الوطن

رابطة حقوق الإنسان ترسم صورة سوداوية عن واقع الإعلام في الجزائر

انتقدت طريقة تعاطي الحكومة مع الفاعلين في القطاع

 

رسمت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان صورة سوداوية، مؤكدة أن "السلطة تريد عبر استهداف المصادر الإشهارية للصحف المستقلة التحكم في الساحة والضغط على الخط الافتتاحي للصحف وابتزاز الناشرين، مقابل تغيير الخط الافتتاحي لهم، فأصبحت أغلب المؤسسات الإعلامية تعيش، في الآونة الأخيرة، وضعية مالية جد صعبة جراء الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر بسبب تراجع مداخيل النفط.
وأوضحت الرابطة الجزائرية، أمس، في بيان لها تلقت "الرائد" نسخة منه، تزامنا مع اليوم الوطني للصحافة المصادف ليوم 22 أكتوبر، أن "الواقع الخطير الذي أصبح يعيشه قطاع الإعلام في الجزائر حتم على ملاك ومدراء المؤسسات الإعلامية التكيف مع هذه الوضعية، من خلال تسريح الصحافيين والصحفيات أو مراجعة أجورهم في أحسن الأحوال، فيما لم تستطع بعض الصحف الصمود وقررت التوقف عن الصدور بشكل نهائي، فيما تستعد عشرات الصحف لغلق مقراتها في الأسابيع القادمة".
وأفادت الرابطة بأن "الحكومة الجزائرية أصبحت تتعامل مع هذه المهنة وفق سياسة الكيل بمكيالين وتُفرّق بين القطاعين العام والخاص، حيث عملت السلطة على رفع الأجور في القطاع العام لكنها لم تفعل شيئاً في القطاع الخاص، حيث تركت الصحافيين يواجهون وضعاً مزرياً أمام أرباب مؤسسات إعلامية لا تملك الحكومة سلطةً عليهم".
وفي نفس السياق، تطرق هواري قدور، الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة، إلى أبرز مشاكل الصحافيين بلا حلول التي يعيشونها في الجزائر، أبرزها تدني الرواتب، صحفيون لم يتقاضوا أجورهم منذ 08 أشهر، تعرض بعض الصحافيات إلى اعتداء جسدي، غياب أبسط وسائل العمل، غياب الاتصال بين مؤسسات الدولة والإعلام، الأمر الذي يعيق الأداء المهني المحترف والموضوعي، مع صعوبة الوصول إلى مصادر المعلومة، ما حول الصحافة والصحافيين إلى وسيلة لتصفية الحسابات والدعاية أو توريطها في قضايا القذف.
وفي هذا المجال، فإن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان "تستغرب حالة الارتباك الموجودة لدى السلطة السياسية نحو الصحافة، حيث أنّها لا تريد السماح للإعلام بكل وسائله أن يأخذ المدى الطبيعي الذي لابد أن يكون عليه، الذي يُعد من أهم القطاعات الرائدة في الدول الأجنبية وسبب تقدّم العديد من الدول، باعتبارها سلطة رابعة بإمكانها التّأثير على الرأي العام الوطني والدولي".
كما شدد تقرير الرابطة على "ضرورة توفير الدولة البيئة المناسبة للعمل الصحفي، والنظر إلى مشاكل الصحفيين من باب الحلول العملية؛ لمساعدتهم على القيام بدورهم الوطني، بعيدًا عن الاستقطاب السياسي وخدمة الأهداف الخارجية"، لافتًا إلى أن "تراكم مشاكل الصحفيين دون حلول جذرية لها من جانب الدولة أولًا ومن جانب الجهات ذات الصلة ثانيًا، جعلهم فريسة لعوامل خارجة عن إرادتهم، جعلت البعض منهم يحيد عن المسار المهني في أحيان كثيرة والوطني في بعض الأحيان".
هني. ع
 

من نفس القسم الوطن