الوطن

فرنسا تعزل جماجم قادة المقاومة الشعبية في خزائن بعيدا عن أنظار العالم

تزامنا مع عودة الحديث عن هذا الملف بشكل رسمي بين الجزائر وباريس

 

قالت تقارير إعلامية فرنسية أمس أن السلطات الفرنسية قامت مؤخرا بنقل 36 جمجمة تعود لقادة المقاومة في القرن التاسع عشر، وأخفتها في خزانة حديدية، ولم توضح هذه المصادر أسباب ذلك غير أنها ربطتها بالحراك الذي بدأ يتشكل في الآونة الأخيرة حول المطالبة بصفة رسمية من باريس بإعادة هذه الجماجم التي تحتفظ بهم باريس بصورة غير أخلاقية في معرض بمتحف الإنسان بباريس حيث وحسب تصريحات وزير المجاهدين الطيب زيتوني فإن مصالحه قد باشرت إجراءات المطالبة من أجل استرجاع رفاث وجماجم شهداء المقاومة الشعبية على رأسهم الشيخ بوزيان والشيخ الشريف ببوبغلة ومحمد بن هعلال بن مبارك الذراع الأيمن للأمير عبد القادر، وأفاد زيتوني في رده على سؤال كتابي وجهه رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف حول تدابير استرجاع رفات شهداء الجزائر المحفوظة بمتحف الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس: إنني على مشاطرتكم لنا الاهتمام بتاريخنا والحرص على الدفاع عن ذاكرة رموز المقاومة الشعبية فإني يشرفني أن أحيطكم علما أن ملف استرجاع رفات وجماجم شهداء المقاومة المحفوظة بمتحف الانسان بباريس قد أدرج ضمن الملفات موضوع المباحثات مع الطرف الفرنسي   وأضاف وزير المجاهدين: وقد تم التكفل به بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الخارجية وسفارة الجزائر بباريس التي باشرت اتخاذ الإجراءات المتصلة بالموضوع.
وقال التقرير أن السلطات الجزائرية رفضت الحديث إلى القناة الفرنسية بشأن مصير هذه الجماجم وإن كانت قد تقدّمت لنظيرتها الفرنسية بطلب لتسليمها ودفنها في الجزائر بما يليق بها، وتوجد الجماجم هذه معزولة عن أزيد من 18 ألف جمجمة وضعتها فرنسا في متحف الإنسان في باريس، وقال ذات المصدر إن 500 جمجمة فقط تم التعرف على هويات أصحابها، بينها جماجم الـ 36 قائدا جزائريا قتلوا ثم قطعت رؤوسهم من قبل قوات الاستعمار الفرنسي في أواسط القرن التاسع عشر " ونظرا للجدل حول هذه الجماجم التي تمثل جزءا من تاريخ الجزائر، عزلت في خزائن بعيدا عن مرأى العموم"، وقال الأستاذ في جامعة سيرجي بونتواز في ضاحية باريس الغربية إبراهيم سنوسي، صاحب عريضة تطالب بإعادة هذه الجماجم للجزائر وجمعت 30 ألف توقيع، إن استعادتها ليست " لأغراض انتقامية ولكن الهدف منها إنارة التاريخ بالحقيقة".
ومعروف أن القضية التي أثارت الرأي العام في الآونة الأخيرة جاء تحريكها حين طالب ستة عشر مؤرخا ومفكرا فرنسيا وجزائريا جويلية الماضي فرنسا بإعادة جماجم المقاومين الجزائريين المحتفظ بها في متحف الإنسان بباريس "للتذكير بتاريخ الاستعمار"، في مقال نشرته يومية لوموند تحت عنوان "ماذا تفعل رؤوس المقاومين الجزائريين في متحف الإنسان " أكد الموقعون على المقال من بينهم محمد حربي و بنجامين ستورا و أوليفيي لوكور غراندميزون و جيل مانسيرون و آلان روشيو على إرادتهم في "المساهمة من أجل تسليط الضوء على إحدى الصفحات المظلمة من تاريخ فرنسا".
وأعربوا في هذا السياق عن دعمهم لنداءات المواطنين الجزائريين الداعية إلى استجاع رفاة الشهداء "حتى يتم تخصيص قبور تليق بمقامهم" مذكرين بالتفاصيل التاريخية لثورة الزعاطشة ضد الاحتلال الفرنسي، واعتبر الموقعون على المقال أنه من "الضروري" تعميم العريضة التي أطلقها سنة 2011 المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي صاحب هذا الاكتشاف و تلك التي بادر بها مؤخرا ابراهيم سنوسي مذكرين بسبب وجود رفاة بمتحف باريسي انطلاقا من تاريخ أحدهم : جمجمة الشيخ بوزيان قائد ثورة الزعاطشة سنة 1849"، وأضافوا أنه "بعد معركة ضارية تكبد فيها الفرنسيون خسائر كبيرة تم غزو الواحة" مشيرين إلى أن مقاومو الزعاطشة لم يحاولوا أبدا الفرار بل استشهدوا وهم يحملون السلاح في وجه العدو.
 
إكرام. س

من نفس القسم الوطن