الوطن

تقرير أمريكي يشيد بدور الجزائر في محاربة التطرف والإرهاب

ركز على ما جاء في ميثاق السلم والمصالحة

 
  • داعش استقطب 7 آلاف تونسي، 1500 مغربي وأقل من 200 جزائري
 
رأى تقرير دولي أن الجزائر تعتبر البلد الأقل تعرضا في العالم للتجنيد الإرهابي، بالرغم من جوارها الجغرافي مع مناطق تضررت من ظاهرة التطرف والإرهاب. وكشف التقرير الأمريكي أن الجزائر تعد البلد الوحيد القريب من منطقة التوتر ولم يتمكن تنظيم "داعش" من تجنيد مقاتلين منها. وأوعز التقرير هذه المسألة إلى أسباب عدة، أبرزها تلك التي جاءت في ميثاق السلم والمصالحة والعشرية الدامية التي مرّت على الجزائريين، وكذا الخطط الأمنية التي أثبتت نجاعتها في محاربة الإرهاب. كما رأى ذات التقرير أن الجزائر بلد استثمر بقوة في المؤسسات الأمنية، وهو ما أتى بهذه النتائج الآن. وعن عدد الجزائريين الذين التحقوا بالتنظيم، أشار ذات المصدر إلى أن عددهم لا يتجاوز الـ 200 عنصر، في حين يقدر عدد المنخرطين في التنظيم من دول الجوار بالآلاف، فتونس مثلا يقدر عدد المنخرطين في التنظيم منها بـ 7 آلاف، فيما يقدر عدد المغاربة بـ 1500 شخص.
التقرير الذي سلطت عليه شبكة "إيرين" الإنسانية الضوء، قال أن المجموعة الإرهابية للتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "داعش"، والتي تطلق حملة أسمتها تجنيد مقاتلين في العالم في دولة إسلامية، لم تتمكن من تجنيد مقاتلين في الجزائر على الرغم من قربها الجغرافي من المناطق المعرضة للتطرف وماضيها بالأحداث. كما أضاف أن الجزائر تعد أقل عرضة للجماعات المتطرفة من حيث التجنيد، على عكس المغرب وتونس وجيرانها المباشرين. واعتبر ذات المصدر أن أكبر بلد في إفريقيا، الجزائر التي يقطنها نحو 40 مليون شخص، استفادت من تجربتها أثناء العشرية السوداء إبان انتشار مقاتليها في أفغانستان، وكذا الأحداث التي عاشتها الجزائر، فكل الجزائريين واعون بخطورة الإرهاب والتطرف، وهذا يعد من الأسباب التي منعت دخول "داعش" الجزائر.
وبلغة الأرقام، قال ذات المصدر أن تونس احتلت صدارة الدول الأكثر تجنيدا من قبل داعش، إذ جند ما بين 6000 و7000 مواطن ضمن مقاتلي داعش للانضمام للجماعات المتطرفة في كل من سوريا والعراق، فيما تم تجنيد ما بين 1200 و1500 مواطن مغربي، بينما تم تجنيد نحو 200 من الجزائر وتم تصنيفهم على أنهم من بقايا الجماعات الإرهابية التي تم تجفيف منابعها أيام العشرية السوداء.
وخلص التقرير ذات إلى أنه "للوهلة الأولى هذا الرقم يمكن أن يكون مفاجئا بالنسبة لبلد إفريقي عظيم عرف عشرية من الإرهاب، لكن بعد مرور 15 سنة، يبدو أن التطرف أصبح أقل استقطابا في الجزائر"، حسبما لاحظته الشبكة الإعلامية التي كانت تابعة إلى الأمم المتحدة والحائزة على عدة جوائز.
 وتساءل صاحب التحليل، جيني غوستافسون، قائلا "هل أخذت الجزائر لقاحا ضد داعش؟". وحسب ذات الخبيرة، فإن سبب فشل داعش في الجزائر يكمن أيضا في كون البلد استثمر كثيرا في قواته الأمنية، حيث تقوم الجزائر بـ"مهمة كبيرة" بإبقاء المراقبة على طول حدودها الشاسعة مع مالي وليبيا، حسب غانم يزبك، التي أشارت إلى أن البلد حاليا يعد رائدا في إفريقيا في مجال قدرات التسلح وقواته الأمنية التي تفوق بكثير قوات المغرب وتونس وكذا فرنسا. وأكدت أن "الجيش الجزائري أصبح قوة هامة إذا أضفتم إلى ذلك قوات الشرطة والدرك وفروع الاستعلام، بحيث جنبوا العديد من الجزائريين مد يدهم إلى جماعات مثل داعش".
كما تطرق صاحب التحليل إلى "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي ساهم في إعادة إدماج المغرر بهم داخل المجتمع، وكذا إلى الأعمال التي قامت بها الحكومة من أجل محاصرة السلفية الراديكالية"، مذكرا "بإنشاء النقابة الوطنية للأئمة التي تعد درعا لصد الأيديولوجيات الدينية المستوردة".
خالد. ش

من نفس القسم الوطن