الوطن

التيار الإسلامي ضحية نتائج "مرحلة التسعينات"

إجماع على استحالة تكرار تجارب المغرب، تركيا وتونس في الجزائر

 

عظيمي: هناك تطور واضح في الخطاب السياسي لدى التيار الإسلامي
اعترفت قيادات في أحزاب محسوبة على التيار الإسلامي "أن الجزائر تعتبر استثناء في تكرار تجارب فوز الإسلاميين بالانتخابات، على غرار بلدان المغرب وتونس وتركيا". وربطت مواقف الإسلاميين وكذا محللين سياسيين صعوبة تحقيق هذه التجربة في الجزائر بـ"العقدة التي لا تزال تلازم التيار الإسلامي وخطابه السياسي وانعكاسات المرحلة السابقة على الشعب". وعن فشل التيار في التوحد ودخول الانتخابات السابقة والمقبلة بقوائم موحدة، قالت التصريحات إن "آليات الوحدة ومقوماتها غائبة داخليا (الانشقاقات والزعامة) وخارجيا (تزوير الانتخابات) وبالتالي حتى وإن حدث توحد لن يحصد التيار إلا ما تمنحه له السلطة من كوطات".
وتمحورت الأسئلة التي طرحتها يومية "الرائد" حول توقعات تكرار المشهد المغربي في الجزائر، بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالمملكة المغربية للمرة الثانية بالتشريعيات التي جرت، أول أمس، وخلفيات الأسباب التي تمنع الإسلاميين من التوحد وتحقيق الأغلبية في الانتخابات التشريعية والمحلية، وكذا قدرة أحزاب التيار الإسلامي وبرامجها على استقطاب المواطنين وتعبئتهم.
 
حديبي: الزعامة سبب الإخفاق في الخطاب والانشقاقات
وذكر القيادي في حركة النهضة، محمد حديبي، أن الانتخابات في المملكة المغربية أو في أي دولة أخرى (تونس، تركيا ومصر) تختلف عن الجزائر، لأن النظام المغربي قبل بالشراكة مع الإسلاميين والقوى السياسية الأخرى، في حين النظام الجزائري لا يسمح بأي شراكة مع أي تيار كان. وقال حديبي إن "التيار الإسلامي في الجزائر لن يأخذ الأغلبية لأنه لا توجد إرادة سياسية لترك العملية الانتخابية"، مضيفا: "حتى الإصلاحات التي جاء بها الدستور والقانونين المتعلقين بالانتخابات، مؤخرا، كرست غلق العلمية الانتخابية والسياسية"، وأوضح أنه لا يتوقع فوز التيار الإسلامي بأي انتخابات.
وبعيدا عن خطاب التزوير للانتخابات، اعتبر حديبي أن "الخطاب الإسلامي للأحزاب الجزائرية لم يطور في أدائه وفي الوجوه التي سيرت مرحلة معينة"، في إشارة إلى وجود الزعامة لدى قيادات حزبية ترفض التنحي عن رئاسة الحركات وفسح المجال أمام الجيل الجديد من القيادات، مضيفا: "في الأحزاب الإسلامية هناك مخاض داخلي وانشقاقات، وهي ظاهرة سلبية لغياب الحوار الديمقراطي ووجود قيادات لا تقبل النقد، وكذا وجوه لم تتغير منذ سنوات عديدة، وفشلت ولم تغير خطاباتها"، مستدركا: "هناك جيل جديد يبذل جهدا في هذه الأحزاب، لكن لا أتوقع أن يذهب بعيدا في ظل البيئة المغلقة".
وعن فشل التيار الإسلامي في التوحد، قال حديبي: "يجب فتح اللعبة السياسية خارج إطار التيار الواحد، لأن القضية صارت وطنية لإنقاذ الجزائر"، مضيفا: "يجب الابتعاد عن الطرح الأيديولوجي والتيار الواحد، وهناك ضرورة للتوحد بين مختلف القوى السياسية".
 
