دولي

الحق في العلاج..؟!!

القلم الفلسطيني

 

 

لا دواء، ولا تحويلات، ولا اهتمام بالوقت، ولا بحياة المريض، هذا هو ملخص واقع من أصيب بمرض السرطان في قطاع غزة. طالبت مريضات سرطان الثدي في قطاع غزة حكومة الحمد الله، والهيئات الدولية بتلبية حاجتهن للعلاج، من خلال توفير الدواء الكيماوي وغيره، وهو غير متوفر في مستشفى الرنتيسي للأورام، وطالبت (نوال سلوم) في بيان صحفي نيابة عن مرضى السرطان بتسهيل تحويل سفر المريضات لتلقي العلاج في الخارج. إن أهم ما جاء في بيانها الصحفي الذي تلته في بيت الصحافة بمدينة غزة، وما نفهمه من واقع الحال في نقاط هو:

- لا يوجد دواء كيماوي في المستشفى، وإذا وجد صنف منه غابت أصناف أخرى.

- عدم وجود الدواء يعني تأخير المريض في تلقي العلاج في الوقت المناسب، ومن المعلوم أن مرض السرطان يحتاج إلى علاج مبكر قبل الانتشار حتى تتم السيطرة عليه.

- لا توجد تحويلات ميسرة لتلقي العلاج في مشافي الضفة، أو داخل الأراضي المحتلة.

- التحويلات للخارج للضفة و"الخط والأخضر" مرتبطة بالتنسيقات الأمنية، وهذه معضلة لا علاقة للمريض بها، مما يؤخر علاجه، وقد لا تأتي الموافقة، أو قد تأتي بعد تأخير غير مبرر.

- ليس من السهل على ذوي المريض السفر بمريضهم لمصر أو الأردن أو تركيا بسبب حالة المعابر التي تتحكم في حياة الناس، ولا تمنح المرضى استثناء.

- ثمة مرضى لديهم قدرة على شراء العاج الكيماوي بأموالهم الخاصة، ولكن هذا الدواء غير متوفر في صيدليات غزة.

- حكومة رام الله لا تولي مرضى السرطان في غزة أدنى اهتمام، مع أن جل المرضى يحملون تأمينا صحيا؟! هذه مقاطع من الصورة البائسة لمرضى السرطان عامة، ولمرضى سرطان الثدي، الذي نجحت الدول الخارجية في القضاء عليه تقريبا.

ماذا تفعل النساء؟! ماذا تفعل السيدة (نوال سلوم) لهن غير الاستغاثة العاجلة برام الله من ناحية، وبالهيئات الدولية، لتوفير الدواء، وتسهيل إجراء التحويل للعلاج في الخارج. كلا الأمرين في ظني يمكن فعلهما بدون تعب أو معوقات. في غزة أطباء جيدون يمكنهم التعامل مع المرضى إذا ما توفر الدواء، وبهذا يتغلب الأطباء على مشكلة التنسيق الأمني، وتخف حدة أزمة التحويلات الخارجية. 

لست أدري لماذا يتوفر الدواء الكيماوي في مستشفى المطلع بالقدس، بينما لا يتوفر في غزة، وحالة التنسيقات الأمنية عقبة أمام الكثيرين، وظروف المرافقين لا يعلمها إلا الله، لأن شروط العدو لا تسمح إلا لمن فوق (٥٥) سنة بأن يكون مرافقا. توفير الدواء هو الحل الأسهل، وهو الأنسب، في واقع غزة، وهذا يخفف من مشكلة التحويلات الخارجية والتنسيقات الأمنية. إن مرضى هذا المرض الخبيث في حاجة إلى عناية حقيقية، وإلى قيادات طبية تطالب بحقهم في العلاج المناسب وفي التوقيت المناسب سواء داخل غزة أو خارجها.

إن صوت القيادات الطبية ضعيف في هذه المسألة، وكلنا راع ومسئول عن رعيته، وكلنا واقف غدا بين يدي من يملك السؤال والعقاب. ارحموا هؤلاء المرضى وأعطوهم حقهم في العلاج، ودعوا البقية على الله. مطلوب منكم العلاج لا الشفاء، لأن الشفاء بيد صاحب الشفاء. 

 

 

 

د. يوسف رزقة

من نفس القسم دولي