الوطن

تباين في المواقف بين المتنازعين في الحزب العتيد

قبل عشرة أيام من انعقاد الدورة الثالثة للجنة المركزية

 

خلدون: تجاوزنا الخطاب ونحذر من استغلاله لضرب استقرار الحزب
دعدوعة: الدورة ستعقد دون سعداني ومساعي لانتخاب أمين عام جديد
بلعياط: تصريحات سعداني ليست منفردة وأسست لتحركات في أعلى المستوى
 
تباينت مواقف مختلف الأطراف المتنازعة في جبهة التحرير الوطني، في تحديد مخرجات الدورة الثالثة للجنة المركزية وطبيعة جدول أعمالها، ففي الوقت الذي تصر فيه القيادة الحالية على أنها دورة عادية تهتم بالشؤون الداخلية للحزب وعلى رأسها موضوع الانتخابات وتقارير المكتب السياسي إلا أن إطارات من الجبهة تؤكد أن تصريحات سعداني الأخيرة ستلقي بضلالها على هذه الدورة وربما حتى قبلها معتمدين في ذلك على رسائل تكون قد وصلت لبعضهم وتحديدا لبلخادم من جهات سيادية تتبرأ من تصريحات سعداني وقد تكون هذه الجهات أوحت بإمكانية إحداث تغيرات على مستوى هرم الحزب كما فعلت في كل المحطات التنظيمية التي سبق وأن عاشها الحزب العتيد.
وقد استطلعت "الرائد" آراء مختلف الأجنحة الأساسية التي تتحكم في الحراك الدائر داخل الحزب حرصا على تبين المواقف وتأثيراتها المستقبلية على استقرار القوة السياسية الأولى في البلاد.
 
خلدون: تجاوزنا الخطاب ونحذر من استغلاله لضرب استقرار الحزب
 
نفى المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون، أن "يكون أي تأثير لتصريحات سعداني الأخيرة على دورة اللجنة المركزية للحزب المقررة يوم 22 أكتوبر المقبل". وقال خلدون "خطاب سعداني له سياق زماني ومكاني متناسب مع الذكرى الثامنة والعشرين لأحداث 5 أكتوبر 88، وبالنسبة لنا انتهى في إطاره الزماني والمكاني". واستشاط خلدون غضبا من سؤال يتعلق بمدى تأثير هذه التصريحات على سير دورة اللجنة المركزية، باعتبار أن اللجنة هي ثاني أعلى هيئة رسمية للحزب بعد المؤتمر. وقال خلدون "في الحزب لا يوجد أي شيء من هذا القبيل، فقط هناك بعض الصحافة تريد فتح ملفات وإيجاد تفسيرات لها وعدم تركها في إطارها"، مضيفا: "هناك من يريد أن يجعل تصريحات الأمين العام عمار سعداني كسجل محاكمة عبر التصريحات والتصريحات المضادة، وهم لا يريدون أن ينسوا الموضوع ووضعه في خانة الماضي".
وعن طبيعة التصريحات ما دام أنها لا تؤثر في هياكل الحزب، قال خلدون "تصريحات سعداني كانت نارية ومست بعض الأطراف، وبغض النظر عن الموضوع يجب أن يتم حصر الخطاب في حيزه حتى لا تمتد تداعياته إلى مؤسسات الدولة أو أطراف أخرى". وأضاف المتحدث "كل من تضرر من تصريحات سعداني يتجه للعدالة، أما الحزب فهو يعتبر التصريحات ماضيا قد انتهى، ولا يجدي نفعا إثارة هذه القلاقل"، واعتبر خلدون أن جهات في الإعلام والصحافة هي "من تريد إذكاء الفتنة".
وفي السياق ذاته، دعا المكلف الإعلام في الحزب العتيد كل مناضلي الأفلان "لإطفاء نار الفتنة، والحذر من استغلال بعض الأطراف لهذه التصريحات لضرب استقرار الحزب"، حسبه، كما وجه خلدون "دعوة للمناضلين لتفويت الفرصة أمام بعض الجهات التي تريد زعزعة الاستقرار في البلاد"، ومن جهة ثانية، قال خلدون "للحزب منظومة سياسية وهياكل وهو يعمل على جعل التصريحات في ظروفها وإطارها الزماني والمكاني".
أما عن جدول أعمال الدورة، فأكد خلدون أنه يعرف عرض تقرير الأمين العام لنشاطات المكتب السياسي، وعرض التقرير الأدبي والمالي للحزب، وتلاوة تقرير لجنة الدراسات والاستشراف التي يرأسها وزير الفلاحة عضو المكتب، عبد السلام شلغوم، كما يتطرق جدول الأعمال لضبط استراتيجية الحزب العتيد في تشريعيات 2017. 
 
