الوطن

تقرير: أحداث 5 أكتوبر 88 تبخرت بعد أن تبنتها القوى السياسية !!

لم يستبعد تكرارها في الوقت الراهن

 

رأى تقرير جديد للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن "أحداث 05 أكتوبر 1988 صنعها شباب ولم تكن أي جهة سياسية كانت تقودهم، كما تحاول بعض القوى السياسية تزييف تاريخ أحداث أكتوبر 88 بعدما ركبوا الموجة على دماء أرواح شهداء"، مؤكدة أنه "يتوجب على السياسيين أن يأخذوا الدرس والعبرة من هذه الأحداث، وأن يدرك الجميع بأن الظلم وغياب العدالة يقودان مباشرة إلى الأحداث الدامية التي لا تحمد عقباها".
ودقت الرابطة الجزائرية، في تقرير لها نشرته أمس وتلقت "الرائد" نسخة منه، ناقوس الإنذار تجاه المشاكل الكبرى التي يعانى منها الشعب الجزائري، من انهيار القدرة الشرائية والسياسات الشعبوية والمكرسة للتهميش والتفقير والإقصاء المفروضة على رقاب الفئات المحرومة والكادحة من الشعب الجزائري، خصوصا أن الحكومة الجزائرية لم تضع حلولا لاجتناب الأزمة جراء انهيار سعر البترول، سوى إقرار زيادات على المواد الاستهلاكية"، مؤكدة أنه "سوف يشكل حافزا قويا ومبررا مشروعا للاحتقان الاجتماعي وخروج فئات واسعة من المجتمع الجزائري للتظاهر في الشارع، وكفيلة بإحداث انفجار وشيك"، محذرة أن "الاستمرار بهذه السياسة ينذر بكارثة اجتماعية في الجزائر، ما يؤكد أن ملامح شرارة أحداث أكتوبر 88 هي نفسها التي تعيشها الجزائر في سنة 2016"، داعية السلطة لأن "تأخذ لتلك الأحداث الدامية لسنة 1988 درسا يجب الاعتبار منه ليس من طرف الشعب الذي يطالب بحقوقه، بل من طرف النظام الذي ينبغي أن يدرك بأن الظلم وغياب العدالة يقودان مباشرة إلى الكوارث والفقر الاجتماعي والتخلف"، كاشفة أن "مكاسب الديمقراطية تراجعت كثيرا منذ 1988، فالدولة أصبحت تمنع تنظيم المظاهرات في الشوارع لاسيما في الجزائر العاصمة، كما أصبح أيضا من الصعب تأسيس جمعية وطنية جديدة، خاصة إذا كانت تدافع عن القيم الديمقراطية والحرية أو تعارض سياسة الحكومة".
وأفادت الرابطة بأن "السلطة لن ترضى بأن يكون هناك هوية واضحة للمجتمع المدني، لأن من شأن ذلك أن يوسّع دائرة المحاسبة ومراقبة تنفيذ السياسات التي تنتهجها الحكومة بتواطؤ مع الأحزاب، الموالاة أو المعارضة، تحت الطاولة على حساب الشعب الجزائري"، مؤكدة للرأي العام الوطني أن "الانتفاضات تنشب عندما يحصل فراغ نضالي في المجتمع المدني وتغيب فيه القيادات التي تؤطر أي حراك سلمي، ما أنتج عندنا في الجزائر انفصال الطبقة السياسية عن المجتمع المقصود به التفاعل، إذا لم يكن هناك تفاعل شعبي مع الواقع السياسي، لا معنى للعمل السياسي بل لا وجود له"؛ مشيرة أن "الاهتمام الجماهيري حاصل، ولكنه يظهر في شكل تجاهل للحياة السياسية عندما تشعر الجماهير أنها غير معنية بما يفعله السياسيون، لاسيما عندما يغيب السياسي عن مسرح الحياة ولا يحضر إلا مع المواعيد الانتخابية/، حينئذ يزداد الجمهور زهدا في الحياة السياسية ويضعف اهتمامه احتجاجا على الممارسة السياسية، وليس تجاهلا للحياة السياسية وما تتطلبه"، مذكرة أن "المشهد السياسي في الجزائر أصبح يسير عكس ما تقتضيه الظروف الديمقراطية، ولا يواكب سرعة الحراك الشعبي إذا لم يكن هناك تفاعل شعبي مع الواقع السياسي".
هني. ع 

من نفس القسم الوطن