الوطن

سلال لقادة دول أوبك: أتركوا الصراعات جانبا ولنتنازل لضبط أسعار النفط التي تعصف باقتصادنا !!

وجه خطابة للبلدان المشاركة في الاجتماع غير الرسمي للأوبك اليوم

استمات أمس الوزير الأول عبد المالك سلال في الدفاع عن خيار تثبيت أنتاج النفط داعيا الدول المشاركة في منتدى الطاقة بالجزائر وكذا الاجتماع غير الرسمي لمنتجي النفط لترك الحساسيات والصراعات جانبا والتنازل من أجل ضبط سوق النفط باعتبار ان الوضع الحالي للسوق النفطية غير مريح لجميع دول العالم سواء المستهلكين أو المصدرين.

وأكد الوزير الأول، في كلمة القاها خلال افتتاح منتدى الطاقة أمس بقصر المؤتمرات أن اجتماع الجزائر محطة استثنائية وهامة في طريق معالجة أهم رهانات الأزمة البترولية، موضحا أن دول العالم بحاجة للحوار للتصدي ومواجهة الرهانات الإقليمية والدولية في جميع المجالات. وأشار سلال إلى أن الوضع الحالي للسوق النفطية غير مريح لجميع دول العالم سواء المستهلكين أو المصدرين، ما يستدعي تجاوز جميع الحساسيات والخلافات السياسية، مضيفا أن الجزائر استطاعت أن تحافظ على توازناتها المالية ومقاربتها الاجتماعية رغم انهيار أسعار النفط، وهي الأن تناضل من أجل ايجاد حل لاستقرار أسعار البترول، داعيا إلى عدم الاستسلام والنّظر للمستقبل بتفاؤل وإصرار.

وقال الوزير  في محاولة منه لتليين مواقف الدول التي ستشارك في الاجتماع اليوم أنه "لم تظهر هذه الحاجة إلى الحوار و التفاهم المتبادل بصفة ملحة أكثر  من بداية القرن الحالي الذي يشهد مفارقة عجيبة"، موضحا انه "من جهة نجد معرفة  كاملة برهانات العالم و تحدياته و سرعة غير مسبوقة في تنقل الأشخاص و المعلومات  و قدرات بشرية بلغ تطورها الذروة و في مقابل ذلك نسجل عجزا محبطا على إفشاء السلام و انتشال شعوب كاملة من البؤس و إعادة بعث الاقتصاد العالمي الذي يواجه صعوبات مزمنة و تشييد بيتنا المشترك كي نتركه في حالة مقبولة لأبنائنا". وتابع قائلا "في هذا العالم المضطرب والغامض الأفق علينا رفض الاستسلام والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وإصرار"، مؤكدا أن المنتدى "رسالة أمل ستساهم بالتأكيد في دفع مناخ الثقة" لأن الأمر--كما قال--يتعلق باجتماع هام من شأنه توضيح الرؤية ودعم استقرار الاسعار ورفع نمو الاقتصاد العالمي ومن ثم العمل من اجل رفاهية سكان العالم.

وأبرز سلال بنبرة تحذيرية أن هذا الاجتماع ينعقد والسوق البترولي "يدخل سنة ثالثة من الانكماش والتدهور الكبير" للأسعار بسبب الاختلال المزمن بين العرض والطلب، مشددا على أن هذا الوضع "لا يخدم مصالح أي دولة في العالم". مؤكدا وجوب أن يتمكن المنتجون من عرض سلعهم في "إطار مستقر يضمن عائدا كافيا لتغطية استثماراتهم وتنشيط النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية"، مضيفا أنه من جهة اخرى "سيؤمن المستهلكون تموينهم على المدى المتوسط والبعيد إذا انتهجوا سياسة طاقة واضحة تسمح للمنتجين بتحديد أحسن لاستثماراتهم وتجنب تقلبات سوق غير ناضج". وأشار الوزير في ذات السياق أنه "يجب على الفاعلين الرئيسيين في مجال الطاقة الوصول إلى اتفاق حول مستويات الانتاج على نحو يسمح بتقويم مستدام للأسعار".

من جهة أخرى عرج سلال عن جهود الجزائر لتجاوز أزمتها النفطية مشيرا أنه تم في إطار النموذج الجديد للنمو الانطلاق في اصلاحات "من شأنها تقريب أساليبنا في الإدارة الاقتصادية من المعايير الدولية فيما يتعلق بالنجاعة والترشيد" مع بناء إجماع وطني حول ضرورة تنويع الاقتصاد الوطني نحو خلق الثروة وربطه بالاقتصاد العالمي. وأكد سلال أن الجزائر ستواصل تطوير مختلف مواردها من الطاقات الأحفورية والمتجددة وكذا قدراتها من النجاعة الطاقوية في إطار انتقال مؤطر يولي أهمية خاصة للطاقات النظيفة مثل الغاز الطبيعي.  وشدد الوزير الأول على وجوب تطوير الإمكانيات العالمية الهائلة من الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية لخدمة نمو اقتصادي مستدام وانتقال طاقوي جاد متكيف وتدريجي.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن