دولي
"إسرائيل" بدون ورقة التين !
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 أكتوبر 2016
أكثر ما يثير قرفي واشمئزازي ادعاء اليهود بأنهم «الواحة الديمقراطية» في صحراء المنطقة العربية، لا يوجد كذبة بمثل هذه البشاعة، في ظل توحش النظام الصهيوني، ليس كنظام أبرتهايد وفصل عنصري، واحتلال لشعب آخر هو أهل الأرض ومالكها، بل كنظام أحادي النظرة، ينزلق سريعا جدا نحو مهج عنصري وفاشي ضد «الآخر» كائنا من كان، يهودياً أم جنياً، فهذا التصنيف لم يعد ذا بال، كل شيء في كيان العدو يصرخ صباح مساء: من ليس معي فهو ضدي، وليس مني، و«تهمة الخيانة العظمى» جاهزة للقذف في وجه كل صوت يناهض سياسات الحكومة والمجتمع في «إسرائيل» فلم يعد ثمة صوت حقيقي آخر، الصوت الآخر ملعون وخارج من «ملة اليهود» ويستحق السحل! آخر ضحايا الفاشية الصهيونية، رئيس منظمة لحقوق الإنسان اسمها «بتسليم» حجاي إلعاد، وقف قبل أسابيع أمام مجلس الأمن وصرخ مستغيثاً «لإنقاذ» "إسرائيل" من نفسها، كنظام محتل، لا يمكن أن يكون له مستقبل، واستنجد بمجلس الأمن، لكي يتحرك، ليس حماية للشعب الفلسطيني، بل حماية لشعب «إسرائيل!» ومع هذا تعرض إلعاد لهجمة شرسة باعتباره «خائنا للوطن»! ماذا كانت جناية إلعاد؟ تساءل: «ماذا يحصل في يوم عادي واحد من 17.898 يوم احتلال يتواصل بلا عراقيل؟»، ويجيب: «العيش تحت نظام عسكري معناه الخضوع لنظام التصاريح الخالد الذي يتحكم بحياة الفلسطينيين منذ لحظة ولادتهم وحتى مماتهم: "إسرائيل" تتحكم بالسجل السكاني؛ "إسرائيل" تقرر من يسافر الى الخارج ومن لا؛ إسرائيل تقرر من يدخل للزيارة من الخارج ومن لا؛ في قرى معينة تحتفظ "إسرائيل" بقوائم تقرر من يزور القرية، أو من يفلح هذه القطعة أو تلك. والتصاريح لا تصدر دوما. ودوماً، التصاريح يتوجب تجديدها».
والنتيجة: «المشروع طويل المدى ل"إسرائيل"، أي، الاستغلال الأقصى للأراضي الفلسطينية في ظل تقليص أقصى للوجود الفلسطيني في المنطقة، يكفي نصف يوم من التجول في الضفة الغربية كي يفهم المرء بان المشروع الذي تعمل عليه حكومات "إسرائيل" على أجيالها، يمين، وسط ويسار منذ العام 1967، يستهدف أن يكون مشروعاً دائماً».
هذا لب ما قاله إلعاد، وقبل أن ينزل عن منصة الأمم المتحدة، بدأت سكاكين اليهود تُسن لتقطيعه! هذه هي «ديمقراطية!» الفيلا وسط الغابة، غابة «العرب» الذين يسعى بعضهم «للتعايش» مع بشر كهؤلاء، لا يريدون أن يسمعوا غير أصواتهم، ولا يريدون أن يروا غير صورهم في المرآة، هذا الموقف المثير للاشمئزاز والقرف، دفع كاتباً عبرياً في صحيفة هآرتس (23/10/2016) اسمه أوري مسغاف، للدعوة لـ «تعطيل منظمات اليسار» قائلاً: بدلاً من أن تساهم منظمات اليسار ومنظمات حقوق الإنسان في انهاء الاحتلال والحفاظ على الديمقراطية، تقوم بإعطاء صورة وكأن هناك حكومة ومعارضة، رأي ورأي آخر. وهذا غير صحيح» ولإنهاء مسلسل الكذب، بديمقراطية العدو، يقترح ما يلي: لتتفضل منظمات اليسار وحقوق الإنسان بالإعلان عن تجميد أعمالها.
الدولة تلاحقهم، حان الوقت لأن يقولوا للدولة: تفضلي. لقد انتصرت. تعالوا لنرى إسرائيل بدون منظمات حقوق الانسان. تعالوا نرى "إسرائيل" بدون ورقة التين وبدون التظاهر بالديمقراطية! من الأفضل لهذه المنظمات أن تخلي مكانها. وترك مجلس الامن التابع للأمم المتحدة يواجه الاحتلال. وترك ملاحقة المستوطنات للأمريكيين. وترك الإخلال بحقوق الإنسان لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وترك التحقيق في جرائم الحرب لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وترك الانتفاض للفلسطينيين! باختصار، "إسرائيل"، كيان عنصري، ومجتمع قتلة، لا مستقبل له، مهما طال الزمن.. ومن الأفضل لأي يهودي يشعر ببقايا إنسانية أن يقفز من هذا المركب المجرم!
حلمي الأسمر