الوطن

زيتوني: تصريح هولاند سيزيدنا قوة وفرنسا معقدة من الثورة الجزائرية

طالب بمعاقبة فرنسا على المجازر التي ارتكبتها في حق الجزائريين

 

  • هناك أكثر من 200 مجاهد مفقود ولن نتخلى عن حقنا في استرجاع جماجم الثوار

اعتبر وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أن تصريحات الرئيس لفرنسي، فرانسوا هولاند، "متناقضة" مع تصريحاته السابقة أثناء عهدته الانتخابية الأولى وخلال زيارته الرسمية للجزائر في 2012. وقال متسائلا: "يبدو لي أن بعض الساسة في فرنسا ما زالوا يحنون إلى الجزائر فرنسية ولا تزال فرنسا معقدة من الثورة الجزائرية".

الطيب زيتوني أعرب لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى أمس، عن أسفه إلى ما وصلت إليه العلاقات بين الجزائر وفرنسا خلال الآونة الأخيرة، بسبب هذه التصريحات والهجمات، واعتبرها تصريحات تصب في خانة "زعزعة الثقة" التي قال "إننا استطعنا نسجها خلال السنوات الأخيرة لحل المشاكل العالقة بين البلدين".

وفي سياق متصل، حثّ الوزير على ضرورة التحام الجبهة الداخلية لمواجهة كل الحملات الشرسة ضد الجزائر، من خلال الترفع عن كل المشاكل الهامشية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، مضيفا أن تصريحات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضد ثوارنا الجزائريين لن تزيد الجزائر إلا قوة وثباتا في مواقفها المستمدة من ثورة نوفمبر المجيدة.

وأكد ذات المسؤول الحكومي على أن الجزائر التي انتزعت استقلالها بجدارة وبتضحيات شعبها وبدماء شهدائها، تبقى متمسكة بمبادئها الثورية وبمقدساتها ولم تتغير ولن تتغير في مواقفها إزاء قضايا التحرر، منها القضية الفلسطينية والصحراء الغربية، وهو سبب نجاح سياستها الخارجية.

أما بخصوص ملفات الذاكرة، فقد أكد زيتوني على أنه "يجب معاقبة فرنسا على الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري من تنكيل وتقتيل وإبادة، مع العلم أنها تدعي الديمقراطية والمساواة والحرية، وسيأتي اليوم الذي يرفع فيه ملف معاناة الشعب الجزائري داخل مكاتب حقوق الإنسان من قبل المؤرخين". وأشار في هذا الصدد إلى أنه تم تنصيب لجان لاسترجاع حقوقنا من فرنسا والمتعلقة باسترجاع الأرشيف الوطني ولجنة خاصة بتعويضات التفجيرات النووية بالجنوب.

أما فيما يخص ملف المجاهدين المفقودين، فقال المتحدث أن الوزارة قامت خلال المرحلة الأولى بإحصاء ملفات لأكثر من 2000 مجاهد مفقود، سواء كانوا مسجونين في مراكز التعذيب أو داخل مقرات الشرطة والدرك والجيش الفرنسي، مضيفا أن لديهم أسماء هؤلاء المفقودين من بينهم موريس أودان والشيخ العربي التبسي وأحمد بوڤرة وغيرهم، مشيرا إلى أنه رغم تبليغ فرنسا بعدد المفقودين القابل للارتفاع إلا أنها لا تتكلم عن هذا الموضوع.

وبخصوص ملف استرجاع جماجم الجزائريين خاصة ثوار المقاومة وقادة كبار منهم الشيخ بوبغلة والشيخ بوزيان، أوضح زيتوني أن هذا الملف أخذ حقه أكثر من اللازم، وكشف عن الوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي، فلا يسمح أي دين إسلامي أو مسيحي أو يهودي بالعبث ببقايا الإنسان و"العملية دامت أكثر من قرن ونصف، وهذه الجريمة تدخل ضمن جرائم فرنسا التي لن تمحى في تاريخ الإنسانية". وأكد في السياق ذاته على التشبث بمطلب استرجاع جماجم المجاهدين وعدم التخلي عن ذلك، مشيرا إلى أنه كانت هناك اتصالات بين ممثلينا ومسؤولين بمتحف الإنسان حول هذه القضية.

إكرام. س

من نفس القسم الوطن