دولي
لماذا يستهدف "فيسبوك" الحسابات الفلسطينية مرة أخرى؟
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 أكتوبر 2016
تستمر إدارة "فيسبوك" في إعاقة الصفحات الفلسطينية، كما أغلقت بعض الحسابات الإدارية، وصفحتان مؤخراً، حسب قول نشطاء فلسطينيين. في الأسبوع الماضي أعلن مدراء صفحة "المركز الفلسطيني للإعلام" بالعربية أنه أغلق 10 حسابات على الأقل، سبعةٌ منها بشكل دائم، في حين أغلق ثلاثة مؤقتاً. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من مليوني متابع لصفحة "فيسبوك" الخاصة بالمركز الفلسطيني للإعلام بالعربية.
وعندما سألوا عن السبب، كان رد إدارة "فيسبوك": "تم إغلاق حسابك بشكل كامل لعدم الالتزام بمعايير النشر للفيسبوك. ولن نسترجع الحساب مرة أخرى لأي سبب كان". حسب قول المدير العام، للمركز الفلسطيني للإعلام، يحيى أبو حسان فإن "فيسبوك" يتخذ هذه المعايير ذريعة فقط. وقال: "بغض النظر عن ماهية المعايير، فإنها تبقى عشوائية ومتقلبة المزاج. بالرغم من ذلك، فإن إدارة الفيسبوك تستخدمها بوضوح كسلاح لإزالة أي مادة يتم الإبلاغ عنها بواسطة الإسرائيليين، مما يذكرنا برقابة الدكتاتوريين الأسوأ عبر الزمان والمكان".
يوم الاثنين الأخير، تم إزالة أحد مقاطع فيديو صفحة المركز الفلسطيني للإعلام باللغة الإنجليزية على "فيسبوك"، والتي يتابعها أكثر من 200 ألف معجب، بذريعة أنه احتوى على "تعري". تقوم الصفحة بنشر قصص إخبارية، وتقارير، وصور، وكارتون وفيديوهات عن فلسطين والفلسطينيين،" يقول مدير الصفحة رامي سلام. كان الفيديو تحفيزياً، ويحتوي على قصة خريج جامعي فلسطيني يتحدى الحصار الإسرائيلي والبطالة ببيع الزهور. وأيضاً يرسل رسالة لفلسطينيين المحتلين والمحاصرين أن هناك بصيصٌ من الأمل،" تابع رامي سلام. "لقد تم إغلاق حسابي مؤقتاً من دون أي سبب لأكثر من مرة من قبل. هذا أمر محبطٌ". في شهر سبتمبر الماضي، أغلقت إدارة "فيسبوك" عدة حسابات فلسطينية بحجة خرقها لمعايير النشر، حيث أبلغ أربعة محررين من وكالة شهاب للأخبار، والتي يتابعها أكثر من 6.3 مليون معجبٌ على "فيسبوك"، وثلاثة مدراء تنفيذيين من شبكة قدس الإخبارية، والتي يتابعها 5.1 مليون معجب، عن عدم قدرتهم على فتح حساباتهم الشخصية. وتقوم الوكالتان بتغطية الأخبار اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
حاول الفلسطينيون والناشطون المؤيدون لفلسطين مواجهة الحملة بحملة على وسائل الإعلام باستخدام هاشتاغ# FBcensorsPalestin وتفاعل الآلاف مع الحملة التي تجاوزت عشرات آلاف التغريدات والمنشورات. وقد اعتذرت إدارة "فيسبوك" وأعادت بعض الحسابات تحت الضغوط، لكن لا تزال صفحة شبكة فلسطين للحوار محذوفة، حيث رفض الفيس بوك استرجاعها. وبالرغم من هذا، فإنه على ما يبدو أن "فيسبوك" أصبح يستهدف بعض الصفحات الفلسطينية كل واحدة على حدة، حسب ما قاله ناشطون يعتقدون أن الحملة هي نتيجة الاتفاقية بين "إسرائيل" وإدارة "فيسبوك". في شهر سبتمبر الماضي، قابل وفد من إدارة "فيسبوك" وزيرة "العدل" الصهيونية أيليت شكيد ووزير الأمن العام جعاد أردان "لتحسين التعاون ضد التحريض للقتل والإرهاب"، كما صدر من مكتب رئيس الوزراء. أشادت أيليت شكيد، من حزب البيت اليهودي الذي يدعمه المستوطنون، بنجاح الاجتماع.
وتقول بعض التقارير الإعلامية الإسرائيلية إن إدارة "فيسبوك" والحكومة الإسرائيلية قد يشكلون "فرقا مشتركة" لمقاومة التحريض على الإنترنت، ولكن لا يوجد أي تفاصيل أخرى. وكان متحدث رسمي لوسائل الإعلام أخبر الجزيرة في تصريح أن الزيارة جاءت "جزءًا من الحوار المستمر مع صناع السياسات والخبراء حول العالم لاستقصاء المحتوى الإرهابي". ورغم التضييق والإحباط الذي يتعرض له الناشطون إلا أنهم مصممون على الاستمرار في نشر المحتوى الفلسطيني. وأكدت، بيان محمد، للجزيرة، وهي مديرة صفحة المركز الفلسطيني للإعلام على "فيسبوك"، وقد حذف حسابها، أنها لن تترك استخدام "فيسبوك" بسبب قمع إدارته للفلسطينيين: "سنستمر في النشر.
كلما أغلفوا حسابا أو صفحة سنقوم من جديد بعمل حسابات أخرى. يجب أن يصل صوت فلسطين للجميع". ودعا البعض لإيجاد مواقع تواصل بديلة لا تخضع لإملاءات الاحتلال الإسرائيلي ووضع حد لما أسمته المفكرة والأديبة الفلسطينية سوزان أبو الهوى "دكتاتورية رقمية".
رفعت العرعير