الوطن

القطارات.. لم تعد وسيلة النقل الأكثر أمنا في الجزائر!

حوادث مميتة والمسؤولون يستنسخون نفس الأسباب في كل مرة

لم تعد القطارات في الجزائر وسيلة النقل الأكثر أمنا فخلال السنتين الماضيتين شهد قطاع النقل حوادث مميتة تسببت فيها القطارات وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى لتضاف حوادث القطارات هذه لحوادث المرور التي تحتل فيها الجزائر الصدارة ويبقي المسؤولون على القطاع في كل مرة يستنسخون نفس الأسباب ونفس السيناريوهات لهذه الحوادث دون اتخاذ قرارات جريئة ودون تحمل المسؤولية كاملة تجاه ظواهر أصبحت تبيد الجزائريين.

شكل الحادث الذي وقع مساء أمس الأول ببودواو أثر اصطدام خطير لقطارين لنقل المسافرين، والذي خلف قتيل واحد  واكثر من 190  فاجعة جديدة بقطاع النقل، حيث جاء هذا الحادث ليضاف لسجل بدأ يطول لحوادث القطارات في الجزائر التي عرفت خلال السنتين الماضيتين ارتفاع كبيرا ورغم أن هذه الحوادث ليست بالخطورة الشديدة كما يحدث في بلدان اخري كمصر والهند الا أنها تبقي تحصد أرواح العشرات من الجزائريين دون تحرك حقيقي للمسؤولين بقطاع النقل الذين في كل مرة يستنسخون نفس الأسباب والسيناريوهات فبين خلل تقني وخطأ بشري تبقي الحقيقية ضائعة والمسؤولية غير مضطلع بها . ومنذ العام 2003 سجل قطاع النقل بالقطار 12 حادثا خطيرا خلفت وراءها قتلى وجرحى؛ ففي 5 فيفري 2003 اصطدم قطاران لنقل المسافرين ببعضهما بالعاصمة وخلف الحادث 55 جريحا. وفي 15 فيفري 2009 وقع حادث اصطدام بين قطارين للمسافرين بعين النعجة بالجزائر العاصمة آحدهما قادم من وهران والآخر من محطة آغا وخلف 19 جريحا. أما في 21 أوت 2011 فاصطدم قطاران بين منطقة قورصو وبودواو ببومرداس، الأول لنقل البضائع والآخر خاص بنقل المسافرين، وكانت حصيلة الحادث قتيلين و20 جريحا، بينما وقع حادث اصطدام بين قطارين في جانفي 2012، أحدهما لنقل المسافرين قادم من الثنية باتجاه العاصمة والآخر محمل بالبضائع كان قد خرج من محطة آغا وخلف الحادث 17 جريحا. وعرفت سنة 2014 ثمانية حوادث انحراف للقطارات عبر شبكة السكك الحديدية للتراب الوطني أخطرهم كان حادث انحراف القطار الكهربائي الرابط بين الجزائر العاصمة والثنية عن خط سيره محطة حسين داي بقلب العاصمة في نوفمبر 2014 تسبب في 3 اشخاص وجرح 70 شخصا آخرا بالإضافة إلى حوادث صدامات بين قطارات وسيارات نقل أو شاحنات. ورغم هذا الارتفاع في حوادث النقل لم تسجل الحكومة والمسؤولون بوزارة النقل أي تحركات حقيقية عدا التعليمات التي تعطي بعد كل حادث بفتح تحقيق معمق إلا أن نتائج هذه التحقيقيات غالبا ما تكون نفسها.

هذا وقد نصب وزير الأشغال العمومية والنقل، بوجمعة طلعي، لجنة تحقيق إدارية للوقوف على ظروف وتحديد المسؤوليات في حادث الاصطدام بين قطارين لنقل المسافرين الذي وقع أمس السبت ببودواو بولاية بومرداس والذي أدى إلى مقتل شخص وجرح 78 اخرا. وأوضح بيان للوزارة أمس فانه "على اثر حادث السكة الحديدية الذي وقع يوم 24 سبتمبر 2016, على مستوى محطة القطار لبودواو، قام وزير الأشغال العمومية والنقل بتنصيب لجنة تحقيق إدارية باشرت عملها اليوم للوقوف على ظروف الحادث وتحديد المسؤوليات". وأشار بيان الوزارة إلى أن الجرحى الذين تم نقلهم إلى مختلف المؤسسات الاستشفائية قد التحقوا ببيوتهم بعد تلقيهم العلاج الضروري كما تم الشروع في أشغال رفع مركبات القطار وإعادة فتح خطوط السكة.

س. زموش

من نفس القسم الوطن