الوطن

حرارة غير اعتيادية في فصل الخريف وهاجس الجفاف بدأ يصيب الفلاحيين

وصلت إلى أكثر من 36 درجة في أغلب الولايات الساحلية والجنوبية للبلاد

 

الأرصاد الجوية تتوقع استمرار موجة الحرّ طيلة أكتوبر وبوناطيرو يعتبرها حرارة عادية

جمال برشيش: موسم الحرث والبذر سيمتد إلى ديسمبر والوزارة ستساعد الفلاحيين

قايد صالح: الفلاحون أخروا موسم الحرث والبذر لأن الحرارة تؤثر على حالة البذرة

 

تعرف العاصمة ومختلف ولايات الوطن هذه الأيام حرارة غير اعتيادية، ورطوبة عالية جدا، رغم انقضاء فصل الصيف ودخول فصل الخريف أين وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 36 درجة مئوية، ببعض المدن الساحلية وهو مأ اثار التخوف لدي المواطنين وكذا الفلاحيين من تكرار ظاهرة الجفاف التي عرفتها الجزائر الموسم الفارط في حين يؤكد الخبراء الفلكيون أن هذه الحرارة هي عادية مشيرين أنه لا يمكن التنبؤ في هذه المرحلة المتقدمة من الفصل حول ما إذا ستكون السنة ممطرة أو جافة.

شهدت مختلف المناطق الشمالية للوطن منذ أيام أجواء ساخنة تشبه إلى حد كبير تلك التي عشناها خلال فصل الصيف، أين وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 36 درجة، وهي الأجواء التي أثارت مخاوف المواطنين والفلاحيين من تكرار ظاهرة الجفاف حيث عرف شهر أكتوبر الجاري، حرارة قصوى و مرتفعة نسبيا مع قلة في تساقط الأمطار مع بعض الرعود الخفيفة التي سجلت في بداية هذا الشهر مقارنة مع معدلها الشهري، التذبذب الملاحظ في الفصول سواء تعلق الأمر بتساقط الأمطار أو ارتفاع في درجة الحرارة يدفع إلى التساؤل حول أسباب الوضعية الجوية غير العادية.

 

مصلحة الأرصاد الجوية تتوقع استمرار موجة الحرارة طيلة شهر أكتوبر 

وفي هذا الصدد توقع الديوان الوطني للأرصاد الجوية عودة الاستقرار مجددا في درجات الحرارة انطلاقا من اليوم خاصة في المناطق الغربية حيث ينتظر أن تنخفض تدريجيا لتستقر في معدلها الفصلي نتيجة قدوم اضطراب ضعيف الفعالية تتخلله بعض السحب على المناطق الغربية لتتناوب ما بين فترات إشراقات وعبور بعض السحب على المناطق الوسطى والشرقية على أن تتلبد السماء بهما أثناء أمسية اليوم الأحد وليلية الاثنين مرفقة ببعض الأمطار الرعدية خلال الليل، لا سيما على السواحل الغربية، على أن تعاود درجات الحرارة الارتفاع بداية من يوم الثلاثاء  وحسب ما أكدت المكلفة بالإعلام بالديوان الوطني للأرصاد الجوية هوارية بن رقطة فإن الأجواء التي تمر بها المناطق الشمالية للوطن تعد عادية وتستمر طيلة شهر اكتوبر وهي نتيجة صعود قدوم تيارات هوائية جنوبية نحو الشمال، بالإضافة إلى عدم وجود تيارات قوية على مستوى البحر منع دخول نسيمه نحو الشمال الذي كان من شأنه أن يعدل معدل الحرارة وبالتالي الرياح الهادئة لم يكن لها أي فعالية أمام تلك القادمة من الجنوب. ما أدى الى وصول معدل الحرارة إلى 36 درجة، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع مس مختلف مناطق الوطن ولم يقتصر فقط على الولايات الشمالية. 

