الوطن

الحوار الاجتماعي ينهار بين الحكومة والنقابات؟!

تصريحات فارغة وتهديدات متبادلة تبقي الملفات مفتوحة دون بدائل أو مخارج

 

دقت الحكومة بعدم تجاوبها مع مطالب التكتل النقابي الذي يدخل اليوم في إضراب ثاني يشل من خلاله عدد من القطاعات أخر المسامير في نعش الحوار الاجتماعي مع شركائها المستقلين وهو الحوار الذي يتسم بالبرودة حتى في الظروف العادية.
 ورغم أن الوضع خطير والتصعيد أتي لم تكلف لا حكومة نفسها عناء الجلوس مع النقابات الغاضبة على طاولة الحوار على الأقل لتهدئة الوضع في حين اقتصر تعاطي بعض الوزراء المعنيين بالإضراب على التصريحات الفارغة والتهديديات المستفزة وهو ما من شأنه أن يبقي الملفات مفتوحة دون بدائل أو مخارج، ويؤجل كلّ الحلول إلى أجل غير مسمّى ويبقي على الاحتقان والتوتر القائمين. وقد أظهر اضراب نقابات التكتل الذي سيتجدد اليوم للمطالبة بالرجوع عن قرار ألغاء التقاعد المسبق قبضة حديدة بين الحكومة وشركائها الاجتماعيين حيث ترفض النقابات المستقلة جملة وتفصيلا إجراءات الحكومة المتعلقة بالتقاعد، معتبرة أن التقاعد النسبي والمسبق حقوق مكتسبة غير قابلة للتنازل، في حين تصر الحكومة أن الوضعية التي يعيشها صندوق المعاشات تقتضي التوجه نحو ألغاء التقاعد المسبق دون حلول وسط يمكن تبنيها بالحوار ، فالنقابات التي سارعت لتبني خيار الإضراب تنتظر على الأقل جلوس الحكومة معها على طاولة الحوار من أجل دراسة مطالبها إلا ان هذه الأخير على الأرجح ترى أن لا حلول يمكن مناقشتها في ظل المطالب غير الشرعية والمرفوضة جملة وتفصيلا حسبها وهو ما من شانه أن يبقي التوتر الموجود كما أن غلق أبواب الحوار من شانه أن يحمل النقابات على التصعيد أكثر وربما التوجه نحو خيار الإضراب المفتوح الذي سيكون في حال تجسيده الحلقة الأعنف للغليان النقابي، باعتباره الوسيلة الأكثر نجاعة في يد النقابات والذي لا طالما استطاعت من خلاله افتكاك مطالبها تحت مسمى الابتزاز والضغط والمساومة .
ويرى مراقبون أنّ تمكّن النقابات المستقبلة، من تعبئة الشارع في كل مرة، يفرض على الحكومة مد جسور الحوار مع هؤلاء النقابيين، والتحاور معهم بشأن الملفات المطروحة معتبرين أن تمسك كل طرف بموقفة وأطلاق المسؤولين لتصريحات استفزازية وتهديديات بالعقاب في حق المضربين من شأنه أن يبقي الجبهة الاجتماعية مفتوحة على سيناريوهات أخري خاصة في ظل الاحتقان الموجود ليس فقط بسبب ملف قانون العمل وتعديلات قانون التقاعد وإنما بسبب الوضع العام الموجود الذي يتسم بمتاعب اجتماعية واقتصادية يعيشها العامل يوميا، معتبرين ان الحل ليس في تهديد بن غبريط لعمال قطاعها بالخصم في حالة الإضراب ولا في تأكيد الغازي ان أكثر ما يمكن ان تقدمه الحكومة للنقابات المستقلة هو إشراكهم في نقاش المهن الشاقة الذي تبنته وزارة العمل وانما في جلوس كل طرف لطاولة الحوار من اجل تقييم الوضع والاحتكام للعقل والبحث عن حل وسط يرضي جميع الأطراف مع مراعاة المصلحة العامة لمواطنين أصبحوا يرون في العمل النقابي تهديدا لمصالحهم وتعطيلا لأشغالهم.
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن