دولي

في ذكرى وفاء الاحرار الوفاء للأحرار

القلم الفلسطيني

 

الشعب الفلسطيني لم يفرح في حياته كما فرح في مثل هذا اليوم، ولم يتوحد في تاريخه كما توحد خلف فوهة نفق أسرت جنديا إسرائيليا فأرغمت الاحتلال على ان يطلق من المعتقلات البالستية أكثر من 1500 أسير وأسيرة، ووراء كل أسير ألف حكاية.

لتعزز نظرية لا خيار لإخراج الأسرى إلا بعمليات أسر للجنود الصهاينة، واحتجازهم والمحافظة عليهم والوصول مع الاحتلال لصفقات حاسمة كوفاء الأحرار، فعدونا لا يفهم لغة التذلل والتمسكن والبكائيات، هو لا يفهم الا القوة والإرغام ونحن نعيش ذكرى ارغامه رغم أنفه، فالتقدير لفصائل المقاومة ولفكر المقاومة ولجنرالات المقاومة الجعبري وأبو سمهدانة وأبو شمالة والعطار وجنود وحدة الظل وكل الشهداء الذين شاركوا في هذا الانجاز العظيم، وللقادة الاحياء الذين نعرفهم ولا نعرفهم وعلى رأسهم القائد العام محمد الضيف أبو خالد، فلولا جهد هؤلاء وعملهم المتراكم وتضحياتهم، لما وصلنا لهذه اللحظة التاريخية التي نعانق فيها فلذات أكبادنا وقياداتنا ومخزوننا الاستراتيجي من العقول والطاقات والقدرات.

الشهيد أحمد الجعبري أحد الأهرامات الفلسطينية المميزة والشامخة التي نفتخر بها، ولا يمكن أن الحديث عن المقاومة الفلسطينية وتاريخها واسر شاليط إلا ويذكر هذا البطل ويخرج بصورته وشخصه وهو يسلم جلعاد شاليط هذه الصورة التي هزت النفسي الاسرائيلية، فللجعبري رحمه الله بصمة واضحة في إدارة ملف شاليط والحفاظ عليه والتفاوض والوصول لهذه الصفقة المشرفة. أما محمد أبو شمالة والذي ظهرت صورته مع شاليط حينما كشف النقاب عن وحدة الظل، فهو شريك وأساسي في كل عملية وتطوير لحق بالمقاومة، وهو الذي أشرف على عملية الحفاظ على شاليط طوال هذه المدة، ويتمتع ابو شمالة بكاريزما آسرة رغم هدوئه، وصاحب رؤية بعيدة وكانت مواقفة واضحة وله بعد نظر، وابو شمالة صاحب تجربة متراكمة من العمل العسكري واستشهد وهو في المجلس الاعلى المصغر لكتائب القسام.

أما الشهيد رائد العطار كاريزما تفرض حضورها، ورجل عملياتي من الطراز الاول، وربما شارك في العديد من العمليات تخطيطا وتنفيذا، وصاحب أفق وقدرة على متابعة التفاصيل الميدانية والمشاركة بها، وعمل في تطوير ومراكمة السلاح والقوة، ونفذت عملية أسر شاليط تحت إشرافه وسمعه وبصره، ولديه هيبة وحضور وقدرة وجرأة متقدمة، وسيظل الفلسطينيين يذكرونه مع كل ذكرى لصفقة وفاء الاحرار ومع كل صفقة قد تكون قادمة فبصماته الميدانية حاضره. والشهيد جمال ابو سمهدانة مؤسسة ألوية الناصر والمشارك بفكره الفذ وتخطيطه ومتابعته في العملية، علينا ألا ننسى هذا الجنرال الذي ترك السلطة وبريستيجها ليتمرغ في ساحات القتال والمقاومة، فرغم استشهاده بأيام قبل عملية الوهم المبدد، الا ان بصماته كانت واضحة في عملية الاسر.

مثل هؤلاء هم منارات ويجب أن تعزز سيرهم وأسمائهم وحكاياتهم، ونتمنى أن تسمى الشوارع والمدارس والمؤسسات العامة بأسمائهم وأن تدخل بطولاتهم وسيرهم في المناهج المدرسية والتربوية، وأن تألف ببطولاتهم الكتب والروايات وأن نشاهد سينما ودراما تروي قصصهم وتفاصيل جهدهم وجهادهم، فكل رجل منهم عاش إنسانا ممتلئ الحياة، وقضى عمره في سبيل وطنه وارضه وعزة شعبه.

 

 

إبراهيم المدهون

 

من نفس القسم دولي