 

بوناطيرو: حرارة هذه الأيام عادية وهي بسبب تغير الفصول 

من جهته طمأن أمس، الخبير الجيوفيزيائي لوط بوناطيرو، الجزائريين بخصوص ارتفاع درجة الحرارة خلال هاته الأيام، وأكد الخبير في تصريح لـ "الرائد" أن ارتفاع درجة الحرارة التي تشهدها معظم مناطق الوطن هذه الأيام "عادية جدا" وهي راجعة لخروج فصل ودخول فصل آخر، وشيء طبيعي أن تكون هناك زيادة في الغازات الحرارية، وأكد بوناطيرو أن هذه الظاهرة تحدث تقريبا كل سنة ولا داعي للقلق، وحول تنبؤاته خلال فصل الشتاء المقبل قال بوناطيرو انه لا يمكن الجزم إذا ما سيكون موسم الشتاء المقبل جاف او ممطر غير أنه لم يستبعد أن تمر الجزائر بفترات جفاف كالذي شهدتها الموسم الفارط بسبب تغيرات مناخية عنيفة تسبب فيها انتشار ظاهرة الاحتباس الحراري. من جهة أخرى وحول النشاط الزلزالي الذي تعرفه الجزائر هذه الأيام أكد الدكتور لوط بوناطيرو الأمر جد عادي، لكون حالة الصخور في الأرض حاليا، أي خلال تزامنها مع خروج فصل ودخول آخر، في حراك مستمر، من أجل السماح للطاقة بالخروج، وأضاف المتحدث أن "النشاط الزلزالي الحالي متوقع، خاصة وأن فترة الأربعين يوما بين فصل وآخر تتميز بارتفاع درجات الحرارة وتسجيل قفزات حرارية، وهو ما يحدث حاليا وتتسبب هذه الأخيرة في إنتاج نشاط زلزالي وهذا من أجل السماح للأرض بالتنفس قليلا.

 

قايد صالح: الفلاحون أخروا موسم الحرث والبذر لان الحرارة تؤثر على حالة البذرة

هذا وقد أثارت الوضيعة الجوية الحالية مخاوف الفلاحيين الذين لم يتمكن بعضهم من بدء موسوم الحرث والبذر بسبب قساوة التربة وفي هذا الصدد أكد أمس الأمين السابق لأتحاد الفلاحيين الاحرار قايد صالح أن تأخر هطول الأمطار شهر أكتوبر لن يؤثر على الإنتاج الزراعي كمردود أنما يؤثر على عمل الفلاح مشيرا أن هناك من الفلاحيين من لم يبدوا عملية الحرث والبذر لغاية الأن في حين أن من بدا أكثر شيء يقلقه حاليا هو في ارتفاع درجات الحرارة ما قد يؤثر على حالة البذرة ويخفض الإنتاج، وأضاف قايد صالح أنه في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتأخر تهاطل الأمطار إلى غاية منتصف شهر ديسمبر، فإن الأمر ستكون له عواقب وخيمة على موسم الحرث والموسم كما حدث الموسم الفارط اين تكبد الفلاحون خسائر كبيرة بسب حالة الجفاف التي عرفتها الجفاف.

 

جمال برشيش: موسم الحرث والبذر سيمتد لغاية ديسمبر والوزارة مجندة لمساعدة الفلاحيين

من جهتها كدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ان تأخير موسم الحرث والبذر بالنسبة لعدد من الفلاحيين ليس بالأمر الجديد مشيرة على لسان مكلفها بالإعلام جمال برشيش الذي أكد في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن الفلاحيين اعتادوا على تغير فصل الخريف وامتداد الصيف إلى غاية أكتوبر على غرار العام الجاري، وهو ما يحدث منذ أربع سنوات، إذ تصل فترة الحرث والبذر إلى غاية أواخر شهر ديسمبر، معتبرا الحديث عن جفاف هذا العام أمرا مبكرا في الوقت الحاضر، وأن ذلك يمكن تحديده خلال شهر جانفي. وقال برشيش أن الوزارة اتخذت كل الإجراءات لتسهيل مهمة الفلاحين في الحصول على البذور والأسمدة من خلال الشباك الموحد مع تسهيلات الحصول على أجهزة الري التكميلي، موضحا أن وزارة الفلاحة كانت قد دعت الفلاحيين السنة الفارطة للاعتماد على السقي التكميلي من خلال التعامل مع التعاونيات الفلاحية للاتفاق معهم على اقتناء أجهزة الري.

س. زموش

من نفس القسم الوطن