دولي
"اليونسكو" تنفي صلة اليهود بالمسجد الأقصى
في قرار أممي صوتت لصالحه 24 دولة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 أكتوبر 2016
• حماس: قرار "اليونسكو" خطوة في الاتجاه الصحيح
صادقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" مساء أمس الأول على مشروع قرار ينفي وجود ارتباط ديني بين المسجد الأقصى واليهود، ويعدّه مكانًا مقدسًا للمسلمين فقط، وصوتت 24 دولة لصالح القرار، وامتنعت 26 دولة عن التصويت، فيما عارضه 6 دول، وتغيبت دولتان.
وأكد القرار أن باب الرحمة وطريق باب المغاربة والحائط الغربي للمسجد الأقصى وساحة البراق جميعها أجزاء لا تتجزأ من المسجد الأقصى/الحرم الشريف، ويجب على "إسرائيل" تمكين الأوقاف الإسلامية الأردنية من صيانتها وإعمارها حسب الوضع التاريخي القائم قبل الاحتلال عام 1967. وأشار إلى وجود فرق بين ساحة البراق و"ساحة الحائط الغربي" التي وسعت بعد عام 1967 ولا تزال قيد التوسعة غير القانونية المستمرة على حساب آثار وأوقاف إسلامية.
كما نص القرار على بطلان جميع إجراءات الاحتلال التي غيرت الواضع القائم بعد 5 اوت عام 1967.
وبذلت الخارجية الصهيونية جهودًا كبيرة للحيلولة دون التصويت على مشروع القرار، ونجحت بإقناع دول أوروبية بالامتناع عن التصويت على الأقل، وذلك في الوقت الذي صوتت فيه لصالح القرار في وقت سابق من هذا العام. وشكر مدير عام أوقاف القدس ومفتي القدس والديار الفلسطينية، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، والهيئة الإسلامية الـمسيحية في مدينة القدس دول العالم الحر التي صوتت لصالح القرار، الذي يدين بشدة مصطلحات وانتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين والـمقدسات الإسلامية والـمسيحية، وتراث مدينة القدس.
وفي رده الأولي، دعا وزير الزراعة الصهيوني "أوري ارائيل" إلى تكثيف الوجود اليهودي بالأقصى وتفريغ القرار من مضمونه. وكانت منظمة "اليونسكو" اتخذت قرارًا مشابهًا في أفريل الماضي بتأييد من دول غربية، على رأسها فرنسا، وأدى ذلك إلى حدوث أزمة بين "إسرائيل" وفرنسا، وإلى محادثة متوترة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تعهد خلالها الأخير بعدم تكرار التأييد لقضايا من هذا القبيل.
وفي السياق، وزعت وزارة الخارجية الصهيونية صورًا لما زعمت أنها آثار قديمة تثبت وجود علاقة تاريخية بين اليهودية والقدس عمومًا، وبين اليهودية والحرم القدسي خصوصًا، وأن "الهيكل" المزعوم كان قائمًا في المكان الذي يتواجد فيه اليوم المسجد الأقصى.
وفي معرض ردها، قالت صحيفة هآرتس الصهيونية، إن نفي يونسكو صلة اليهود بالأقصى، هو أخطر قرار على "إسرائيل" منذ 74 عاما. وأضافت الصحيفة، أن "إسرائيل" استطاعت إقناع الدول الأوروبية بعدم التصويت لصالح القرار، وهذا ما نجحت به دبلوماسيا، لكنها فشلت في إسقاطه.
وصوت لصالح هذا القرار كل من البرازيل والصين ومصر وجنوب أفريقيا وبنغلادش وفيتنام وروسيا، فضلاً عن إيران ولبنان وماليزيا والمغرب وماوريتسيوس، والمكسيك وموزنبيق ونيكاراغوا ونيجيريا وعمان، وباكستان وقطر وجمهورية الدومينيكان والسنغال والسودان.
وقد عارض القرار كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، ولاتفيا، وهولندا، وإستونيا، وألمانيا. ويتضمن القرار بنداً خاصاً يتعلق بالحرم القدسي مكاناً مقدساً للمسلمين فقط. ويظهر القرار الأسماء العربية الإسلامية للمسجد الأقصى، والحرم الشريف، وساحة البراق، التي سعى الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر، لتزوير هويتها الإسلامية، بإطلاق مسمى "حائط المبكى" عليها.
وتعليقاً على القرار، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن القرارات الدولية المستمرة ضد الاحتلال وسياساته، ومن ضمنها قرار "يونيسكو" بشأن القدس والمسجد الأقصى، "تشكل رسالة واضحة من قبل المجتمع الدولي بأنه لا يوافق على السياسة التي تحمي الاحتلال وتساهم بخلق الفوضى وعدم الاستقرار".
• حماس: قرار "اليونسكو" خطوة في الاتجاه الصحيح
عدّت حركة حماس أن مصادقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على أن المسجد الأقصى مكان مقدس للمسلمين فقط، خطوة في الاتجاه الصحيح يجب أن تتبعها خطوات أخرى من المؤسسات الدولية كافة. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي، أمس، إنه يجب دعم وتثبيت كامل حقوق شعبنا وتحقيق تطلعاته، مشيرا إلى أن هذه القرارات هي تأكيد على حق الشعب الفلسطيني المسلم في أرضه ومقدساته.
وأضاف: "إن القرارات الدولية تكشف زيف رواية الكيان الصهيوني التي ضلل بها الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي عقودًا طويلة من الزمن، وهذا تأكيد على أن الحقوق لا تسقط بالتقادم". وشدد على أن تكاتف الجهود من الأطراف العربية والإسلامية كافة، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة سيحدث مزيدا من الحراك الدولي الإيجابي لصالح القضية الفلسطينية وشعبنا المظلوم. ووجه برهوم شكر حركته وتقديرها لكل الدول التي تقدمت بهذا المشروع والتي صوتت لصالحه وساهمت في إنجاحه.
أمال. ص/ الوكالات