الوطن

"نرفض جرّ الحركات الإسلامية إلى وهم المعارضة أو إرادات الابتزاز والتسلق"

خلال افتتاح مؤتمر الشيخين الرابع لحركة البناء، الشيخ بلمهدي:

• المشاركة في الانتخابات هي الإطار الجامع لمواجهة الضغوطات الدولية

• الشيخان نحناح وبوسليماني كانا رمزا للمشاركة الإيجابية ومقاومة الفساد 

 

اختارت، أمس، حركة البناء الوطني القاعة البيضوية التي غصت بمناضلي الحركة، لتبلغ رسالتها بقوة لمن يعنيه الأمر، بدءا من مناضليها إلى عموم الطبقة السياسية، في البدء بالتحضير للانتخابات القادمة. وكان لافتا إعجاب الحضور المدعوين من الأحزاب السياسية بالتنظيم المحكم والحضور اللافت للشباب. وتقدم قائمة الذين دخلوا القاعة، أمس، الأمين العام للأفلان، الذي حضر رفقة ثلاثة أعضاء من المكتب السياسي، وأفاد أويحيى مبعوثا خاص عنه، كما حضر التجمع أيضا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، إضافة إلى جمعية العلماء وكل الأحزاب الإسلامية بما فيها قيادات من حمس، منهم أبوجرة سلطاني وفاتح ربيعي عن حركة النهضة، ولخضر بن خلاف عن جبهة العدالة والتنمية، والأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، إضافة إلى ضيوف الحركة من الدول العربية والإسلامية.

واستهل رئيس حركة البناء الوطني، الشيخ مصطفى بلمهدي، كلمته الافتتاحية بترديد شعار الحركة المتزامن مع ذكرى ثورة التحرير الوطني، بقوله أن "نوفمبر المشاركة والمقاومة"،. وأضاف: "الانتخابات القادمة ستكون مميزة وسنعمل على صناعة ذلكم التميز فيها"، معتبرا أن "المشاركة الإيجابية منهج المرحلة، وتعني التنازل لصالح الوطن وفق مصلحة وطنية واضحة المعالم ومحددة ومتفق عليها لصالح التنمية الشاملة".

وقال الشيخ بلمهدي، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الرابع، أن "الانتخابات القادمة ستكون مميزة وسنعمل على صناعة ذلكم التميز فيها، لأنها تأتي في سياق عودة العقل والوعي إلى امتنا، بعد وهم الربيع العربي وخساسة الثورات الإرهابية المضادة في كل قطر علا فيه صوت شعبه للاختيار الحر"، مضيفا: "تميزنا سيكون ببعث منهج المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية وفي المؤسسات القادمة، لأن ذلك هو ما مات عليه الشيخ نحناح وهو يوصي بالجزائر خيرا". واعتبر رئيس الحركة أن "جرّ الحركة الإسلامية في الجزائر إلى وهم المعارضة المتطرفة، أو مستنقعات العنف، أو إرادات الابتزاز والتسلق لا يرضي أحدا"، وأضاف: "المشاركة الإيجابية منهج المرحلة لأنها تعني الإجابة عن احتياجاتنا كأمة وكأوطان وشعوب"، مضيفا: "فالمشاركة تعني التنازل لصالح الوطن وفق مصلحة وطنية واضحة المعالم ومحددة ومتفق عليها، وتمكين الكفاءة للحد من الرداءة، وتجاوز العقبات الأيديولوجية لصالح التنمية الشاملة".

وفي ملف التحديات الإقليمية والأمنية، قال الشيخ بلمهدي أن "المشاركة في التشريعيات هي الصد المانع للتهديدات الأمنية والاجتماعية المحيطة بالبلاد". وأضاف: "مشاركة القوى السياسية هي الإطار الجامع من أجل مواجهة الضغوطات الدولية في هذه المرحلة الحساسة وقاية من التأثيرات السلبية". واستنكر رئيس الحركة "المحاولات الرامية إلى إقامة قواعد عسكرية أجنبية أو مرتكزات للتدخل سواء في حدود جنوبنا الشرقية أو حدود جنوبنا الغربي"، مشيدا بمواقف الدولة الجزائرية الدبلوماسية في القضايا العربية عموما. ودعا إلى التعجيل بكل ما يحقن الدماء في سوريا واليمن والعراق وليبيا.

وفي الملف الأمني، قال المتحدث: "الجيش الوطني سليل جيش التحرير يعد مكسبا للأمة والشعب والدولة، ونحن نعتبر الالتفاف الشعبي والدعم الكامل للجيش في مهامه النبيلة هي من أولى مهام الطبقة السياسية واهتمامها"، داعيا في الوقت ذاته إلى "إعادة بعث المصالحة الوطنية لمواصلة مشوارها وهدفها النبيل لإيقاف محاولة إحياء النعرات العرقية الطائفية في بلاد القبائل، أو المذهبية في غرداية، أو الإقليمية في تمنراست وإليزي".

وعن التربية، أوضح أن "منظومة التعليم من المدرسة إلى الجامعة يجب أن تحمى من كل المناورات الأيديولوجية، وتثبت الثوابت الوطنية المتضمنة أساسا في دستور البلاد، وقوانين الجمهورية". وعن الإدارة، قال إنها "محل رهان في الإصلاح لبناء الثقة بين المواطن والدولة عبر التحلي بوظيفة الخدمة وإنهاء مرض البيروقراطية الذي ينخر جسم الدولة ومقدراتها".

وفي الجانب الاقتصادي، قال رئيس الحركة: "المشاركة هي عنوان التحول الاقتصادي المنشود وهي أداة تحقيق الرفاهية لمجتمعنا وإعادة التوازن الاجتماعي"، مضيفا أن المشاركة "تعني تعدد مصادر الأمة وخروجها من التبعية للنفط أو لأي مصدر أحادي ترتهن فيه الأمة، لتبقى في دائرة المنحة ولا تتحول إلى نقمة". وأضاف: "نأمل في انتقال سلس للحكم بين الأجيال بين جيل المجاهدين الذي أدى ما عليه وجيل الاستقلال الذي عليه أن يحذر من تكرار الأخطاء، خصوصا في ظل الانهيار الخطير لأسعار النفط".

ووجه ذات المسؤول الحزبي عدة رسائل نضالية وسياسية لقيادات الحركة ومناضليها، قال فيها أن "منهج الشيخ محفوظ نحناح كان رمزا لدعوة الإصلاح والوطنية الصادقة ومترجما للممارسة الديمقراطية بكل أبعادها، ومنهج المشاركة الإيجابية"، في حين كان "الشيخ بوسليماني رمزا للمقاومة والتضحية وموصيا بقوة الوحدة من أجل مقاومة الشر والفساد والعنف"، مضيفا أن "مقاومة الفساد من خلال نشر الوعي الجماعي بأخطاره لاجتثاثه من جذوره، ومقاومة الإقصاء والتهميش والرأي الواحد والتطرف والغلو والتكفير"، مختتما: "يجب مقاومة الأجندات الشخصية والفئوية والجهوية والطائفية التي هي برامج مدمرة للمجتمع وهيبة الدولة والعدالة الاجتماعية مخابرها خارجية ومنافذ تنفيذها داخلية".

وتجدر الإشارة أن مؤتمر الشيخين محفوظ نحناح والشهيد محمد بوسليماني هو مؤتمر فكري، ودأبت حركة البناء الوطني على تنظيم تجمع جماهيري بالمناسبة وفاء للشيخين، وفرصة للتذكير بنهجهما ومواقفهما، وهذا هو المؤتمر الرابع منذ تأسيس الحركة.

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن