الوطن

جدل يوم عاشوراء يُبرز حاجة الجزائريين الملحة لمجلس إفتاء!

يحمي شعائر الجزائريين من فوضى الفتاوى وأخطاء المسؤولين

 

علي عية: صيام عاشوراء سنة لكن جمع الكلمة فرض عين يا عيسى! 

قسوم:''حان الوقت ليكون للجزائريين دار للإفتاء''

 

أظهر الجدل القائم حول التقويم الهجري وتحديد يوم عاشوراء الذي تورطت فيه وزارة الشؤون الدينية والاوقاف وتسبب في فتنة حقيقية حاجة الجزائريين الملحة لمفتي جمهورية ومجلس إفتاء يحفظ الجزائريين ليس فقط من فوضى الفتاوي التي تشهدها الساحة العلمية والدنية بالجزائر وإنما من أخطاء المسؤولين والوزارات الوصية التي تؤثر على أداء الجزائريين لشعائرهم الدينية. 

اختلط على العديد من الجزائريين يوم صيام عاشوراء بعدما أعلنت وزارة الشؤون الدينية أن يوم الأربعاء هو يوم العاشر من محرم مخالفة بذلك العديد من البلدان الإسلامية وهو الامر الذي حرك العديد من الائمة وكذا جمعية العلماء المسلمين لتؤكد ان وزارة الشؤون الدينية أخطأت في تقديراتها وكان من المفروض تصحيح التقويم الهجري وليس الاستمرار في لخطا وتأخير يوم عاشوراء يوما اخر كما وقع مع يوم محرم وهو ما خلق جدل اربك الجزائريين لتبز الحاجة الملحة لمجلس افتاء يمكنه ان يقوم بدور الفيصل في مثل هذه القضايا ويحمي شعائر وعبادات الجزائريين ويضع حد للفوضى الجارية في مجال "صناعة الفتوى" خصوصا ما تعلق بالعبادات.

 

قسوم:''حان الوقت ليكون للجزائريين دار للإفتاء''

قال أمس رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم أنه من غير المقبول تدخل الإدارة في الشعائر الدينية معتبرا بيان لجنة رصد الاهلة كان من المفروض أن يكون بعد اجتماع هذ اللجنة ورصدها لهلال محرم وليس تبريرا لأخطاء الوزارة، مصرا مرة أخرى ان يوم عاشوراء 

 يكون يوم الثلاثاء وكان لزاما يضيف قسوم أن ان نتبع لجنة الأهلة منذ البداية وليس فقط بعد حدوث جدل. هذا وقد نصح قسوم الجزائريين بصيام ثلاثة أيام متتالية من أجل در كل الشبهات واتباع باقي المسلمين، من جانب أخر قال قسوم قسوم إنه حان الوقت ليكون للجزائر دار للإفتاء خاصة بالنسبة للقضايا التي تكون محل جدل واختلاف، ويلجأ إليها في وقت البحث عن مسائل تهم المجتمع والدولة. مضيفا إنه لا يجب أن تضم فقط مشايخ وعلماء في الدين وإنما تضم ممثلين عن المجتمع المدني من أطباء ومحامين وأخصائيين لأن القضايا تشعبت وبات واجبا الأخذ بمشورة الجميع شرط أن يكون للفتوى مرجعية دينية.

 

عدة فلاحي: النخبة الدينية في الجزائر غير راضية على أداء محمد عيسى! 

وصف أمس الاطار السابق في وزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي الجدل القائم بشأن التقويم الهجري وتحديد يوم عاشوراء بالجدل البيزنطي محملا في اتصال هاتفي مع "الرائد" وزير الشؤون الدينية محمد عيسى المسؤولية كاملة مؤكدا أن الوزير أخطأ عندما أعلن يوم محرم أربعة أيام قبل غرة الشهر مشيرا أن المبررات التي أعطاها الوزير غير منطقية وغير مقبولة.

