الوطن

نزيف حاد في بيت بن فليس قبل الفصل في معركة التشريعيات القادمة

بسبب استقالات بعض المؤسسين وأعضاء اللجنة المركزية

 

قدمت قيادات من مؤسسي حزب طلائع الحريات استقالاتها رسميا من الحزب الذي أسسه رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، والتي ستتزايد حدتها في الأيام القليلة القادمة، وكلهم من مؤسسي الحزب ومناضليه والذين رافقوا بن فليس منذ حملته الانتخابية للرئاسيات الماضية. وربطت بعض الأطراف المقربة من بيت بن فليس أسباب هذه الاستقالات بوجود ضبابية في موقف الحزب من الاستحقاق الانتخابي القادم (تشريعات 2017)، حيث تقول بعض الأطراف بأن التوجه العام عند بن فليس هو عدم خوض الاستحقاق، في حين تصر غالبية إطارات الحزب ومؤسسيه على أهمية خوض أول موعد انتخابي منذ تأسيس الحزب الذي ولد من رحم رئاسيات 2014.

وقالت مصادر مطلعة من بيت بن فليس لـ"الرائد"، أن "الاستقالات الجماعية التي يتعرض لها حزب طلائع الحريات تسببت في نزيف حاد في بيت بن فليس الذي تزداد حدته يوما بعد يوم، والتي كان آخرها استقالة عضو المكتب السياسي للحزب عجاج عبد الرزاق، التي كشف عنها في صفحته الرسمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، والتي تؤكد حقيقة أن "طلائع الحريات لا يزال يعاني صراعات وأزمة داخلية بإمكانها أن تعصف به قبل اقتراب موسم التشريعيات المقبلة".

وأفادت مصادرنا أن "الاستقالات الجماعية التي عرفها حزب طلائع الحريات بلغت 88 مناضلا من بينهم 52 كلهم من مؤسسي الحزب ومناضليه بولاية بجاية، 36 مناضلا بولاية تيزي وزو، والتي أكدوا خلالها في وقت سابق أن "الحزب لا يزال يعيش حالة من الانغلاق بعيدا عن كل مشروع سياسي وغير قادر على رفع التحدي"، مشتكين في "ممارسات انتهازية من قبل بعض المنخرطين داخل صفوف طلائع الحريات مكلفين بمهمة كسر الحزب قبيل التشريعيات".

وأشارت مصادرنا أن "المحتجين والغاضبين من تصرفات بعض الأطراف داخل الحزب أبلغوا رئيس الحزب، علي بن فليس، بهذه الممارسات غير المقبولة، لكنه لم يفعل أي شيء"، مؤكدين أن "التصريحات التي يطلقها بن فليس في كل مرة "مغلوطة" بعيدة كل البعد عن الأمور الصعبة التي يمر بها الحزب".

وفي نفس السياق، قالت مصادر مقربة من حزب طلائع الحريات إن "الصراعات داخل الحزب والتي شهدها عبر مختلف ولايات الوطن قبيل الانتخابات التشريعية أمر عادي، لاسيما أن الهياكل الحالية مؤقتة وعملية تثبيتها عن طريق انتخابات في كل ولاية مازالت سارية، مرجعة سبب ذلك إلى الأجواء التي تطبع الحزب مع اقتراب التشريعيات".

ويرى المتتبعون لشؤون الحزب أن "طلائع الحريات لن يكتب له مواصلة مسيرته النضالية، خاصة ونحن على مقربة من الانتخابات التشريعية التي تستدعي تماسكا بين مناضلي الحزب"، مؤكدين أن "كل الذين وقفوا مع بن فليس في فكرة تأسيس الحزب لم يهضموا أنه سيكون نسخة عن حزب جبهة التحرير الوطني "الأفلان" قبل أن يفاجأوا، بمجرد اقتراب أول موعد انتخابي، بأن الحزب تأسس أصلا من بقايا الحزب العتيد "الأفالان" وجلهم مكلف بمهمة معينة أبرزها استهداف طلائع الحريات داخليا".

 

هني. ع

من نفس القسم الوطن