الوطن

" ما سيأتي به قانون المالية لسنة 2017 سيزيد من ضغوطات الجبهة الاجتماعية "

الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في حوار مع "الرائد":

 

"التضامن بين أعضاء الحكومة مهزلة يجب وقفها"
تحركات سلطاني وأويحيى "لا حدث" في الساحة الوطنية
تأسف الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، للممارسات التي ينتهجها بعض الوزراء بالتضامن مع زملائهم في الحكومة، على غرار ما حدث مع الوزيرة بن غبريت والوزير الأول ضد الوزير نوري في قضية الوزير السابق عمار غول، وقال ذويبي أن "هذه الممارسات هي مهازل يجب وضع حد لها، والتعامل بجدية مع القضايا المطروحة"، وفي موضوع آخر، ذكر ذويبي أن "ما سيأتي به قانون المالية لسنة 2017 يزيد ضغوطات الجبهة الاجتماعية وقد تكون نتيجته انتفاضة المواطن البسيط".
 
في رأيكم لماذا كل هذه القراءات السياسية لأخطاء وقعت في كتب مدرسية؟
 
هذه الأخطاء ليست عادية وهي ظاهرة غير عادية نتيجة تهاون من وزارة التربية وعجز ولا مبالاة واستخفاف الحكومة، وما يحدث حاليا من تضامن بعض الوزراء مع وزيرة التربية وكذا ما حدث مع وزراء آخرين هي مهازل يجب وضع حد لها، والتعامل مع القضايا المطروحة بجدية.
من جهة أخرى، ما تضمنته هذه الكتب يبرز بشكل واضح وخطير ما يخفيه القائمون على قطاع التربية من قناعات وأيديولوجيات وتمريرها للأجيال الصاعدة، ففي العام الماضي ظهرت قضية التدريس باللغة العامية وفي كل مرة يحاولون التلاعب بعناصر الهوية الوطنية.
فالوضع يتطلب تدخل الجهات العليا في الدولة لتصحيح الأمور وفق الثوابت الوطنية.
 
الدخول المدرسي والاجتماعي كان هادئا، رغم تحذيرات الكثيرين من المعارضة، كيف تفسرون ذلك؟
 
أعتقد  أن الدخول الاجتماعي طغى عليه طابع معين وهدوء حذر لتزامنه مع عيد الأضحى، لكنه كان دخولا صعبا على الكثير من المواطنين والوضع المالي بلا شك بدأت تأثيراته تتجلى في حياة المواطن.
وهذا يؤكد أن المشاريع التي تم إلغاؤها أو تجميدها قد وضعت الخزينة العمومية في عجز.
 
بعد أيام قليلة يتم عرض مشروع قانون المالية لسنة 2017 على البرلمان، ماذا تتوقعون؟
 
من المفروض على الحكومة تقديم المزيد من الإيضاحات حول الرسوم والضرائب التي تنوي وضع زيادات فيها، فما نتوقعه نحن هو زيادة في مشتقات المحروقات وانعكاسات ذلك على عدة قطاعات أخرى، كما نتوقع أن تلجأ الحكومة إلى تخفيض سعر الدينار مرة أخرى وتضخيم المداخيل وفاتورة الاستيراد، ما يؤثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطن وغلاء الأسعار.
ونحن نعلم أن الكثير من المواد الأساسية مستوردة من الخارج، ما يزيد من معاناة المواطن والمساس بالقدرة الشرائية.
 
هيئة التشاور والمتابعة ستجتمع قريبا، هل بدأت معالم اللقاء تتضح؟
 
بعد أن تم تجاوز الدخول الاجتماعي وعيد الأضحى، أعتقد أن أعضاء الهيئة سيعودون للنشاط وستكون هناك مشاورات واسعة ولقاءات في مستجدات الساحة الوطنية.
أما عن مضمون اللقاء المقبل لهيئة التشاور والمتابعة، فإن المذكرة التي نحن بصدد تحضيرها ستكون في شكل مقترحات حول أجواء الانتخابات القادمة (التشريعية والمحلية والرئاسية)، ونحن في حزب النهضة سجلنا ملاحظاتنا حول القانونين العضويين المتعلقين بنظام الانتخابات والهيئة العليا لمراقبة الانتخابات، وقلنا إنها تكرس المزيد من الغلق وتقييد الحريات، وان هاجس الانتخابات كان في السابق نزاهتها وحاليا صار المشاركة فيها.
كما سنطالب الحكومة بتوضيح نقاط الظل التي تضمنها القانونين وعدم استعمالها في الوقت الذي تراه هي مناسبا.
 
الكثير يقول أن حركة النهضة تبحث عن تكتل لدخول التشريعيات، هل هو دليل على ضعف الحركة خصوصا قيما يتعلق بجمع التوقيعات؟
 
التعاون والتحالف هو قناعة راسخة لحركة النهضة بالنظر إلى التحديات التي تعيشها الجزائر في الظرف الحالي، وهي إرادة الجميع وليس حركتنا فقط، ونحن نفضل العمل ضمن التكتلات والتحالفات السياسية من اجل التعاون بغض النظر عن الأيديولوجيات.
فالعمل المشترك وفق المبادئ أكثر فعالية، ودليل ذلك ما تقوم به هيئة التشاور والمتابعة في جمع أكبر عدد من الأحزاب باختلاف أيديولوجياتهم وبرامجهم السياسية.
 
هل فشل التكتل الأخضر في معاودة الكرة لدخول التشريعات المقبلة سيكون وبالا على الإسلاميين؟
 
التكتل الأخضر هو أمر ظرفي وسياق معين، وبطبيعة الحال يتغير هذا التكتل في سياقات أخرى وظروف مغايرة، نحن مبدأنا لا يتغير وهو الأهم، أما تغير الأطراف فأمر طبيعي.
وتقييم التكتل الأخضر يختلف وفق نظرة كل حزب لهذه التجربة وتقييم مناضليه لها.
وقد تبرز الأيام المقبلة توسيع التحالفات أو إنشاء تحالفات أوسع.
 
كيف تقرأون تحركات شخصيات سياسية مثل بلخادم في الأفلان، وأويحيى في الأرندي، وسلطاني في حمس، وتأثيراتها في المرحلة المقبلة؟
 
هي تحركات ضمن إطار حزبي ولا يمكن تعميمها أو قياس تأثيراتها على جهات أخرى، أما ما يتعلق بمستجدات ومتغيرات الساحة الوطنية فإنها تحتاج إلى الكثير من الجهد وتنسيق أعلى للخروج من الأزمة الحالية.
وبالتالي ما يحدث في هذه الأحزاب هو نوع من التفاعل السياسي والعمل النضالي، لكن يجب أن يكون ضمن احترام أخلاقيات العمل السياسي والأطر التنظيمية للأحزاب.
سأله: يونس. ش
 

من نفس القسم الوطن