الوطن

"قضية الحركى مشكل فرنسي - فرنسي لا يعني الجزائر"

الصحفي المؤرخ منتصر أوبترون، في تصريح ليومية "الرائد":

اعتبر المؤرخ منتصر أوبترون أن "ملف الحركى وقضيتهم حاليا هو مشكل فرنسي - فرنسي لا يعني الجزائر لا من قريب ولا من بعيد"، وذلك في تعقيبه على تصريح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس الأحد. وأضاف: "فرنسا تتلاعب بملف الحركى وكل الرؤساء منذ 1963 وعدوهم بفتح الأرشيف وإعطائهم حقوقهم كفرنسيين، لكن ذلك لم يحدث، بل عانوا التهميش والقهر في مخيمات الذل لعقود".

وقال أوبترون، في تصريح ليومية "الرائد"، أمس، إن "فرنسا لا تزال تتلاعب بملف الحركى منذ استقلال الجزائر، ومن باب التاريخ، الحركى هم ضحايا الاستعمار". وأضاف: "عندما يقول الرئيس الفرنسي إن الحركى عانوا التهميش والويلات لعقود، فلماذا لا يسارع إلى فتح الأرشيف وإعطائهم حقوقهم؟". واعتبر المؤرخ والكاتب الصحفي أن "ملف الحركى هو شأن فرنسي - فرنسي لا يعني الجزائر حاليا". وأضاف: "اليوم بعد أن صارت الجالية رقما مهما في العملية الانتخابية في فرنسا صاروا يتلاعبون بهم عبر وعود متجددة مع كل رئيس".

وعن الأرقام التي تحدثت عنها عدة جهات فرنسية، قال منتصر أوبترون إن "عدد الحركى حسب شهادات مؤرخين فرنسيين نزهاء لا تتجاوز 10 آلاف شخص غادروا الجزائر وعاشوا في مخيمات وغيتوهات، وتم تشريدهم وإهمالهم من قبل الحكومة الفرنسية". وفي رده على تصريح الرئيس الفرنسي بشأن الاغتيالات والمجازر التي حدثت عقب وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962، ذكر المؤرخ أن "الأرقام متضاربة وهي أقل بكثير مما تروج له الحكومة الفرنسية بقتل 150 ألف شخص ينتمون للحركى خلال شهر واحد فقط، إنه خطأ تاريخي وغير منطقي، لماذا لا تعترف فرنسا بقتل مليون ونصف ومليون شهيد جزائري خلال سبع سنوات ونصف في حين تقول إنه تم اغتيال 150 ألف حركي في مدة شهر؟".

وفي سؤال عن تأثير تصريح الرئيس الفرنسي على العلاقات الجزائرية الفرنسية خصوصا أنها تشهد في الوقت الراهن فتورا ملحوظا، قال الكاتب الصحفي منتصر أوبترون إن "هذا الملف لم يعد مؤثرا على العلاقات الثنائية بين البلدين، وهذا الملف هو مشكل فرنسي - فرنسي ومتزامن مع الحملات المتطرفة لليمين واليسار وبالتالي في الجزائر تعتبر لا حدث".

يونس. ش

 

من نفس القسم الوطن