الوطن

سعداني أول أمين عام للأفلان يقدم استقالته

بإصرار منه رغم رفض اللجنة المركزية مقترح سحب الثقة

 

  • سيّر الجلسة بارتياح وبعث برسائل سياسية لسابقيه ومعارضيه

صنع عمار سعداني "الحدث" كعادته في اجتماع اللجنة المركزية بتقديم استقالته من منصب الأمين العام للأفلان وقيادة الحزب، وقال سعداني إنه "استقال لأسباب صحية" بعد غيابه عن الساحة بين جوان إلى سبتمبر الماضي، واستبق سعداني إعلان استقالته بدعوة اللجنة المركزية إلى اقتراح سحب الثقة منه قبل أن يفاجأهم بإلحاحه على الاستقالة رغم معارضة جل الأعضاء.

وظهر سعداني مرتاحا، في افتتاح الدورة العادية للجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني (ثاني أعلى هيئة بعد المؤتمر)، أمس بفندق الأوراسي، بالجزائر العاصمة، وسيّر الجلسة وقرأ تقرير الأمانة العامة وثام بتعيين اللجان المؤقتة لتسيير الدورة، وبعد تلاوة البيان السياسي (لائحة الدورة)، قال سعداني "هناك أحاديث تدور عن سعي أعضاء اللجنة المركزية لسحب الثقة من الأمين العام، واليوم اقولها أمام الأعضاء والضيوف والإعلام الوطني، من يريد سحب الثقة من الأمين العام يرفع اصبعه"، وبعد اقتراح الأمين العام لم يسجل أي عضو وافق على سحب الثقة، ليعود سعداني ويؤكد "السياسة وممارسة السياسة هي إما أن تكون صادقا أو مارقا، وحين تكون صادقا فمعناه أن تكون وفيا وشجاعا وصريحا، أما أن تكون مارقا فهي أن تكون منافقا وأن لا تتصف بصفة الوفاء وأن تكون جبانا في المواقف الصريحة"، مضيفا وسط ذهول الحاضرين "أعضاء اللجنة المركزية أصارحكم بصفتي أمين عام الأفلان قد غبت عنكم لأربعة أشهر من جوان إلى سبتمبر الماضي لظروف صحية وهذه حقيقة لأني كنت مريضا، والصحافة كانت تتساءل عن سبب الغياب، لأن علاقتي بها كانت دائمة"، مواصلا "اليوم هناك اشارة ثانية، فأقدم استقالتي من الأمانة العامة للأفلان"، وبعد أن سادت فوضى واحتجاجات أعضاء في اللجنة المركزية لرفض الاستقالة، جدد سعداني قائلا "القانون الأساسي للحزب والنظام الداخلي يكرسان حق كل عضو في الاستقالة، لذلك أنا مصّر على الاستقالة ولن أتراجع عنها".

وفي تعقيبه على سبب الاستقالة، قال عمار سعداني "هي استقالة من أجل المصلحة العامة للحزب والمصلحة العليا للبلاد"، مضيفا "جبهة التحرير الوطني لا تحتاج خدش من أي كان، وقد كنت رئيسا للمجلس الشعبي الوطني وهو يمارس مهامه حاليا دوني، والفلان هو حزب المناضلين"، وبعد أن تأكد أعضاء اللجنة المركزية من رسمية الاستقالة، ختم سعداني "أوصيكم بالجزائر أولا والأفلان ثانيا والرئيس بوتفليقة ثالثا"، وبعد أن دعا عضو المكتب السياسي الأكبر سنا لخلافته على رأس الحزب قبيل اجراء انتخابات لتعيين الأمين العام في مدة شهر واحد، قال سعداني "أرجو أن توافقوا بإذن مني على جمال ولد عباس رئيسا للجنة الانتخابات".

وقبيل خروج سعداني من القاعة سادت فوضى كبيرة بين أعضاء اللجنة المركزية للوصول إلى سعداني والقاء التحية عليه ما تسبب في عرقلة عمل الصحفيين في أخذ موقف سعداني، كما ظهر على سعداني أنه "مرتاح" ولم يظهر عليه علامات الاضطراب أو الخوف على مستقبله النضالي في الحزب.

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن