دولي

الاحتلال يشكل طاقما خاصا للاستعداد لمرحلة ما بعد عباس

مع بداية الحديث عن تراجع شعبيته وبداية انهيار السلطة الفلسطينية

كشف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل الصهيونية، أن جيش الاحتلال، شكل منذ أشهر طاقماً خاصاً يعكف على وضع الاستعدادات الصهيونية لمواجهة اليوم الذي يلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال في سياق تقرير موسع، خصصه للحديث عما أسماه بتراجع مكانة الرئيس عباس وازدياد عزلته عربياً أن "الرباعية العربية"، المكونة من مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة تواصل الترويج لإعادة تكريس زعامة العضو المفصول بحركة "فتح" محمد دحلان وتسويقه وريثاً لعباس.

واعتبر أنه على الرغم من أن الاحتلال، لن تبادر إلى أي تحرك في هذا السياق، وبالتأكيد لن تقوم بعمل عسكري فيما يتعلق بانتقال السلطة "إلا أن عليها الاستعداد لمواجهة سيناريوهات مختلفة، ومن ضمنها تلك التي تتحدث عن مواجهات فلسطينية داخلية وعنيفة على خلافة عباس، بعدما بات مؤكداً أن مسألة نهاية ولايته وحكمه باتت مسألة وقت".

مع ذلك يقر هرئيل أنّ وزير الأمن الصهيوني أفيغدور ليبرمان، صب الزيت على نار الصراعات الداخلية، خلال المقابلة التي منحها لصحيفة "القدس"، إذ جاءت مضامين المقابلة متوافقة مع رسائل ليبرمان السابقة لتعيينه وزيراً للأمن، وفي مقدمتها تكريس مقولة أن عباس، ليس شريكاً للمفاوضات، من جهة، وتهديد "حماس" بأن أي مواجهة عسكرية قادمة معها ستكوم المواجهة الأخيرة، لكن وفي الوقت ذاته، أرسل الوزير الصهيوني رسائل لـ"حماس" بإمكانية التوصل إلى معادلة، لإعادة إعمار غزة وإقامة ميناء بحري وربما مطار جوي أيضاً.

وإن كانت "حماس" ردت برفض تهديدات وإغراءات ليبرمان هذه، إلا أن هناك من اعتبر مقابلة ليبرمان رسائل بشأن استعداده للعمل مع مراكز القوة الحقيقية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وليس مع الرموز الوطنية الحالية من القوة، وفق نظرته.

 

إلى ذلك، كان لافتاً أيضاً أن تقرير "هآرتس" استهل بالترويج ومحاولة الحديث عن تراجع قوة السلطة الفلسطينية وقرب انهيارها، مع الإشارة إلى "سياسة العصا والجزرة" التي أعلنها ليبرمان مع توليه منصب وزير الأمن قبل ثلاثة أشهر، مقابل تقرير كان هرئيل نشره قبل ثلاثة أشهر جاء فيه أنه في الوقت الذي بدا فيه أن الجهات الصهيونية تستعد لانهيار السلطة الفلسطينية، وبتأييد من ليبرمان.

ويبدو أن حكومة الاحتلال، تعتزم تشديد هجماتها على السلطة الفلسطينية، وعباس، تحديداً على ضوء ما يبدو أنه تقدم في محادثات الدوحة، على اعتبار أن المصالحة الفلسطينية ستكون نقطة تحول مفصلية في غير صالح الاحتلال، وتضع حداً لتدخلات الاحتلال المتواصلة ومحاولته النفخ في نار الانشقاق من جهة، وتغذية الفتنة الداخلية، خاصة في كل ما يتعلق بالعودة للنفخ في خيار دحلان وتكريسه مرشحاً قادماً لقيادة السلطة، أو على الأقل لعودته للصفوف الأولى في القيادة الفلسطينية.

القسم الدولي

 

من نفس القسم دولي