وأوضح فلاحي في هذا الصدد بالقول أن وزارة الشؤون الدينية تعمل بقاعدة المزاوجة أي الاعتماد على الرؤيا بالعين المجردة وكذا الحساب الفلكي وعندما يعلن وزير القطاع في بيان عن موعد يوم محرم ويوم عاشوراء دون أو قبل اجتماع لجنة الأهلة فأنه بذلك يلغى دور هذه الأخيرة مضيفا ان الوزير يتحمل تداعيات الفتنة القائمة بشأن موعد يوم عاشوراء هذا وانتقد فلاحي تهجم وزير الشؤون الدينية على جمعية علماء المسلمين ورده الحاد فيما يخص مخالفتهم له في تحديد يوم عاشوراء يوم الثلاثاء مشيرا ان الوزير الذي اخطأ وكان من المفروض تصحيح الوضع.

من جانب اخر قال فلاحي أن إنشاء دار افتاء تحمي الجزائريين من هذه الأخطاء أصبحت ضرورة ملحة مؤكدا ان الوزير عيسى ارتكب العديد من الأخطاء منذ توليه حقيبة وزارة الشؤون الدينية تهدد الامن الديني للجزائريين رغم انه من المفروض انه يعمل على حماية معتقدات وشعائر الجزائريين معتبرا ان النخبة الدينية بالجزائر غير راضية على أداء الوزير.

 

علي عية: صيام عاشوراء سنة لكن جمع الكلمة فرض عين يا عيسى! 

من جهته قال شيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ على عية مخاطبا وزير الشؤون الدينية محمد عيسى أن صيام يوم عاشوراء هو سنة مستحبة من يصوم يؤجر ومن لا يصوم لا اثم عليه لكن بالمقابل قال عية في تصريح لـ"الرائد" أن اتحاد الأمة وجمع الكلمة هو فرض عين ومن غير المستحب الاختلاف على شعيرة من الشعائر الدينية تحت أي ظرف من الظروف مشيرا ان القضية أعطيت اكثر من حجمها وأفتى عية أنه يجوز للجزائريين صيام الثلاثاء والأربعاء أي 9 و10 محرم بالتقويم الهجري الجزائري ويتفادوا صيام الأربعاء والخميس والذي يصادف 11 و12 محرم في باقي الدول الإسلامية وحتى لا يخالفوا أشقاءهم المسلمين في كل البقاع ولا يقعوا في الخطأ وبهذه الطريقة يتفادوا أي حرج. لقوله صلى الله عليه وسلم " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" حيث وضح عية أن الجزائريون بهذا يكونوا قد دروا الشبهات واقاموا شعائرهم كاملة غير منقوصة هذا وأكد عية أن الجزائر تفتقد لهيئة للفتوي تكون على مستوي وزارة الشؤون الدينية تجيب على تساؤلات الجزائريين وتمنع تكرار مثل هذه الفتن غير المستحبة والتي تفكك البيت الواحد والأمة الواحدة معتبرا أنه من المفروض أن تحرص لجنة الأهلة التابعة لوزارة الشؤون الدينية على تحديد الشهور الهجرية على اعتبار هذه الشهور مواقيت للناس.

 

حجيمي للجزائريين: صوموا ثلاثة أيام ودروا الشبهات 

من جانبه أبدى أمس رئيس نقابة الأئمة جلول حجميي استغرابه من المنحى التي اتخذته القضية مشيرا انه كان من المفروض عدم احداث كل هذه الفتنة والجدل حتى لا نشتت وحدة الجزائريين ومرجعتهم الدينية غير أن حجميي لم يستثني وزرة الشؤون الدينية من المسؤولية منتقدا اعتماد الوزارة على المبدأ الفلكي العلمي فقط في تحديد غرة محرم وهو ما اوقعه في الخطأ هذه المرة، من جانب اخر نصح حجميي الجزائريين بصيام ثلاثة أيام أي يوم الاثنين الثلاثاء والأربعاء مشيرا ان صيام يوم عاشوراء هو سنة ومن لم يقدر على الصوم فلا اثم عليه. هذا وطالب حجميي الحكومة بالإسراع في مشروع دار الإفتاء مؤكدا ان الجزائريين يحتاجون لهذه الهيئة الدينية ليس فقط في مثل هذه المواقف وانما في حياتهم اليومية فمن غير المعقول يضيف ذات المتحدث أن يلجا الجزائريين لفتاوي مستوردة ومشايخ غير معروفة مرجعتيهم الدينية للاستفسار عن دينهم ودنياهم مضيفا ان الوزارة في كل مرة تؤكد على ضرورة حماية المرجعية الدينية لكن دون إجراءات عملية.

س. زموش

من نفس القسم الوطن