الوطن

لا وجود لعروض جديدة ولا تخفيضات مرتقبة في سوق السيارات

مع اقتراب نهاية السنة وعودة مشكل الندرة

 

  • نشاط الوكلاء ينحصر في الترويج لموديلات سيارات "غير متوفرة" في السوق؟! 

 

لم تتضح الصورة بعد بسوق السيارات الجديدة رغم مرور حوالي 6 أشهر على توزيع رخص الاستيراد فالركود الذي تعرفه هذه السوق ليس فقط بسبب الأسعار الجنونية المتداولة فحتي من يملك ثمن سيارة جديدة يواجه مهمة شبه مستحيلة للعثور على وكيل سيارات لديه موديلات متوفرة فأزمة الندرة لا تزال قائمة عند أغلب الوكالات وبالنسبة لأغلب الماركات والموديلات حتى تلك المركبة محليا.

بغض النظر عن مستوي الأسعار الجنوني الذي وصلت إليه السيارات الجديدة لا تزال الازمة قائمة بالنسبة لأغلب الوكلاء الذين يعيشون ندرة في أغلب الماركات والموديلات التي يسوقونها فحتي السيارات المركبة محليا غير متوفرة بالسوق وهو ما أوقف عمليات البيع والشراء حتى في الصالونات الكبرى التي كان يستغلها الوكلاء لتسويق أكبر كمية، فالسيارات التي أستوردها الوكلاء في أطار رخص الاستيراد التي وزعت عليهم منذ حوالي 6 أشهر لم تكن كافية حيث غطت جزء من الطلبيات التي أودعت منذ 2015 في حين سوقت باقي الكوطات طيلة الأشهر الثلاثة الماضية ليجد الوكلاء أنفسهم مع اقتراب نهاية السنة يواجهون نفس سيناريو السنة الماضية بمستودعات فارغة من المخزون وهو ما سيبقي الأسعار ملتهبة فلا وجود لعروض جديدة ولا تخفيضات ولا مزايا مع نهاية السنة.

 

رخص الاستيراد تنتج خارطة جديدة بسوق السيارات 

يحاول وكلاء السيارات التأقلم مع الوضع الجديد، بعدما قّلصت رخص الاستيراد نسبة مبيعاتهم إلى 10 مرات على الأقل وهو ما أفرز خريطة جديدة لسوق السيارات في الجزائر تميزت باختفاء العديد من العلامات في السوق مؤقتا، واضطرار بعض الوكلاء الاخرون لغلق قاعات العرض في الكثير من الولايات باستثناء العاصمة وبعض ولايات والشرق والغرب كما أن الوضع الجديد لسوق السيارات الذي يتميز بندرة غير مسبوقة للمركبات الجديدة، بسبب تقليص حصة الاستيراد إلى أدنى مستوياتها منذ 10 سنوات.  افرز سلم أسعار جنوني لأغلب المركبات حيث لجأ الوكلاء إلى رفع سعر السيارات بهدف الحفاظ على التوازن المالي وهو ما خلق ركود أضافي وأثر على سوق السيارات المستعملة الذي يعرف هو الأخر التهاب في الأسعار.

 

السيارات المركبة محليا غير متوفرة حاليا! 

وفي اطلالة صغيرة لـ "الرائد" على أبرز مواقع بيع السيارات الجديدة بالجزائر تبين أن اغلب وكلاء السيارات يكتفون بعرض الأسعار مع عبارة" غير متوفر" فحتي العلامات الفرنسية كبيجو ورونو وداسيا المعروفة بنفوذها في سوق السيارات الجزائرية لا تملك موديلات متوفرة للبيع في السوق هذه الأيام وهي نفس الوضعية التي يعيشها موزعو كل من علامة فورد تويوتا وشيفروليه في حين ان مدة اجال التسليم تصل لثلاثة اشهر أو أكثر بالنسبة لبعض الوكلاء ممن تتوفر لديهم موديلات محدودة لنوع المركبات التي يسوقونها. والغريب في الأمر أن حتى المركبات التي تركب محليا على غرار رونو سامبول وداسيا سانديرو ستاب واي غير متوفرة عند الطلب في الوقت الحالي، وحسب تصريحات القسم التجاري لدى داسيا الجزائر فأن السبب راجع لتجاوز الطلب الإنتاج الحالي في حين كذب المسؤولون في رونو الجزائر بعض المعلومات المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، على وجه الخصوص، حول توقف إنتاج سانديرو ستاب واي المركبة محليا التي تعد الموديل الثاني المجمع في مصنع رونو الجزائر للإنتاج في واد تليلات بوهران.

 

وكلاء السيارات لم يقدموا عروض جديدة ولا تخفيضات منذ 6 أشهر! 

من جانب اخر وخلال إطلالاتنا على اهم عروض وكلاء السيارات في الجزائر اتضح أن هؤلاء لم يقدموا عروضا جديدة ولا تخفيضات منذ شهر ماي الماضي أي منذ ستة  أشهر وحتي التخفيضات التي كانت في شهر ماي شملت وكليين للسارات فقط وتضمنت التخفيضات شاحنات ومركبات وزن ثقيل وليس سيارات سياحية ما يعني أن تخفيضات نهاية السنة هذا العام أيضا لن تكون لها محل من الاعراب فالوضعية توحي أنه من المستحيل أن يكون لدي الوكلاء مخزون سيارات يمكنهم وضعه ضمن البيع بالتخفيض خلافا لما كان يحدث مع اقتراب نهاية كل  سنة وهو ما يعزز نظرية ارتفاع الأسعار أكثر مع بداية 2017.

 

لا وجود لسيارات سعرها أقل من 130 مليون سنتيم عند الوكلاء

وبالعودة للحديث عن الأسعار فان الباحث عن سيارة جديدة بسعر يقل عن 130 مليون سنتيم ستكون مهمته مستحيلة فأسعار أغلب السيارات حاليا يوجد ابتداءا من 130 مليون سنتيم وهو سعر سيارة سوزوكي التو المتوفرة بكميات محدودة في حين أن أسعار باقي السيارات صادمة ما بين 180 حتى 500 مليون سنتيم بالنسبة للعلامات المعروفة بجودتها في السوق فسعر سيارة فولكسفاغن بولو وصل إلى أكثر من 300 مليون سنتيم في حين وصل سعر سكودا فابيا لـ 270 مليون سنتيم. 

 س. زموش

من نفس القسم الوطن