الوطن

الأفلان يدخل مرحلة التسوية أو الانكسار

رغم بداية معركة التسميات والخلافات القانونية والرسائل المتبادلة

 

بدأ جمال ولد عباس نشاطه على رأس الأفلان، أمس، بإشرافه على احتفالية الذكرى الثانية والستين لتأسيس الحزب، بحضور القيادات التي رافقت عمار سعداني، وكذا حضور عائلي أيضا. وبالمقابل استقبل خصوم سعداني المرحلة الجديدة بالاستمرار في نفس النهج المعارض لميراث سعداني، معتبرين أن الصراع القائم صراع شرعية وليس صراع أشخاص، ما يفرض على القيادة الجديدة التعامل معهم بشكل ومقاربة جديدة، خاصة أن القيادات التاريخية كلها موجودة خارج المؤسسات، وتعددت الاقتراحات بين مطالب بلجنة انتقالية تتكفل بتحضير التشريعيات المقبلة وبعدها عقد مؤتمر استثنائي قبل 2017 لانتخاب قيادة جديدة، وبين رافض للتسمية التي أطلقها سعداني على خليفته بحجج نظامية ومواد القانون الأساسي وبين متمسك برفض مطلق بالقبول أو التسليم للقيادة الجديدة.

ولم يستغرب هذه المواقف من المتخاصمين داخل الحزب، في انتظار الخريطة التي يكون ولد عباس قد استلمها ممن قبلوا به لتسيير هذه المرحلة. والأكيد أن التوازنات السياسية في النظام السياسي تفرض الآن إعلان هدنة ومساعي تطويق أزمة الأفلان عبر إطلاق مبادرات حوار تجمع الأشقاء الأعداء عبر مسار استرضاء جديد في مواقع مختلفة داخل السلطة، كرسائل تغير منطق التعامل مع خصوم سعداني، سواء تعلق الأمر بالتعديلات الحكومية المرتقبة أو حتى تولية من أبعدوا من قبل. ولا يستبعد استدعاء بلخادم مرة أخرى إلى وظيفة قريبة من الرئيس، كرسالة طمأنة من جهة ومحاولة لتليين مواقف الرافضين للمؤتمر العاشر ونتائجه.

كثر الحديث عن استحداث هيئات مرتبطة بالأمين العام ومخولة بجزء من صلاحياته، تجمع القيادات التاريخية الذين لم يزكوا المؤتمر العاشر، وفي هذه المقاربة نوع من الاسترضاء دون التخلي عن إنجاز مزكى من رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، الذي لا يمكنه أن يقبل بالطعن الكلي فيما تحقق من إجازات تنظيمية داخل الحزب بما فيها المؤتمر ونتائجه.

مجموعة المعارضة لا تملك الكثير من الأوراق قبل التشريعيات القادمة إلا محاولة القبول بشيء من المحاصصة في القوائم القادمة، وفي نفس الوقت الابتعاد عن الطروحات الابتزازية في مسار الحزب، خاصة أن ذهاب سعداني كان حلا وسطا داخل الحزب وخارجه، وهو ما يتيح فرصة تحاور لا يجب أن تحدد بتاريخ ولا بمدة ولا بنص قانوني، وبداية معافاة الساحة والمشهد السياسي العام يبدأ بالتهدئة وإعلاء صوت الحوار والابتعاد عن الملاسنة والتراشق الإعلامي، خدمة لاستقرار البلاد، كما أن خيار انكسار الحزب وطغيان المطالبين بذهابه إلى المتحف قائم وله من يروج له، ولا يملك النظام الحالي حلولا كثيرة إذا استمر التنازع إلا البحث عن بدائل بدل خسارة قيادة المشهد السياسي العام. وهو خيار رغم صعوبته يبقى محتملا وقابلا للتحقيق في الانتخابات القادمة التي أصبحت مهددة باستمرار أزمة الأفلان الداخلية.

بالمقابل، جمال ولد عباس مطالب بأن يترجم ملامح شخصيه المهادنة الرافضة لاستعداء أي طرف والداعمة للرئيس من جهة، وذات العلاقة الممتدة مع جل الإطارات وأن يجعل من مقر الحزب مساحة لقاء وتقارب، وفي نفس الوقت أن يبدأ ببرنامج وأفكار جامعة، قبل الأسر فيمن يرغبون في الانفراد والهيمنة على مفاصل الحزب، وبالتالي إقصاء كل من يقف ضدهم ولا يملكون تاريخا مشابها لهم في النضال الحزبي وحتى في مسارهم مع الدولة ورموزها.

 

 

خالد. ش

من نفس القسم الوطن