الوطن

الدبلوماسية الجزائرية تسترجع عصرها الذهبي في المحافل الدولية

في ظل تحديات الإرهاب والجريمة المنظمة وتصفية الاستعمار والاقتصاد الوطني

 

  • بلمداح: الوفود البرلمانية والدولية تثني كثيرا على حنكة الدبلوماسية الجزائرية
  • تواتي: الموقف الجزائري من ملفات الإرهاب والتحرر ثابت وتاريخي
 
احتفلت الديبلوماسية الجزائرية، أول أمس، بيومها الوطني (المصادف ليوم 8 أكتوبر من كل سنة) تزامنا مع يوم الأمم المتحدة المصادف 24 أكتوبر، وسط تحديات إقليمية وأمنية واقتصادية وتحولات دولية عميقة. وتأتي احتفالات هذه السنة متزامنة مع نجاحات كبيرة حققتها الدبلوماسية الجزائرية، كان آخرها الملتقى الدولي للطاقة حيث استطاعت أن تكون سببا في التقاء بل اتفاق دول متخاصمة على غرار السعودية وإيران وقبول روسيا بالمقاربات الجزائرية.
كما كان للمواقف الجزائرية في رفض الحلول العسكرية في المنطقة العربية وتحفظها على التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، ورفضها للحرب في اليمن وموقفها في الاستمرار في التعامل مع الدولة السورية ومطالبتها بتحقيق المصالحة وحقن الدماء، وهو نفس الموقف الذي اتخذته مع الجيران سواء ليبيا أو تونس، رغم الإمكانيات التي تملكها في التدخل مع وجود رغبة بل نداءات داخلية، إلا أنها استمرت في المطالبة بالتسوية السياسية السلمية وضمن المسعى الأممي، كلها مواقف تحسب للدبلوماسية الجزائرية.
كما أن المواقف الثابتة المستمدة من روح بيان أول نوفمبر لازالت تطغى على الدبلوماسية الجزائرية، سواء تعلق الأمر بمساندة قضايا التحرر وعلى رأسها قضيتا فلسطين والصحراء الغربية، بصفتهما قضيتي تصفية استعمار، ولا تتردد الجزائر في دعمها لهذه الشعوب بجميع الوسائل المتاحة، إضافة إلى رفضها تصنيف القوى المقاومة بمنظمات إرهابية رغم الضغوطات بل حتى الإغراءات، وهي أن مواقف مبدئية تزين تاريخ الدبلوماسية الجزائرية في وضع عربي مزر ومتراجع عن المكاسب.
كما قامت الدبلوماسية الجزائرية بدور متميز في مكافحة الإرهاب عبر المرافعة في مختلف المحافل الدولية، عن المقاربة الجزائرية التي ترفض إدانة الدين أو النفخ في الإسلاموفوبيا من جهة، وأن الإرهاب لا دين ولا عرق ولا جغرافيا تتحكم فيه، وأن المعالجة تعتمد وسائل مثيرة منها المكافحة الأمنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية ودعم مسارات الإصلاح السياسي وترسيخ قيم السلم والمصالحة داخل الشعوب التي تعرف أزمات داخلية.
وفي اتصال بهذه المناسبة مع البرلماني عن الجالية الجزائرية في الخارج، نور الدين بلمداح، قال إن "الوفود الأجنبية البرلمانية والرسمية ترى في الدبلوماسية الجزائرية حنكة ورؤية صائبة تجاه الأوضاع في دول المنطقة وفي سوريا واليمن"، في حين ذكر موسى تواتي أن "الدبلوماسية الجزائرية تسير على خطى ثابتة وتاريخية تستمد وجودها من مبادئ ثورة التحرير الوطني".
واعتبر النائب نور الدين بلمداح أن "الدبلوماسية تخوض عدة تحديات على أكثر من صعيد في المنطقة العربية وفي إفريقيا وفي البحر المتوسط، وهي ثابتة على مواقفها التي تدعو للحوار كسبيل أنجع للوصول إلى حل القضايا الراهنة"، مضيفا: "عند استقبال وفود أجنبية أوروبية وأسيوية وغيرها، نجد عندهم تثمينا لنظرة ورؤية الجزائر إزاء القضايا الدولية، بينها الأزمات في ليبيا وسوريا واليمن، وقضايا تصفية الاستعمار". واعتبر المتحدث أن "مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والحوار الهادئ والمسؤول هو خيار ثابت للدبلوماسية الجزائرية". ومن جهته، ذكر رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، أن "الدبلوماسية الجزائرية لها مواقف تاريخية ثابتة مستمدة من الثورة التحريرية من ضمنها عدم التدخل في شؤون الدول ودعم الحركات التحررية في العالم وقضية فلسطين"، مضيفا: "في كل المحافل الدولية هناك موقف واضح للدبلوماسية الجزائرية لا يتغير بتغير الأشخاص".
أما عن مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، فاعتبر بلمداح أن "الجزائر تملك خبرة في هذا الشأن وهي محل استشارات دولية للأخذ بموقفها وتجربتها، وتستقبل وفودا من كل العالم منذ سنوات"، في حين يرى تواتي أن "الدبلوماسية يجب أن تساهم أكثر في قضايا أخرى اقتصادية وثقافية على غرار الأمنية، وبالتالي فالميزانية المخصصة لها يجب أن تكون لها نتائج واقعية على الشعب والمنطقة".
وعن مساهمة الدبلوماسية الجزائرية في الاقتصاد الوطني، قال بلمداح: "اجتماع دول الأوبك في الجزائر مؤخرا هو نجاح تاريخي للدبلوماسية بفضل رئيس الجمهورية، والجزائر باتت كلمتها مسموعة في المحافل الدولية". أما تواتي فقال "الدبلوماسية الجزائرية كان عصرها ذهبيا في السبعينات بمواقف واضحة ومسموعة، وحاليا هي لا تساعد في الاقتصاد الوطني وتسهيل الاستثمارات وتلميع صورة الجزائري وتجنب العراقيل للمواطن داخل الوطن أو خارجه"، في حين ذكر بلمداح أن "صورة الجزائري في الخارج هي أفضل بكثير من فترة التسعينات، وقد استرجع المواطن سمعته كجزائري".
يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن