الوطن

الترحيل غير المدروس سبب العنف في الأحياء الجديدة

أستاذ علم الاجتماع الديني بجامعة الجزائر، الهادي سعدي لـ"الرائد":

 

أرجع الأستاذ في علم الاجتماع الهادي سعدي، استفحال ظاهرة العنف بين الأحياء الجديدة، إلى غياب دراسات اجتماعية وسيسيوثقافية قبل القيام بعمليات الترحيل التي وصفها بالعشوائية والتي أنتجت حسبه اختلالا في التوازن بين مختلف الأحياء كمن يضيع "الزيت أمام النار" ما سمح لما يعرف بجماعات تريد التسلط والهيمنة على الحي بالظهور وأنتج صراعات وموجات عنف وصدامات مشيرا أن انهيار قيم المواطنة ودور الاسرة ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني جعل الاحياء السكنية تتشبع "بالعنف والإجرام".

 وقال سعدي في اتصال هاتفي بـ "الرائد" أمس، أن عملية الترحيل التي اتسعت في السنوات الأخيرة بشكل كبير لم ترافقها أي دراسات مسبقة، ترافق هذه التحولات، مما خلق اختلالا في التوازن بين قيم السكان الجدد والأصليين مشيرا أن عمليات إعادة الإسكان لم تراع العوامل الاجتماعية من خلال ترحيل السكان من عديد الأحياء المختلفة وغير المتوازنة اجتماعيا وثقافيا، أين يسجل استمرار نمط عيشهم وفق ما كانوا يعيشونه داخل الأحياء الهشة وهو ما يعتبر حالة من عدم التأقلم مع المدينة الجديدة بشكل إيجابي، حيث قال ذات المتحدث أن سكان الصفيح اعتادوا على نمط عيش معين تم ترحيلهم ليلتقون مع سكان آخرين ولدوا وترعرعوا في أحياء عريقة وشعبية وهي كلها معروفة بتناسق اجتماعي وثقافي معين جعل سكانها يتآلفون ويكوّنون عادات ومسارات يومية، ما يدفع إلى صدامات بين الذهنيتين والثقافتين المختلفتين بسبب انعدام الانسجام الاجتماعي، الذي يشكل خطراً كبيراً على الأسرة الجزائرية وأضاف سعدي أن  هذا الاختلاط في الأحياء السكنية الشعبية أو المستفيدين من "السوسيال" عزز تفشي العنف بمختلف أنواعه وانتعاش ظاهرة الانحراف والمتاجرة بالمخدرات والحبوب المهلوسة.

هذا وأوضح ذات المتحدث يقول أن معظم الصدامات التي تحدث في هذه الاحياء تكون لأسباب تافهة ظاهريا لكنها تخفي في باطنها أسباب اكثر تعقيدا منها الوضعية الاجتماعية للمتشاجرين، الذي يعاني معظمهم البطالة ونقص التكوين، ليجد رجال الأمن أو عقلاء الأحياء صعوبة في التحاور معهم وما يعقد الوضع أكثر حسب ذات المتحدث  غياب المرافق الضرورية بين هؤلاء المرحليين حيث تفتقد الاحياء لمرافق التسلية ودور الشباب والأماكن التي تستطيع امتصاص وقت وطاقة الشاب، وفي هذا الصدد إلى دور السلطات المحلية في تطويق الظاهرة من خلال التنمية على مستوي الاحياء مشددا في ذات الصدد على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني في الحي لتفادي مثل هذه الشجارات والتوجه نحو التوعية الاجتماعية قبل العقاب والتوجيه إلى السجن، ليؤكد أن ما يحدث كظاهرة تعد عادية خاصة ان هذه المواجهات واعمال العنف عادة ما تختفي بعد مرور أقل من سنة بفعل انسجام التركيبة السكنية مع بعها وكذا بفعل تدخلات الأجهزة الأمنية بعد ذلك لتصفية هذه الاحياء من المجرمين لكن باطن هذه الظاهرة وما تخفيه من نزعة عنف بدا الشباب الجزائري في كسبها أمر يعد جد خطير وتستدعى حلول سريعة من أجل إحتواء الوضع والتعامل مع العنف كظاهرة بالشكل المناسب.

س. ز

من نفس القسم الوطن