الوطن

دورة عادية في ظروف استثنائية

توقيت انعقاد اللجنة المركزية بين تصريحات سعداني وتغيرات مرتقبة في هرم السلطة

 

اختارت قيادة الأفلان عقد الدورة العادية للجنة المركزية السبت 22 أكتوبر القادم، وفي يوم واحد، رغم تراكم القضايا المطروحة عليها، خاصة بعد التصريحات النارية التي أدلى بها الأمين العام للحزب والتي مست شظاياها مختلف الأطراف ومكونات الساحة السياسية، كما استمر الحديث عن إمكانية التغيير في موازين القوى داخل السلطة بما سينعكس على وضع الأفلان على مستوى الأشخاص والتوجهات، إلا أن الأمر الذي حرك بعض النافذين هو التحركات الشعبية رغم قلتها، والتي تمثلت في بعض المظاهرات رغم قلة عددها وعدد من نظموها، إلا أن راصدي ردود الفعل الشعبية أدركوا خطورة الوضع بما تطلب حالة طوارئ غير معلنة وتدخلا سريعا لمن يملك التهدئة الاجتماعية، واستعملت كل الوسائل والشخصيات في هذا المسعى، خاصة في مدن الجنوب الجزائري.
تعقد ثالث دورة للجنة المركزية بعد المؤتمر العاشر، وفي جدول أعمالها الأساس التحضير للانتخابات التشريعية القادمة، التي يفترض أن يترجم الأمين العام خطاباته إلى لوائح عملية تمكن المناضلين من اختيار من يمثلهم في البرلمان، وتساهم أيضا في إبعاد نفوذ أصحاب الشكارة وإنهاء مرحلة التعيينات الفوقية التي راهن عليها عمار سعداني وجعلها محور خطاباته في إقناع قاعدة الحزب.
ولعل القضايا المشار إليها هو ما ينتظره مناضلو الحزب، إلا أن أعضاء اللجنة المركزية لهم قراءة أخرى، حيث أن أغلبيتهم حريصة على إيجاد مناخ تنظيمي وتعليمات غامضة تمكنهم من الاستئثار بالترشح دون سواهم، أو في الحد الأدنى أن يتمكنوا من ترتيب القائمة بما يعود عليهم بالنفع العاجل دون انتظار.
في حين أن المسيسين من الأعضاء فرجل ستكون في الأرواسي وآذانهم في مواقع أخرى، سواء في المرادية ومحيطها أو حتى تڤارا وباب الوادي، بالنظر إلى ردة الفعل التي صاحبت تصريحات الأمين العام. ورغم كثرة الأحاديث وقلة السند، إلا أن مصادر أكدت لـ"الرائد" أن انزعاجا حاصل في بعض مؤسسات الدولة وأن كلام سعداني لا يحظى بإجماع مؤسساتي، كما كان من قبل. وربما التحركات الشعبية زادت في هذه التخوفات وأن حديث الأمين العام عن بلخادم كان نتيجة وصول معطى عند سعداني وبعض من يدعمونه، بإمكانية استعمال ورقة عبد العزيز بلخادم في الترتيبات المستقبلية في المشهد السياسي العام، دون استشارة لهذه المجموعة، وهو ما يفسر الحدة والأسلوب الذي استعمله سعداني بهذا الخصوص.
لا يمكن الحديث عن تغيير قادم سريع كما لا يمكن استبعاده، خاصة أن خطاب سعداني تم بحضور هيئة التنسيق، وهي مكونة أساسا من إطارات في الرئاسة والحكومة والبرلمان، ما يعطي لذلك الخطاب قوة معنوية وسياسية أكبر من معناها الحزبي فقط.
دورة الجنة المركزية قد تكون دورة المفاجآت وطبخات آخر الليل، كما حدث في المؤتمر العاشر، وهذا كله مرهون بالحراك القائم داخل سرايا النظام، خاصة أمام أحاديث التغييرات المرتقبة والتي كثر الحديث عنها على مستوى الحكومة من جهة، وحتى على مستوى المؤسسات الاستراتيجية والتي ستؤثر حتما على كثير من التفاصيل في المشهد السياسي العام.
 
خالد. ش

من نفس القسم الوطن