الوطن

أحزاب تؤكد تلقي استشارة رئاسة الجمهورية وأخرى تتجاهل

إجماع حزبي على نزاهة "دربال" وتحفظ على الهيئة التي سيرأسها

 

كشفت عديد الأحزاب عن تلقي استشارة رسمية من رئاسة الجمهورية حول مقترح تعيين عبد الوهاب دربال رئيسا للهيئة العليا لمراقبة الانتخابات، طبقا للمادة 194 من الدستور. وأوضحت أحزاب الأرندي والإصلاح أنها تعتزم الرد على الاستشارة في غضون الأسبوع المقبل، في حين تواصل بعض الأحزاب المحسوبة على المعارضة "تجاهل الاستشارة وإبداء تحفظها على الهيئة مع ترحيب غير معلن بتعيين دربال رئيسا لها".

واستطلعت الرائد آراء بعض التشكيلات السياسية المحسوبة على المعارضة والموالاة وحزب إسلامي (حركة الإصلاح)، حول شخصية مقترح تعيين عبد الوهاب دربال رئيسا للهيئة وتقلي الاستشارة بصفة رسمية وآجال الرد عليها.

 

الأرسيدي: استشارة رئاسة الجمهورية لا تستحق الرد عليها

قال المكلف بالإعلام في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عثمان معزوز، إن "الأرسيدي لم يتلق لحد الآن استشارة رئاسة الجمهورية حول مقترح تعيين عبد الوهاب دربال رئاسة الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات"، واستدرك المتحدث "نحن لا تهمنا الاستشارة فهذه الهيئة لا تخضع ميكانيزمات عملها لأي توافق بين الأحزاب خصوصا في المعارضة"، وأضاف: "شخص دربال نحترمه ومقبول وليس لحزبنا أي موقف تجاهه، لكن الهيئة التي سيترأسها لن تحقق الهدف المرجو من الانتخابات وهو الشفافية والنزاهة".

وفي نقطة ثانية، قال معزوز إن "المعارضة وعدة شخصيات وطنية اقترحت تشكيل هيئة مستقلة لتسيير العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها، إلا أن السلطة والنظام يرفضان ذلك، وذلك بدعوى أن كل ما يأتي من عندها هو الضامن والأنسب".

 

الأرندي: دربال شخصية متزنة وسنقدم استشارتنا الأسبوع المقبل

كشف المكلف بالإعلام في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، شهاب صديق، أن "الأرندي تلقى استشارة رسمية من رئاسة الجمهورية هذا الأسبوع وستتم دراستها وإعطاء الرد خلال الأسبوع المقبل، بعد انعقاد اجتماع المكتب الوطني للحزب". وذكر شهاب صديق "عبد الوهاب دربال شخصية متزنة ورزينة وعرفناه مناضلا معارضا، وشارك رفقة زملائه في إطفاء نار الفتنة خلال التسعينات، وكان له دور إيجابي ومساهمته إيجابية إلى حد بعيد".

ومن جهة ثانية، قال شهاب صديق "الأرندي ذكر في قراءة أولية رأيه في شخص دربال، لكن القرار الرسمي سيعرض في المكتب الوطني للحزب الأسبوع المقبل"، وأضاف: "كما لا ننسى أن دربال تقلد عدة مسؤوليات رفيعة في الدولة، وعهدناه رجلا مسؤولا ونزيها".

 

فيلالي: تلقينا الاستشارة وتحفظنا على الهيئة وليس شخص دربال

أكد الأمين العام لحركة الإصلاح، فيلالي غويني، أن "حزبه تلقى استشارة رئاسة الجمهورية حول مقترح تعيين عبد الوهاب دربال رئيسا للهيئة العليا لمراقبة الانتخابات، وسيعطي رأيه بشأنها قريبا". وقال غويني: "نحن قبلنا الاستشارة وموافقتنا على تعيين دربال لا تحفظ عليها، لكن تحفظنا وارد على الهيئة"، وأضاف: "الأمر منوط بشكل الهيئة التي تضم 400 عضو في حين توجد 48 ولاية بأكثر من 50 ألف مكتب تصويت و11 ألف مركز، مع استبعاد الأحزاب من العملية الانتخابية"، مضيفا: "طالبنا بهيئة مستقلة للإشراف على العملية الانتخابية منذ بدايتها إلى غاية إعلان النتائج، إلا أن السلطة ترفض المقترح وتمسكت بهيئة لمراقبة الانتخابات".

وعلى صعيد آخر، قال المتحدث "شخصية دربال نزيهة ومقتدرة وإطار كفء لا نتحفظ عليه، ونحن نوافق على الاقتراح وندعمه"، مستدركا: "أعتقد أن مهام الهيئة التي سيشرف عليها دربال صعبة جدا بل مستحيلة".

ويرى مراقبون أن تصريحات أحزاب المعارضة بدأت تجنح إلى موقف وسطي في تعاملها مع السلطة، خصوصا بعد مسارعة عدة تشكيلات في هيئة التشاور والمتابعة إلى إعلان مشاركتها في التشريعيات المقبلة، قبيل انعقاد اجتماع جانفي المرتقب، وهي مؤشرات واضحة، حسب المصادر، على حل تكتل المعارضة بصفة غير رسمية.

يونس. ش

 

 

من نفس القسم الوطن