أكد أمس الخبير الطاقوي بغداد منذوش أن منتدى الطاقة الدولي في طبعته الـ15 الذي يعقد اليوم بالجزائر سيكون مهما للجزائر والدول المشاركة للتشاور والحوار حول عدة مواضيع أبرزها موضوع الانتقال الطاقوي الذي أعتبره بغداد في حوار مع "الرائد" يمثل أولوية للبلدان الكبرى من أجل التخلص من التبعية للبلدان المنتجة وهو ما أوصت به قمة المناخ المنعقدة في فرنسا مشيرا أن الجزائر وباقي الدول النامية تواجهها مشكلة في تمويل برامج هذا الانتقال نحو الطاقات المتجددة خاصة في ظل الانخفاض الذي تعرفه أسعار النفط وهو ما يفسر تركيز الجزائر على ضبط الأسعار اكثر من أي هدف أخر.

 

 

أكيد أن المنتدى المنعقد اليوم يكتسي أهمية كبيرة باعتباره سيكون فضاء للتشاور والحوار في مسائل طاقوية مهمة في ظل وضع خطير ومتاعب بالجملة تعيشها الدول المنتجة للنفط بسبب انهيار الأسعار، ورغم أنو الموضوع الرئيسي للمنتدي وهو الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة لا علاقه له بأزمة النفط ألا أن أي توصيات سيخرج بها المنتدي تدعو للتعجيل بالانتقال الطاقوي على مستوى البلدان المشاركة خاصة بعد توصيات قمة المناخ الـ21 بباريس العام الفارط، والمخاوف التي أثارها رئيس قمة المناخ الـ21 بشأن تأخر الشروع في تنفيذ مقررات القمة التي أوصت بالتوجه نحو الطاقات المتجددة سيكون في صالح البلدان التي تعاني من التبعية للمحروقات سواء البلدان الكبرى التي تريد التخلص من التبعية للبلدان المنتجة أو البلدان التي يعتمد اقتصادها على مداخيل النفط كالجزائر.

 

 

الجزائر تملك أمكانيات هائلة غير مستغلة في الطاقة المتجددة فإجمالي استعمال الطاقات المتجددة في الجزائر لا يتجاوز 2 بالمائة بينما الهدف المسطر أفاق 2030 هو 35 بالمائة وأكيد أن التوجه نحو هذه الطاقة سينعش الاستثمار وينشأ قاعدة صناعية جديدة تساهم في نسب النمو والاهم من ذلك ان الجزائر ستتخلص من التبعية للمحروقات وسوق الأسعار المتذبذب حاليا.

 

 

بباسطة بسبب نقص في التمويل في برامج الطاقات المتجددة خاصة بالنسبة للبلدان التي تخوض التجربة حديثا خاصة، عند معرفة المبلغ الذي تم إنفاقه من مجموع 100 مليار دولار التي خصصتها الدول الغنية للدول الفقيرة لتنفيذ مقررات قمة المناخ الأخيرة. المبلغ الذي أنفق لم يتجاوز 10 مليار دولار، وهو مبلغ تم توجهيه لبعض الدول المنخرطة في برنامج الطاقات المتجددة على غرار المغرب وتونس، فيما توقفت إسبانيا عن دعم الطاقة الشمسية، وهو ما يعد تعطيل للبرامج، كذلك الأمر بالنسبة للجزائر فتنفيذ برامج الطاقات المتجددة يحتاج أموال طائلة وبرامج تكوين وصناعة خاصة بهذه الطاقات فضلا عن برنامج دقيق ومراحل لتنفيذ ذلك وهو مالم تستطع توفيره الحكومة بالقدر الكافي حاليا خاصة في ظل الازمة التي يعيشها الاقتصاد ونقص التمويل بسبب انهيار أسعار النفط وهو ما يفسر تركيز المسؤولين في الجزائر على ضبط أسعار النفط أكثر من تركيزهم على مواضيع الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة والتكنولوجيا.

 

 

أكيد ان المنتدى سيكون فرص لممثلي الشركات الطاقة في الجزائر على راسها سونلغاز وسوناطراك لتبادل الخبرات مع شركات اجنبية رائدة ودول كانت سباقة في هذا المجال كما يمكن للطرف الجزائري الترويج للجزائر كوجهة استثمارية مهمة للطاقة البديلة خاصة مع المقومات الموجودة لكن الأهم من ذلك أن يخرج ممثلو هذه المؤسسات بروية استراتيجية لطريقة العمل غير الواضحة في مجال الطاقات المتجددة حيث نجد أن مؤسسة مثل سوناطراك لا تملك مخطط واضح لتكوير الطاقات المتجددة.

 

من خلال كل المعطيات المحيطة يظهر أن عملية الانتقال الطاقوي في هذه الاثناء هي عملية مؤجلة بسبب غياب سياسيات واستراتيجية مشتركة من طرف الدول المتطورة التي تفضل العمل على ضمان مصالحها قبل كل شيء، فبالنسبة للدول النامية، فإن الانتقال الطاقوي يحتاج إلى أموال طائلة، وإلى صناعة ناجعة، وبالنسبة للبلدان الكبرى فإنها تبحث عن مصالحها قبل كل شيء فبريطانيا مثلا شرعت في بناء 5 مفاعلات من الجيل الجديد للطاقة النووية، فيما تملك الصين أكبر برنامج للطاقة النووية في العالم فيما تخلت الولايات المتحدة عن مخططها لطاقة الرياح لصالح الطاقة النووية ما يعني أن أي قرارات وتوصيات سيخرج بها المنتدي ستبقي دون تطبيق على غرار التوصيات الصادرة عن قمة المناخ الـ21 بباريس.

سألته: س. زموش