الوطن

الجزائر تحتاج لمشروع تضامني استراتيجي للقضاء على ظاهرة الفقر

رئيس جمعية جزائر الخير، لخضر بن عيسى في حوار مع "الرائد":

 

التضارب الموجود في عدد الفقراء بين ما هو رسمي وغير رسمي راجع للتلاعب بمعايير الفقر 
أشار أمس رئيس جمعية جزائر الخير النشطة في المجال الخيري لخضر بن عيسى أن التضارب الموجود في عدد أرقام الفقراء بالجزائر بين ما تعلنه الجهات الرسمية وما تعلنه الجمعيات والمنظمات راجع للتلاعب بمعايير الفقر عند أجراء الإحصاءات حيث أوضح بن عيسى في حوار مع "الرائد" أن الفقر لا يحدد فقط بالدخل الشهري أو القدرة الشرائية وإنما بعوامل أخري منها وضعية الصحة، التربية، السكن والبيئة وهي كلها عوامل تتداخل لتشكل ظاهرة الفقر وأعتبر ذات المتحدث أن الأرقام التي تتحدث عن وجود ما لا يقل عن 35 بالمائة من الجزائريين يعيشون تحت عتبة الفقر قريبة للواقع مشيرا لغياب مشروع تضامني استراتيجي يقلص من نسب هذه الظاهرة.
 
يعد يوم 17 أكتوبر يوما دوليا للقضاء على الفقر والذي تم أحياؤه هذه السنة تحت شعار "الخروج من دائرة المهانة والإقصاء إلى أفق المشاركة: القضاء على الفقر بجميع مظاهره" وبالمناسبة تحدثت أمس تقارير لمنظمات حقوقية غير رسمية بالجزائر عن وجود 35 بالمائة من الجزائريين يعيشون تحت عتبة الفقر، كيف تقرأون هذه الأرقام وهل ترونها حقيقية أم مبالغ فيها؟
 
لا نريد أن نكون متشائمين ولكن وبحكم احتكاكنا المباشر مع الفئات المعوزة ومشاركتنا في العديد من الملتقيات الدولية التي تعطي في كل مرة احصائيات جديدة نؤكد أن الرقم الذي يتحدث عن وجود حوالي 35 بالمائة من الجزائريين يعيشون تحت عتبة الفقر هو رقم قريب جدا للواقع رغم أن الجهات الرسمية تتحدث عن أقل من هذا الرقم بسبب وجود اختلاف وتلاعب في معايير الفقر التي تحصرها الجهات الرسمية في المستوي المعيشي المتعلق بالدخل الشهري والقدرة الشرائية فقط.
 
أثرتم نقطة مهمة وهي تضارب الأرقام حول أعداد الفقراء في الجزائر بسبب اختلاف في معايير التصنيف أنتم كجمعيات تقدم الدعم للفقراء هل تجدون صعوبة في تحديد مقاييس العوز والمحتاج الحقيقي وعلى أي أساس يتم التصنيف؟
 
حقيقية اختلفت معايير الفقر السنوات الأخيرة حيث ظهرت أنواع جديدة من الفقراء في العالم وفي الجزائر فالفقر لم يعد يحسب على أساس الدخل فقط فليس الفقير فقط هو ذلك الشاب أو رب الاسرة الذي لا يملك منصب عمل فالفقر يمتد لعوامل أخري تأخذ في الحسبان الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية، واذا تحدثنا عن الصحة في الجزائر هناك حوالي 15 مليون جزائري يعانون من الامراض المزمنة وهناك حوالي 3 ملايين معاق كلهم ان قارنا مستوي دخلهم مع أنفاقهم يتضح ان هناك فجوة كبيرة، بالإضافة على مؤشرات أخري منها السكن فالرغم من البرامج التي تعرفها الجزائر ألا انه لا يزال هناك من الاسر من يسكن الاكواخ في ولايات غير العاصمة زد إلى ذلك مؤشر التعليم والخدمات والتي توجد كلها في تدهور وبالنظر إلى جميع هذه العوامل يمكن أن نحدد صورة كاملة عن الفقر بدلا عن قياس حجم الدخل فقط وهو ما تعتمده الجمعية في عملها الخيري.
 
من خلال ما سبق وذكرتم كيف تقيمون سياسة الحكومة التضامنية تجاه الفقراء والفئات المعوزة؟
 
للأسف السياسة الاجتماعية في الجانب التضامني تكاد تكون منعدمة خاصة أنها مناسبتيه وغير دائمة نأخذ على سبيل المثال قفة رمضان التي تعد نقطة سوداء.  الفئات المعوزة تحتاج لوجود لمشروع استراتيجي تضامني سواء على المستوي الرسمي او على مستوي المجتمع المدني غير أن العكس هو الذي يحصل فأغلب الجمعيات النشطة تواجه صعوبات وعراقيل حول العمل التضامني لعمل إداري الجمعيات الخيرية لا يزال أمامها تحديات كبرى كما أن العمل التوعوي والتطوعي يأتي بالتراكم. 
سألته: سارة زموش
 

من نفس القسم الوطن