الوطن

مياه ملوثة في حنفيات العاصميين !!

مصالح سيال تتماطل في إيجاد حل للظاهرة التي باتت تشكل خطرا صحيا على المواطنين

 

  • حماية المستهلك: أغلب قنوات المياه تحتوي على مادة الأميونت المسرطنة
 
يستهلك سكان عدة بلديات بالعاصمة منذ أكثر من شهر مياها غير صالحة للشرب تسببت لهم في تسممات وأخطار صحية الأمر الذي جعلهم مرغمين لا مخيرين على اقتناء المياه المعدنية مطالبين مؤسسة الجزائرية للمياه، سيال بضرورة التدخل من أجل تحليل نوعية المياه والكشف عن الأسباب الكامنة وراء اللون الغريب والروائح الكريهة التي تبعث من المياه في حنفياتهم.
عبّر العشرات من سكان عدة أحياء ببلديات العاصمة على غرار جسر قسنطينة، براقي، السحاولة بئر توتة وبلديات أخرى عن بالغ استيائهم وتذمرهم الشديدين من عدم تحرك مؤسسة سيال لحل مشكل المياه الملوثة، حسبهم، مشيرين إلى أنهم يستهلكون مياها غير صالحة منذ أكثر من شهر حيث أشار بعض المواطنين لـ "الرائد" أن المياه تأتيهم بلون ترابي حاملة معها شوائب دقيقة، أما المذاق والرائحة، فهو غير لائق، الأمر الذي تسبّب لهم بتسممات ومشاكل صحية تتمثل بآلام على مستوى البطن واسهال حاد خاصة بالنسبة للأطفال مشرين أنهم وقبل اكثر من شهر  تفاجؤوا بالطعم المتغير لمياه الحنفيات.
وقال محدثونا من سكان الأحياء بأنهم يجهلون مصدر الروائح الكريهة التي باتت تميز مياه الحنفيات، مؤكدين تخوفهم الشديد من اختلاط مياه الصرف المستعملة بأنابيب الماء الصالح للشرب، لاسيما أن عدة بلديات بالعاصمة كانت تعرف خلال الفترات السابقة أشغال عمومية، لذا يرجح أن تكون هذه الأشغال سببا في تصدع قنوات الصرف واختلاطها بشبكة المياه الصالحة للشرب. 
وطالب جل سكان الأحياء التي تعيش المشكل، المصالح المختصة بمؤسسة “سيال” وكذا المصالح البلدية، بالتدخل العاجل لاحتواء المشكل، تفاديا لأية عواقب صحية قد تمس السكان. مشيرين انهم تقدموا بعدة شكاوى على مستوي المؤسسة وتلقوا وعود بحل الاشكال دون تحقيق ذلك متهمين شركة سيال بعدم تحركها وإهمالها لذات المشكل المتعلق بالتموين بالمياه غير الصالحة للشرب، وحتى أنها في بعض الأحيان لا يمكن استعمالها للغسيل وباقي الأشغال المنزلية، الأمر الذي أجبرهم على اقتناء المياه المعدنية، وهو الأمر الذي أرقهم وأثار امتعاضهم. يذكر أن مؤسسة سيال كانت قد أطلقت حملة توعوية حول نوعية المياه التي توزع بالحنفيات إلا ان هذه الحملة اقتصرت على فصل الصيف فقط رغم ان مشكل تلوث المياه الصالحة للشرب لا يقتصر على فصل الصيف وحسب حيث لطالما يتجدد المشكل في فصل الشتاء أين تختلط المياه لصالحة للشرب بالأتربة والشوائب الامر الذي يجعلها غير صالحة حتى للاستعمال المنزلي وليس فقط للشرب.
 
"الأبوس" أغلب قنوات المياه تعود للحقبة الاستعمارية وتحتوي على مادة الأميونت المسرطنة
 
وفي هذا الصدد أكد أمس الأمين العام للمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك حمزة بلعباس في اتصال هاتفي مع "الرائد"  أن المنظمة تتلقي يوميا شكاوي المواطنين المتعلقة بتلوث مياه الشرب ليس على مستوي العاصمة فحسب وانما على المستوى الوطني مشيرا أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو  التسربات التي تتسبب فيها الاشغال العمومية التي تحدث بالقرب من شبكات المياه والتي عادة ما تكون بعض المؤسسات العمومية وكذا المقاولين الخواص سبب فيها دون تحمل المسؤولية وكذا اهتراء القنوات وقدمها حيث أشار ذات المتحدث أن اغلب القنوات تعود للحقبة الاستعمارية وتحتوي على مادة الأميونت التي تسبب السرطان   وأضاف بلعباس أن المواطن الذي يدفع في فاتورة المياه نسبة 4 بالمائة على جودة ونوعية المياه من حقه أن تصله مادة حيوية ذات جودة وليس مياه مختلطة بأتربة ومواد مسرطنة مشيرا أن المنظمة قدمت العديد من الشكاوي في هذا الصدد لمؤسسة توزيع المياه وهناك بعض الجهود إلا أنها تبقي غير كافية مضيفا أن الحل برايه يكمن في تجديد هذه القنوات المهترئة والقديمة حيث أوضح ذات المتحدث انه رغم ان هذا الحل يعد مكلف وصعب تحقيقيه لان انه سينهي المشكل من جذوره.
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن