الوطن

تونس تلغي رسميا الضريبة على الجزائريين

ملفات الأمن والاقتصاد ستكون في صلب زيارة الشاهد إلى الجزائر يوم غد

 

أعلنت الحكومة التونسية إلغاءها بصفة رسمية الضريبة التي فرضتها الصائفة الماضية على الجزائريين، والمقدرة بـ 30 دينارا تونسيا، وذلك ضمن قانون المالية لسنة 2017، وعجلت تونس بالإعلان عن هذه الخطوة، أمس، عشية الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى الجزائر يوم غد الأحد.
كشفت وزيرة المالية التونسية، لمياء الزريبي، أمس، أنه تم إلغاء الضريبة المطبقة على المواطنين الجزائريين المغادرين للتراب التونسي براّ، والمقدرة بـ 30 دينارا. وأفادت إذاعة "جوهرة أف أم)" التونسية أن الزريبي بينت، في تصريح صحفي، أنه تم إلغاء هذه الضريبة بشكل نهائي. وقالت تقارير إعلامية تونسية إن السلطات التونسية تتجه نحو إلغاء هذه الضريبة في قانون المالية لسنة 2017.
ويرتقب أن يحل الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، هذا الأحد 9 أكتوبر الجاري، في أول زيارة خارجية له إلى الجزائر، مثلما أكدت ذلك مصادر رسمية تونسية. وتأتي هذه الزيارة، الأولى للشاهد خارج تونس، محملة بأكثر من رسالة، أبرزها التأكيد على استمرار تقليد سياسي ودبلوماسي تونسي، أصبح مترسخا مفاده تخصيص رئيس الحكومة أول تنقل خارجي له إلى الجارة الجزائر.
وتأتي الزيارة بعد حصول "تشويش" طرأ على العلاقات بين البلدين، خلال الفترة الأخيرة، على خلفية ما أصبح يعرف بـ(بضريبة 13 دولارا)، التي أقرها الجانب التونسي على العربات الجزائرية التي تدخل تونس، ودفع الخلاف حول الضريبة السلطات الجزائرية إلى إقرار المعاملة بالمثل، لكنها أبقت على الأبواب مفتوحة لإيجاد تسوية، بما يشير إلى أن ما حصل هو مجرد (سحابة صيف) كما يقال، وأن تشابك ومتانة العلاقات بين البلدين لا يكمن أن تتأثر، بالنظر لطابعها الاستراتيجي، الذي تأكد مع التحديات الأمنية، والجيو إستراتيجية سواء في المنطقة أو خارجها والتي تشغل البلدين.
وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، في وقت سابق "إن الدولة الجزائرية قررت التعامل بالمثل مع المواطنين التونسيين ومواصلة المشاورات مع السلطات في البلاد من أجل إلغاء هذه الضريبة المجحفة في نظرنا". وأشار ذات المسؤول إلى أن الجزائر تركت أبواب الحوار مفتوحة مع السلطات التونسية لمراجعة القرار.
وكانت الجزائر قد أجرت مشاورات، الشهر الماضي، مع الحكومة التونسية لإلغاء الضريبة بسبب احتجاجات الرعايا الجزائريين الذين أغلقوا، في أوت الماضي، معابر حدودية برية بين الجزائر وتونس، احتجاجا على الضريبة التي تقدر بما يعادل 13 دولارا أمريكيا على كل مركبة.
ووفقا لإحصاءات رسمية، فإن ما يقارب 2 مليون جزائري يدخلون تونس سنويا لأغراض السياحة والعلاج خاصة في فصل الصيف، ولا يستبعد أن يكون التنسيق الأمني في محاربة الإرهاب أبرز محور سيتطرق له الوفد التونسي مع نظيره الجزائري خاصة تطورات الوضع في ليبيا.
وللإشارة، فإن هناك تنسيقا وثيقا بين كل من تونس والجزائر تجاه التسوية في ليبيا، حيث إن الطرفين يستبعدان اللجوء إلى تدخل عسكري، أو الانحياز لطرف دون آخر، إضافة إلى وجود قناعة مشتركة بأن ما يحصل في ليبيا له تداعيات مباشرة على الأمن القومي للبلدين.
 
إكرام. س

من نفس القسم الوطن