دولي

جيش الاحتلال يجري تدريبات على القتال في الأنفاق

استعدادا لمواجهة "حماس"

 

كشف تقريران صحافيان، نشرا في "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة حركة "حماس" في حال أطلقت دولة الاحتلال عدواناً جديداً ضد المقاومة وفلسطينيي غزة، وهي استعدادات تبدأ، كما يشير التقرير في "يديعوت أحرونوت"، بنشاط وحدة مجندات من المدرعات في إدارة ومراقبة أجواء غزة، بواسطة سرب من الطائرات بلا طيار، تصل دقتها لغاية مراقبة ورصد تحركات الأفراد من قيادات وعناصر "حماس"، وتحديد مكانهم، وتختتم بالتدريبات الجديدة التي يقوم بها الجيش على القتال تحت الأرض وفق تقرير "هآرتس".

ففي تقرير مطول تحت عنوان "الاستعدادات تبدأ تحت الأرض"، يكشف المحلل العسكري، عاموس هرئيل، عن أن قائد القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنرال أيال زمير، دشن الأسبوع الماضي نفقاً حفره جيش الاحتلال، تحت قاعدة تدريبات لواء "الناحال" في النقب، وهو نفق حفر تحت بلدة تحاكي في أزقتها ومبانيها بلدة فلسطينية، أو مخيماً في قطاع غزة. وظيفة هذا النفق الإسرائيلي هي توفير موقع ميداني للقتال تحت الأرض، داخل نفق هجومي لـ"حماس" في حال اندلاع مواجهة عسكرية، بحيث يتم نقل القتال إليه بدلاً من انتظار وصول عناصر "حماس" منه إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود. ويهدف التدرب على القتال في النفق إلى توفير فرصة للجنود لمحاكاة قتال حقيقي في الأنفاق، حيث تقل كمية الأوكسجين ويصعب التنفس، وسط قتال في ظلام دامس، وذلك بموازاة القتال فوق الأرض، والتدرب على سبل احتلال منطقة مأهولة بالسكان، وتملك شبكة من البنى التحتية تحت الأرض، وإن كان الجيش، بحسب هرئيل، يفضل عدم الوصول إلى حالة يطبق فيها هذا النوع من القتال فعلياً في ساعة الصفر. ويتحدث هرئيل، والذي أتاح له الجيش كما يفهم من التقرير فرصة التواجد خلال هذه التدريبات، عن الفجوة الكبيرة بين استعدادات الجيش الإسرائيلي، قبل عدوان "الجرف الصامد"، وبين الاستعدادات والتدريبات الحالية، بما يوحي باستخلاص العبر من الفشل والإخفاق الإسرائيلي في العدوان الأخير على غزة.

ويقول هرئيل إنه تم بناء قرية للتدريبات، ومن الواضح أنها صممت بما يجمع بين طبيعة البلدات والقرى التي يتحصن فيها "حزب الله" في جنوب لبنان، وبين مزايا البناء في قطاع غزة، مع إضافة مواقع أو "مقر قيادة عمليات" فيه غرفة لقيادة وإطلاق الصواريخ الموجهة والصواريخ المضادة للدبابات. ويأتي بناء القاعدة للتدريبات، التي تحاكي القتال في المناطق المبنية والمأهولة بشكل كبير، طبقاً لتعليمات رئيس أركان الجيش الحالي، الجنرال غادي أيزنكوت، كجزء من عبر الحرب الأخيرة على غزة، خاصة وأن أيزنكوت كان قد أعلن العام 2016 عام الحرب على الأنفاق الهجومية لحركة "حماس"، واعتبارها المهمة الأولى للجيش الإسرائيلي. ويتم التركيز في هذا المجهود، كما يقول هرئيل، على الجانب الدفاعي المتمثل في رصد وكشف الأنفاق الهجومية والسعي إلى هدمها.

وكان جيش الاحتلال قد قام بعمليات هدم مكثفة على امتداد الحدود مع قطاع غزة، عندما نشر عشرات آليات الحفر الثقيلة، مع ترديد مقولة عن الوصول إلى حل تكنولوجي لتحديد موقع الأنفاق، حيث أعلن الجيش عن هدم نفقين هجوميين، وذلك بالتوازي مع إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية عن وضع خطة لبناء ساتر في باطن الأرض، يقوم على بناء جدار إسمنتي بعمق عشرات الأمتار، لاعتراض عمليات حفر الأنفاق، وحفر خنادق تغمرها المياه وراء هذا الساتر الإسمنتي، مع وضع دراسة حول كلفة هذا المشروع، قدرت بـ2.7 مليارَي دولار، يقول هرئيل إنه تم رصد مبلغ صغير منه. وكانت وزارة الأمن الإسرائيلية قد أعلنت مؤخراً أنها على وشك إعلان مناقصات تكون مفتوحة أمام شركات بناء دولية للمشاركة في هذا المشروع.

في المقابل، يقول هرئيل إن الجيش يعكف، إلى الجانب الدفاعي، على تطوير وتعديل خططه الهجومية، مع وضع خطط ميدانية مفصلة للقتال في مناطق ومناطق "مركبة" توجد فيها مناطق سكنية مأهولة، وتحتها شبكة أنفاق، وذلك من خلال دمج عدد أكبر من القوات الهندسية والآليات اللازمة للقتال في مثل هذه المواقع. وبحسب الجنرال زمير، فإنه في حال سعت "حماس" إلى استدراج الجنود الإسرائيليين إلى داخل هذه الأنفاق، وعلى عمق كبير، حيث يفقد جيش الإحتلال كل امتيازاته، فإن التعليمات تقضي في مثل هذه الحالة بتحويل هذه الأنفاق إلى مصيدة لعناصر "حماس" وتفجيرها بهم.

 

 

 

أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي