الوطن

السراج في زيارة طمأنة وتشاور مع الجزائر بعد لقاء باريس

بعد أن عملت باريس على إقصاء الجزائر من مؤتمر ليبيا الأخير

 
  • مساهل: الجزائر تعارض أي تدخل أجنبي في الشؤون الليبية
 
حرص رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي، فائز السراج، على طمأنة الجزائر من جهة والحفاظ على نهجها في دعم المسار السياسي للتسوية في ليبيا، بعد أن حاولت باريس، في لقاء حول ليبيا احتضنته أمس، إبعاد الجزائر من الحضور نتيجة عدم التوافق في الرأي، خاصة في مقاربة الحل التي اعتمدتها الجزائر مع مختلف الأطراف الدولية، وبدرجة كبيرة تلك المتعلقة بالتدخل المباشر في ليبيا، من منطلق أن الجزائر لا ترغب في التورط في أي عمل عسكري من شأنه أن يزيد من التأزيم في المنطقة، وليس هذا الرفض الأول الذي تتلقاه باريس من الجزائر بعد تدخلها في شمال مالي ورفض الجزائر له، والذي برهن في الأخير على عدم جدية أي مسعى يرتكز على الوجود العسكري.
وعملت باريس، أمس، على جمع الدول العربية المتماشية مع مقاربتها، على غرار مصر والإمارات اللتين تدعمان اللواء المتقاعد خليفة حفتر والمتورطين في عرقلة حكومة الوفاق الوطني وجهودها في محاربة داعش والإرهاب من جهة، وفي بسط نفوذها وهيمنتها على كامل التراب الليبي من جهة أخرى، حيث تعمل على الاستفادة من ترتيب المشهد الليبي والتمكن من كل الصفقات في إعادة بناء ليبيا، وبدرجة أوسع موضوع النفط الذي يعتقد أن حفتر لم يتحرك مؤخرا للسيطرة على أبرز حقوله إلا بإذن من باريس التي تحاول أن تكرر قانون جاستا الأمريكي حول السعودية بنسخة أخرى حول ليبيا، وتستفيد من كل الأموال الليبية وحتى الاستثمارات المستقبلية.
وأشاد فائز السراج، مباشرة بعد وصوله إلى الجزائر، في زيارة رسمية تدوم يومين، على التأكيد من مطار هواري بومدين، أمس، بدور الجزائر ودعمها المستمر لليبيا. وأوضح السراج، في تصريح للصحافة قائلا: "نقدّر دور الجزائر ودعمها المستمر لليبيا في السنوات والعقود الماضية"، وبعدما أشار إلى أن زيارته إلى "بلده الثاني الجزائر، جاءت بدعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال"، قال أن هدفها "تشاوري حول الوضع الليبي"، مبديا أمله في أن "تتوج هذه الزيارة بنتائج إيجابية"، كما نأمل، يضيف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، "الخير والسلام والأمن للبلدين".
وتحادث الوزير الأول عبد المالك سلال مع فائز السراج بحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، ووزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي. وسيتطرق رئيس المجلس الرئاسي الليبي، خلال هذه الزيارة، إلى "تطور الوضع والجهود الجارية في إطار التسوية السياسية للأزمة في ليبيا"، كما ستكون هذه الزيارة، أيضا، فرصة لـ"تأكيد موقف الجزائر الدائم الداعم لديناميكية السلم التي تمت المبادرة بها في هذا البلد، القائمة على الحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية في إطار احترام السيادة الوطنية".
 
مساهل: الجزائر تعارض أي تدخل أجنبي في الشؤون الليبية
وفي الملف الليبي دائما، أكد وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، أن استقرار ليبيا هو مسألة حيوية للجزائر، وأن الجزائر تعارض أي تدخل أجنبي في الشؤون الليبية. ومن جهة أخرى، أفاد مساهل بأن الجزائر ليست لها مصالح اقتصادية في ليبيا أو جالية، لكنها تسعى لضمان مصالح ليبيا من منطلق حسن الجوار، مؤكدا أن الجزائر ضد تعدد المبادرات لحل أزمة ليبيا، "ونحن مع مبادرة واحدة وهي الحوار والمصالحة بين الليبيين".
وقال المتحدث، خلال الندوة الصحفية التي أجراها أمس، رفقة وزير الخارجية الليبي، محمد الطاهر سيالة، بفندق الأوراسي بالعاصمة، "إن منطقتنا مستهدفة بالإرهاب والمخدرات والهجرة غير الشرعية، وهذا يحتاج إلى استقرار كل المنطقة".
من جهته، أكد مفوض وزارة الخارجية الليبية، محمد الطاهر سيالة، أن زيارة سراج إلى الجزائر تعتبر ناجحة، وتهدف لتوطيد وجهات النظر، مؤكدا أن المدعوين إلى اجتماع فرنسا هم الفاعلون في الأزمة الليبية لكن بشكل سلبي. وأشار ذات المتحدث إلى أن باريس استبعدت الجزائر من الاجتماع الذي يجرى على أراضيها بسبب مواقف الجزائر الثابتة، والتي تهدف إلى عدم المساس بوحدة ليبيا ومعارضة أي تدخل أجنبي، كما أضاف أن ليبيا طلبت من الجزائر تسليمهم ورقة طريق حول المصالحة الوطنية والوئام المدني لتجسيدها في ليبيا والاستفادة منها.
خولة بوشويشي
 

من نفس القسم الوطن