بلعياط: تصريحات سعداني ليست منفردة وأسست لتحركات في أعلى مستوى
 
قال منسق الجبهة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط، أن "رئاسة الجمهورية اتصلت فعلا ببلخادم وأبلغته بأن ما قاله سعداني لا يلزمها بأي صفة من الصفات"، مضيفا "الرئاسة أبلغت بلخادم أن كلام سعداني لم يكونوا على علم بمضمونه"، معتبرا أن "اتهامات سعداني لبلخادم والجنرال توفيق ليست عملية منفردة وليست عملية محصورة في شخصه". وأضاف "سعداني لديه قوى يستند إليها وله أهداف من خلال الاتهامات، وهو ما يحيلنا إلى البحث عن ماهية هذه الأطراف التي تدعمه وتوعز له بالحديث وأقوال مثلما أدلى بها". وجدد بلعياط تأكيده أن "سعداني ليس وحده وهو يعترف بذلك صراحة، وتؤكدها عدة مؤشرات بينها منح تراخيص لعقد المؤتمر واللجنة المركزية رغم أنه لا يحمل الصفة القانونية".
واعتبر بلعياط أن تصريحات مزعجة لعدة أطراف بينها "المناضلون بكل أجيالهم لأنها جاءت من مسؤول هيئة من قيادة الحزب"، مضيفا "هي تصريحات لها تأثير لن يزول ولا يتم طيها واعتبارها ماضيا، ولا يجب أن تمر مرور الكرام"، مضيفا في الإطار "سعداني تحدث عن ملف الخونة والمساس بعائلة بلخادم وخلق زوبعة في الساحة الوطنية". وأوضح بلعياط "هي تصريحات تستهدف مسؤولا لأعلى هيئة استعلاماتية في الجيش وتنسب له اتهامات خطيرة جدا وتمس بانسجام وأمن البلاد"، مضيفا "رئيس الجمهورية منح الجنرال توفيق وسام الشجاعة وتقاعد بأعلى رتبة عسكرية، وحاليا هناك شخص يطعن في شخص رجل حمل أمانة الرئيس لسنوات".
وفي نقطة أخرى، ذكر المتحدث "هناك تحركات في أعلى مستوى، لأن المشكلة ليست محصورة في شخص سعداني بل تهم الحزب كله والبلاد". وأضاف "التحركات تهدف لإعادة الحزب إلى السكة وإلغاء نتائج المؤتمر العاشر وانتخاب أمين عام جديد".
 
دعدوعة: الدورة ستعقد دون سعداني ومساعي لانتخاب أمين عام جديد
 
ذكر القيادي في جبهة التحرير الوطني (معارض لسعداني)، العياشي دعدوعة، أن "هناك مساعي حثيثة من عدة أطراف وجهات لتنظيم وقفة احتجاجية وطنية أمام مقر الحزب في الأيام المقبلة". وأضاف "نحن في لجنة تصويب مسار الحزب ندعم كل المحاولات لإبعاد سعداني من قيادة الأفلان". وفي سؤال حول وجود اتصالات رسمية بين معارضي سعداني على غرار الجبهة الموحدة التي يقودها بلعياط وأنصار بلخادم، قال دعدوعة "هناك تحرك واتصالات متعددة للاتفاق على لقاء لتسريع الإطاحة بسعداني". ومن جهة ثانية، قال دعدوعة أن "تصريحات سعداني عبارة عن فضيحة جديدة في البلاد يجب استغلالها لإبعاده من الحزب العتيد".
واعتبر دعدوعة أن "اجتماع الدورة المركزية المقبل سيعقد دون سعداني وسيتم انتخاب أمين عام جديد خلاله". وقال دعدوعة "نحن نعمل مع المناضلين والمناضلات في كل الوطن وعبر المحافظات للإطاحة بسعداني".
وفي سؤال حول طبيعة هذه التحركات خصوصا أنها لم تجد نفعا منذ إطلاقها في كل مرة (أوت 2013)، قال دعدوعة "أخطاء سعداني وزلاته تضر بالحزب ومصلحة البلاد واستقرارها، وعلى رئيس الجمهورية باعتباره رئيس الحزب التحرك لإبعاده". وأضاف "الخطاب الأخير أعتبره نرفزة سقط فيها سعداني نظرا لما يحيط به من معارضة وغيابه الطويل". وعن طبيعة التصريحات، قال دعدوعة "هي تصريحات تسيء للجزائر لأنها تمس إطاراتها ورجالا عملوا مدة طويلة في مؤسسات الدولة الحساسة".
وعن مدى تأثير هذه التحركات بعد خطاب سعداني في إبعاده عن القيادة، قال المتحدث "نسعى بقوة وبشدة قبل انعقاد الدورة العادية للجنة المركزية في 22 أكتوبر المقبل، لإبعاده وانتخاب أمين عام جديد"، مضيفا "الرأي العام الذي هبّ بعد اتهامات سعداني لبلخادم والجنرال توفيق هي من تؤثر وتبعده عن قيادة أكبر حزب في البلاد".
وبين تحركات معارضي سعداني وتطمينات القيادة الحالية، يؤكد مراقبون أن "الهدوء الذي أعقب تصريحات سعداني يشير إلى عاصفة قد تضرب الحزب العتيد في الأيام المقبلة".
يونس. ش
 
 
 

من نفس القسم الوطن