دولي
ماذا يجري داخل «فتح»؟
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 أكتوبر 2016
بدأت اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح في مدينة رام الله في مناخات من التوتر السياسي والتنظيمي، حيث بدت العناوين الإشكالية بارزة وصارخة في مسار الاجتماعات الفتحاوية الماراثونية للمجلس الثوري وهو الهيئة القيادية الوسيطة بين اللجنة المركزية والمؤتمر العام، والتي سبقها بيوم واحد عقد لقاءات موسعة للأطر القيادية وللمجلس الاستشاري لحركة فتح الذي يَضُم «عتاولة» الحركة ووجوهها التاريخية.
العناوين الأساسية الإشكالية في هذا الشأن تأتي في سياق محاولات تقديم الإجابة على عدد من الأسئلة المتعلقة بالمرحلة المقبلة، ومن بين تلك الأسئلة: السؤال الذي لم ولن يَستَطِيع أحد طرحه بشكلٍ مُباشر وإن كان بارزاً وصارخاً، والمُتعلق بالبديل الرئاسي حال غياب الرئيس محمود عباس ــ لأي سببٍ كان ـــ في ظل الحديث الدائر خلف الكواليس عن محاولات بعض الأطراف العربية لفرض بديل مُحدد وبالاسم.
كذلك السؤال المتعلق بأوضاع حركة فتح الداخلية، والحديث المتواتر عن ضغوط ومطالب قدمت من بعض الأطراف العربية لإعادة المفصولين من الحركة إلى عضويتها، خاصة منهم أعضاء المجلس الثوري ممن جرى تجميد عضويتهم منذ فترة طويلة، ومنهم الأعضاء الأربعة الذي رسّم فصلهم بقرار منشور وعلني من قائد حركة فتح الرئيس محمود عباس بسبب علاقات اثنين منهم بمحمد دحلان، وبسبب تَجَنُّح اثنين آخرين منهم، وقد وقع قرار الفصل رسمياً قبل يوم واحد من انعقاد المجلس الثوري للحركة في رام الله، والمفصولون هم: توفيق أبو خوصة، نجاة أبو بكر، عدلي صادق، ونعيمة الشيخ.
كما في السؤال المتعلق بإمكانية عقد حركة فتح لمؤتمرها العام السابع، وانتخاب هيئات قيادية جديدة للحركة، حيث بات استحقاق المؤتمر مؤجلاً أكثر من مرة، فيما تَلِحُّ الظروف القائمة على ضرورة عقده من أجل وضع تصورات جديدة لإنقاذ الوضع الفتحاوي الداخلي وتجاوز المطبات القادمة أمام العمل الفلسطيني.
لقد بدا واضحاً أن أبو مازن ــ وإن كان يستمع وينصت لنصائح أو مطالب الرباعية العربية بشأن إعادة محمد دحلان لحركة فتح، وبشأن أوضاع الحركة الداخلية ــ إلا أنه بدا في الوقت نفسه متصلباً داخل أروقة اللقاءات الفتحاوية كما تُشير المعطيات المتوفرة لكاتب هذه السطور. فقرار فصل القياديين الأربعة من المجلس الثوري كان الرسالة الجوابية العملية من محمود عباس إلى «المتدخلين بالشؤون الفتحاوية»، بما في ذلك إلى الرباعية العربية وفق مصدر فتحاوي كبير.
كما أن الحالة الفتحاوية العامة تجد من الصعوبة عليها قبول الإملاءات بشأن أوضاعها الداخلية، من أي طرفٍ كان خارج الأطر والمؤسسات الفتحاوية. ويرجح الآن بأن مسألة إعادة محمد دحلان لعضوية حركة فتح قد تم تجاوزها على الأقل في المرحلة الحالية.
بالاستخلاصات الأخيرة، إن حركة فتح، على المحك، وأمام منعطف جديد، فأوضاعها الداخلية بحاجة إلى هزة أو خضة، من أجل إعادة إحياء مؤسساتها، وانتخاب قيادات وأطر جديدة لها بما في ذلك الموقع الأول في الحركة والسلطة، وترتيب أوضاعها أمام مرحلة صعبة تنتظر العمل الفلسطيني.
علي بدوان