نعمان لعور: هناك مضايقات ضد المواطن المنتمي للتيار الإسلامي
قال القيادي في حركة مجتمع السلم، نعمان لعور، إن "التيار الإسلامي في الجزائر صار وبالا على مناضليه والمتعاطفين معه من المواطنين، وهم يتعرضون لمضايقات وضغوطات حتى في حقوقهم الأساسية، مثل الحق في السكن أو لقاء مسؤول". وأضاف نعمان لعور: "هناك تصنيف لأي مواطن يتعاطف مع التيار الإسلامي أو يعلن انتماءه إليه، خصوصا الموظفين ورجال الأعمال، وبالتالي العيب ليس في الخطاب السياسي للإسلاميين بل في المضايقات". وقال المتحدث: "نحن النواب حين نقدم طلبا للقاء وزير في الحكومة يتم رفض الطلب، في حين هناك تجاوب وقبول لكل النواب من أحزاب الموالاة".
وعن تأثير فوز حزب إسلامي بالتشريعيات في المملكة المغربية على التيار ذاته في الجزائر، قال نعمان لعور "نعم يؤثر إيجابا ويبعث الأمل، لكن في نهاية الأمر الشعب هو من يختار ويقرر في حال انتخابات نزيهة"، مضيفا: "في الجزائر يصعب التكهن بنتائج الانتخابات لأن الإدارة والتزوير هما من يقرران النتائج"، مضيفا: "سعداني وأويحيى (الأفلان والأرندي) وحتى الولاة أكدوا على وجود تزوير في كل الانتخابات التي جرت منذ التسعينات، وبالتالي ليس هناك شيء يمكن قياسه". واعتبر المتحدث أن "الساحة السياسية في الجزائر غير موجودة، لأن مخرجاتها غير طبيعية، ما جعل المواطن لا يثق في العملية الانتخابية وصار منسحبا عنها".
وعن توحد التيار الإسلامي، قال قيادي حركة حمس إنه "من المفروض على المنشقين والخارجين عن الأصل العودة إليه وليس التفاوض بكيانات مختلفة ولها مرجعية واحدة"، في إشارة إلى المنشقين عن حركة حمس (حزب تاج، التغيير، حركة البناء) منذ وفاة مؤسس الحركة محفوظ نحناح.
 
عظمي: نتائج مرحلة التسعينات تجعل توحد الإسلاميين مستحيلا
اعتبر المحلل السياسي، أحمد عظيمي، أن تجربة نجاح التيار الإسلامي في الانتخابات التشريعية بالمملكة المغربية لن تؤثر أبدا على تشريعيات الجزائر المرتقبة في سنة 2017. وذكر عظيمي أن "الأمر يتعلق بالعملية الانتخابية في حال سيرها بصفة نظامية ونزيهة وشفافة وليس بالتيارات المشاركة فيها". وقال المحلل السياسي إن "الجهاز الإداري والسياسي في الجزائر هو من يتحكم في العلمية الانتخابية، وهو من يوزع الكوطات ويقرر من يفوز فيها"، مضيفا أن القانونين الأخيرين للانتخابات سمحا للإدارة والحكومة بالتحكم أكثر في العملية، وحسم نتائج الانتخابات سيكون معروفا مسبقا.
وفي سؤال حول فشل الإسلاميين في الجزائر في التوحد، قال الأستاذ عظيمي إن "المشكل ليس في التوحد ومن المستحيل أن يكون هناك تحكم في العملية الانتخابية حتى في حال حدوث توحد بين القوى السياسية"، معتبرا أن "التيار الإسلامي وغيره لن يأخذوا من المقاعد في التشريعيات إلا ما تتصدق به السلطة عليهم". وعن دور الخطاب السياسي للإسلاميين في استقطاب أصوات الشعب، قال عظيمي: "لا يستطيع الخطاب الإسلامي استقطاب أصوات المواطنين نتيجة الظروف التي مرت بها الجزائر في مراحل سابقة، زيادة على أن الوضع في الجزائر خاص وهناك فقدان للثقة في السياسة والسياسيين". وأضاف: "لا يمكن لأحد تجنيد الرأي العام سواء معارضة أو موالاة للمشاركة في التشريعيات ولن تتجاوز نسبة المشاركة 20 في المائة".
وعن قدرة التيار الإسلامي على تحسين آليات العمل السياسي، قال عظيمي إن "هناك أحزابا سياسية طورت خطاباتها وآرائها بشكل كبير، وصارت ناضجة مقارنة بالمراحل السابقة، ونحن نشاركهم ونتشاور معهم في هيئة التشاور والمتابعة"، مضيفا: "المشكل متعلق بفقدان الثقة بين المواطن والسياسيين، ولا أحد يتوقع عودة الثقة إلى سابق عهدها في ظل التزوير".
يونس. ش 
 
 
 

من نفس القسم الوطن