ومعالجة الخلل الداخلي قبل الحسم في التشريعيات". وعن حقيقة وجود تحركات من أجل عملية إنقاذ أو تكتل جديد داخل الحركة، قال خبابة: "لا يوجد أي حركة أو تكتل أو شيء من هذا القبيل، بل كل ما في الأمر أن بعض القيادات رافضة لمعالجة التشريعيات قبل الفصل في المشاكل الداخلية".

وذكر خبابة: "هناك من يهون الموضوع وهناك من يهول، لكن نحن نريد إعطاء قرارات المجلس الوطني ومجلس الشورى السابق الأولوية في المعالجة قبل ملف التشريعيات"، مضيفا: "هناك اتصالات مكثفة خلال هذه الأيام بين القيادات للتخفيف من حدة التشنج والخلاف"، متوقعا أن "يلجأ مجلس الشورى إلى حسم التشنج بإضافة نقطة التنظيم الداخلي"، وأضاف: "لدينا كل الوقت لمناقشة التشريعيات، لكن الأولوية حاليا لمعالجة البيت الداخلي".

واستدرك يوسف خبابة أن "الاستقالات التي قدمتها القيادات في المجلس الوطني قد تم رفضها من قبل مجلس الشورى في دورته السابقة، كما تم تكليف لجنة الاستماع لتقديم تقرير لمعالجة الأوضاع الداخلية"، مضيفا: "تقرير اللجنة تم رفعه وننتظر الفصل في الأمور التنظيمية قبل الخوض في ملف التشريعيات".

 

ربيعي: لا علاقة لي بأي حراك بين قيادات حركة النهضة

نفى الأمين العام السابق لحركة النهضة، فاتح ربيعي، أن يكون وراء حركة تصحيحية داخل الحزب، مضيفا: "لست مع أي تحرك في داخل الحركة ولا أي عملية إنقاذ أو تشنج مع أي جهة". واعتبر المتحدث أن "الوضع الداخلي لحركة النهضة يؤكد وجود حراك لكنه داخل إطار مؤسساتها وليس خارجا". وأضاف: "أنا من المقتنعين بأن المشاكل الداخلية تعالج في إطار المؤسسة بالحكمة واستيعاب الآراء"، مضيفا: "لست من مؤيدي المؤامرات والدسائس".

وعن جدول الأعمال، قال المتحدث: "هناك معالجة لملف التشريعيات، مع احتمال التطرق للقضايا السياسية وبعض القضايا التنظيمية للحركة"، مضيفا: "مثل كل أعضاء مجلس الشورى وصلني الاستدعاء وسأقول رأيي في كل الأمور وهذا حق مكفول لكل الأعضاء".

وبين تفاؤل ذويبي وتشدد خبابة وانضباط ربيعي، ينعقد مجلس الشورى، هذا الجمعة، وسط أجواء مشحونة ومتشنجة، وقد تعود الكلمة فيه إلى الغالبية المؤيدة للتوافق بين قبول النقاش وربما تأجيل الخلافات الداخلية وتركها إلى هيئة عقلاء تحتوي الخلافات وتمكن الحزب من التفرغ للتشريعيات، خاصة بالنظر إلى التأخر الكبير في التحضير للاستحقاقات بالنظر إلى حجم الحزب وعدم قدرته، مع رفقاء الأمس، على تجديد تحالف الخضراء، ما يزيد في صعوبة تحدي الانتخابات القادمة.

يونس. ش

من نفس القسم الوطن