دولي
عباس ودحلان.. خلاف "المواقف" عزز "المواقع"
وفق تقديرات الروائي عباد يحيى:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 نوفمبر 2016
رأى الكاتب والروائي الفلسطيني، عباد يحيى، أن خلاف رئيس السلطة محمود عباس، والقيادي المفصول من فتح محمد دحلان، مرشح للاستمرار، محذرًا بأن ما يحدث في المخيمات هذه الأيام، سينتشر ويعمّ؛ إن ظل الصراع يتصاعد بدون حل، وأن تداعياته ستطال الجميع.
ويشرح يحيى في تعليق مطول عبر صفحته على "فيسبوك" أبعاد الخلاف بين عباس ودحلان، قائلًا: "منذ بدء الخلاف، والطرفان يشعران أنهما يحصّلان المكاسب، أبو مازن بعد فصل دحلان، وبدء حملات متعاقبة على كل من يواليه، كان يعزز سيطرته على السلطة وفتح، ويقصي أي مشروع لقيادات شابة تزعج إدارته للسلطة".
وفي المقابل، أشار إلى أن دحلان "كان يعرف أنه يُكرَّس قطبا وحيدا مقابلا لأبي مازن، وفي كل مرحلة كان يخرج بتصعيد أشد ضد شخص الرئيس لتعزيز موقعه كندٍّ وحيد ممكن لأبي مازن، ثم كخيار ثان وحيد في قيادة فتح والسلطة".
• انكفاء القيادات الفتحاوية
وقدّم يحيى، الذي يرأس تحرير موقع "ألترا صوت" الإلكتروني، رؤية تشاؤمية عن واقع فتح، بقوله "انكفأت القيادات الفتحاوية جميعها إلى مساحات محددة من العمل، هنالك من انشغل بمناصبه، ومنهم من اختفى من الإعلام خوفا من أن يحسبه أي نقد على تيار دحلان"، ذاهبًا إلى أن سياسة عباس وقيادات فتح جميعها ساهمت في تكريس دحلان كملجأ وحيد لمن لا يوافقون الأول سياساته.
وقال يحيى: "تيار دحلان يستثمر في تيار الناقمين على أي شيء في السلطة وفتح، ومع الوقت يجد الرافضون لأي من توجهات فتح الرئيس أنفسهم في كفة دحلان"، مدللا على ذلك بما يجري في المخيمات.
وأوضح أن "هنالك عشرات الأسباب للحنق والتناقض مع السلطة، ودحلان يستثمر في هذا التناقض، تماما كما فعل في مخيمات لبنان. بل يمكن أن تزيد على كل هؤلاء طامحين للتقدم في المواقع الحزبية ولم يفلحوا في إرضاء طموحهم في ظل وضعية فتح الراهنة، ودحلان يعدهم بالكثير، وما أكثرهم في أوساط شباب فتح".
• المخيمات .. صراعٌ يتصاعد
الروائي الفلسطيني خطورة ما يجري بالمخيمات واحتمال تصاعده، قائلاً: "ما يحدث في ليل المخيمات هذه الأيام وقد لا نسمعه في سهراتنا، سينتشر ويعمّ إن ظل هذا الصراع يتصاعد بدون حل، حينها لن تعرف من يصدر بيانات الكتائب المسلحة التي لا تنشط إلا بوجهنا، ولا من يطلق النار سعيدا بالفلتان العزيز على قلبه".وقال: "كما نعرف في هذه البقعة التعيسة، لا يوجد فخّار يكسّر بعضه"، في إشارة إلى أن الآثار السلبية لن تقتصر على الطرفين المتصارعين.
ورأى أن الخلاف بين الجانبين "سيستمر ولن يزعج ذلك أيا منهما، دحلان يراهن على الزمن، والرئيس على إدارة فتح والسلطة دون إزعاج. وموجات التصعيد تحدث بالضبط في اللحظات التي يشعر طرف منهما بأن التفاهم غير المعلن بدأ يتعثّر، كأن يستعجل دحلان أو يزيد من تنسيقه مع قواعد في فتح تمويلا فتسليحا، أو يظهر في حسابات الرئيس خيار ثان لقيادة السلطة وفتح".
ومع ذلك، يرى إمكانية نجاح الضغط العربي والخارجي في الوصول إلى مصالحة بين عباس ودحلان، وقال: "هذا ممكن وسهل"، وبالتالي يدعو حركة "حماس" إلى عدم الرهان على هذا الصراع، وفق رأيه.
وأشار إلى تعقد المشهد وارتباطه بما يجرى في الإقليم، قائلاً: "الكل يريد أن تتزحزح الأحوال في الإقليم حتى يقرروا القيام بخطوة ما. الإقليم يتزحزح ولكنه يغدو أكثر تعقيدا ويُسقِط صغار الفاعلين، ولذلك فالانتظار محمّل باحتمالات الخسارة أكثر من احتمالات الربح".
الوكالات