الوطن

سعداني يختار الاستقالة وينصب خليفته

بعد اشرافه على أشغال اللجنة المركزية للأفلان وتلاوة بيانها الختامي

 

أعلن أمس وفي ختام جلسة اللجنة المركزية العادية للحزب العتيد التي جرت أشغالها بفندق الأوراسي العاصمة، عمار سعداني استقالته من منصب الأمين العام للأفلان بعد ثلاث سنوات من وجوده على رأس الحزب وختار الإرادة الشخصية بعد ان عبر أعضاء اللجنة المركزية تمسكهم به وبعد تلاوة اللائحة السياسية التي تضمنت رسائل كثيرة توحي بوجود حراك كبير حول السلطة وخياراتها ،واذا كانت استقالة سعداني تبرير الاستقالة بوضعه الصحي الا ان اغلب المراقبين جعلوا التصريحات الأخيرة التي مست الفريق توفيق وعبدالعزيز بلخادم وما عكسته من ردود فعل اكبرها كان في منطقة غرداية التي ترحك أهالي الضحايا والمسجونين بالتحرك القانوني والقضائي وبدأت بعض الأوساط في استعمال التصريحات لممارسة ضغوطات حول حقوق الأقليات وهو ما جعل البعض يتحرك مطالبا سعداني بالاستقالة لاحتواء الارتجاجات التي احدثتها التصريحات على جميع المستويات.

استقالة عمار سعداني تثير تساؤلات حول استمرار الأطراف التي كانت تقف معه او وراءه خاصة في التصريحات الأخيرة مما ينذر بإمكانية تغير في موازين القوى داخل السلطة او احداث تغيرات تحدث عنها الكثيرون في الفترات السابقة سواء على مستوى الحكومة او حتى مؤسسات أخرى وخاصة ان سعداني منذ مجيئه تكفل بملف الفريق توفيق وحمله كل مساوئ النظام وتعثراته واستهدافه كان بسبب رفض هذا الأخير فكرة العهدة الرابعة وبروز مؤشرات على عدم قبوله بالواقع وخاصة ما سمي الغموض في شكل اتخاذ القرار والذي عبر عنه اثناء تلقيه خبر الإقالة التي صرح بعدها انه يحترم ختم الجمهورية في إشارة واضحة ان اقالته صاحبها كثير من الغموض وتجدر الإشارة ان سعداني كان عراب العهدة الرابعة وراهن عليها في مرحلة صعبة وواصل معركته ضد كل من وقف ضدها وها هو امس يتنحى ليترك تساؤلات كبيرة حول حقيقة ما يحدث ويتوقع في البلاد وخاصة انه انهى كلمته بان أوصى على الجزائر .

التصريحات الأخيرة ورطت الدولة وليس طرف في السلطة وسارعت بعض الشخصيات النافذة الاتصال بالأشخاص المعنيين بالتصريح والتبرؤ من هذه التصريحات ولعل الاستقالة ستحقق نوع من الطمأنة في بعض المناطق على غرار غرداية وتقلل من احتمالية استخدامها بشكل مسيء للدولة في وقت جد صعب وحساس وحرج.

الاستقالة أيضا جاءت لتحقق انفراجا على المستوى الداخلي للحزب وتولية جمال ولد عباس على راس الحزب في وسط قبول له من الأطراف المتنازعة على الحزب والذي يتوقع ان يتولى تنفيذ مبادرة معدة مسبقا من الرئاسة لجمع صف الافلان في توقيت مهم وامام استحقاقات كبيرة لازالت السلطة تراهن على الافلان في قيادة الواجهة السياسية  للبلاد الأطراف المتنازعة تتحدث عن ان ولد عباس يقود لجنة مؤقتة مكلفة بجمع الاطارات وتنظيم مؤتمر استثنائي جامع  في اقرب الآجال رغم محاولة البعض إعطائه منصب الأمين العام دون أي استشارة ولا تزكية كما شهد على ذلك النقل المباشر لجلسة اللجنة المركزية أمس.

 

 

خالد. ش

من نفس القسم الوطن