الوطن

زيارات مبطنة برسائل لأطراف محددة !!

في ثالث خرجة له في فترة شهرين

 

توالت خرجات رئيس الجمهورية بعد فترة كبيرة، إذ تمكن منذ شهرين من تدشين وزيارة ثلاثة إنجازات مهمة، كان آخرها أمس المسجد الأعظم بالعاصمة، وبالضبط في المحمدية التي كانت تسمى بـ"لافجيري". ولم يكن اختيار المكان اعتباطيا بقدر ما حمل رسائل مهمة تبقى في تاريخ الجزائر، خاصة أن الإنجاز يعد مفخرة كبرى ومعلما حضاريا لعقود إن لم يكن لقرون من الزمن، إذا روعيت فيه كل المقاييس والمعايير الدولية. كما أن المسجد هو إحدى ساحات الهوية الوطنية أمام توالي الضربات أو التخوفات من المساس بها، ما يعطي الانطباع بأن الرئيس حريص على إبقاء الثوابت الوطنية بعيدا عن المهاترات والسجال الداخلي والتراشق الإعلامي، كما هو حاصل في المنظومة التربوية.
زيارات الرئيس رغم قلتها، فيها إجابات لمن يكررون طرح فكرة الشغور في وضع سياسي حرج وصعب، مؤسساتيا ومجتمعيا وإقليميا ودوليا أيضا، كما أن الخيارات المتاحة لم تنضج بشكل يمكن الجزائر من تجاوز التوقيت الصعب الذي تعرفه المنطقة، كما أن وجود مؤسسات على هشاشتها وفي كثير من الأحيان سوء مردوديتها، إلا أنها تعد ضرورة لانتقال ظرفي لا يجب أن تطول وتستمر في هذا الوضع. ولهذا من المتوقع أن تكون لخرجات الرئيس أيضا تغييرات مهمة في المشهد العام كدلالة أيضا على التحكم من جهة وقدرة اتخاذ القرارات الكبرى والمفصلية بغض النظر عن صوابيتها من عدمها.
زيارات الرئيس أيضا رسالة مهمة للشركاء الأجانب أمام الكم الكبير من التقارير، سواء من زاروا الرئيس أو من كتاب التقارير في المؤسسات المجتمعية التي تعيد مرات أن غياب الرئيس يؤثر بشكل كبير على سيرورة الدولة ومؤسساتها، ويعرض المنطقة إلى مخاطر هي في غنى عنها. وكلها طروحات موجودة في مركز البحثية، وربما أيضا على مكاتب صناع القرار في العالم. ومن هنا تكمن أهمية خرجات الرئيس في طمأنة الشركاء وتثبيت أركان الحكم في البلاد، وأيضا استبعاد الحلول المستوردة والتقليل من الرسائل التي لم تتوقف من مختلف الأطراف، وربما أيضا الإبقاء على بعض الشخصيات في الجزائر رهن وهم الشغور والتغيير القادم من العواصم الغربية.
والأهم أيضا أن المواطنين يطمئنهم خروج الرئيس وزياراته، ويبعث فيهم رسالة أمن ويقلل من المخاوف ويثبت الاستقرار الذي تنعم به البلاد، كما يقلل من حدة الضغوطات النفسية القائمة على الخوف من المجهول وانتشار الرؤية السوداوية للوضع الذي تعرفه البلاد رغم صحة بعضها، إلا أن سياسة اليأس والتأييس وعدم إشاعة الأمل لا يمكن أن تخدم الشعب ولا الدولة ولا حتى الأحزاب أو الطامحين في الرئاسة.
 
خالد. ش

من نفس القسم الوطن