لم يستفد الدينار الجزائري من الاستقرار الذي تعرفه أسعار النفط بعد اجتماع أوبك حيث لا تزال العملة الوطنية تسجل تراجعا فادحا مقابل العملات الأجنبية خصوصا مقابل الاورو، حيث سجّل سعر 1 اورو في الأسواق الموازية أمس 182 دينار جزائري، في حين أن واحد دولار يقابله 162 دينار جزائري.

رغم أن أسعار النفط عرفت استقرار إيجابي الفترة المقبلة إلا أن ذلك لم ينعكس بعد على قيمة العملة الوطنية التي انهارت مع انهيار أسعار النفط ولم تستقر مع استقرار هذ الأخيرة في مستويات تفوق الـ 50 دولار فلا تزال العملة الوطنية تعرف تهاوي في الأسواق الموازية  وحسب ما وقفت عليه "الرائد" خلال جولة على مستوى سوق العملة الموازية، فإن العملة الوطنية  سجلت مقابل الدولار الأمريكي 161.3 دينار في الشراء، وقيمة تتراوح ما بين 162.5 و162.6 دينار مقابل كل دولار عن البيع، بينما سجل سعر الأرور  181.2 دج عند الشراء و182.5 دج عند البيع وتعتبر الأرقام المسجلة دليلا جليا على تواصل الأزمة رغم تحس أسعار النفط نوعا ما مقارنة بسنة 2015 التي انخفضت فيها أسعار النفط لما دون 35 دولار وهو الأمر الذي لا يزال ينعكس على مختلف الأصعدة في المجال الاقتصادي، على غرار غلاء أسعار المنتجات وارتفاع نسب التضخم، فضلا عن تأثير قيمة الدينار هذه  سلبا على القطاع الاجتماعي عبر المساهمة في تدني أكثر للقدرة الشرائية للمواطنين.

وتمثل هذه الأرقام، رغم أنها تعكس معاملات غير رسمية تتم ضمن أطر السوق الموازية، المؤشرات الحقيقية لقيمة العملة الوطنية في مواجهة العملات العالمية التي تتعامل بها الجزائر، سواء السلطات العمومية عن طريق وزارة التجارة أو المتعاملين الاقتصاديين الخواص في مجال الاستيراد والتصدير، على اعتبار أن المعايير المعتمدة من قبل البنك المركزي في هذا الشأن تأخذ بعين الاعتبار في حسابها لقيمة العملة الوطنية اعتبارات أخرى تخرج في معظم الأحيان عن المجال الاقتصادي لتندرج ضمن الأطر السياسية، وعلى هذا الأساس تقدر التسعيرة الحقيقية أقل بـ50 بالمائة عن السعر الرسمي.

س. ز