الوطن

عودة استيراد السيارات المستعملة إعلان عن فشل مصانع التركيب؟؟

وسط غياب استراتيجية واضحة حول الصناعة الميكانيكية في الجزائر

 

رزيق: وزارة التجارة لم تدرس كل جوانب القرار واقتصرت رؤيتها على زاوية ضيقة 
تساءل أمس خبراء اقتصاديون بعد إعلان وزير التجارة بختي بلعايب قرار الحكومة رفع الحظر على استراد السيارات أقل من 3 سنوات بموجب قانون المالية 2017 عن جدوى مشاريع تركيب السيارات التي أقامتها الجزائر منها مشروع رونو الجزائر والتي لا تزال تفاوض بشأنها كمشروع فولسفاغن ومشروع بيجو حيث اعتبروا ان قرار رفع الحظر يعد اعتراف بفشل هذه المشاريع وسط غياب استراتيجية واضحة عن افاق الصناعة الميكانيكية في الجزائر.
استغرب خبراء اقتصاديون من قرار الحكومة رفع الحظر على استراد السيارات أقل من ثلاثة سنوات معتبرين أن هذا القرار يعد تناقض صارخ في سياسات واستراتيجيات الحكومة التي تريد بناء قطاع صناعة ميكانيكية قوي ألا أن قرارها بالعودة لاستيراد السيارات "الخردة" من اروبا وفرنسا بالتحديد يعد ضربا لهذه الصناعة الميكانيكية التي يبدو انها ولدت ميتة.
وفي هذا الصدد أكد أمس الخبير الاقتصادي كمال رزيق في تصرحات لـ"الرائد" أن قرار رفع الحظر على استيراد السيارات أقل من ثلاثة سنوات كان ليكون إيجابي لو لم تدخل الجزائر في شراكات ومشاريع تركيب السيارات مشيرا كيف للحكومة أن تتخذ هكذا قرار وبالتالي تقتل الصناعة الوطنية في قطاع الميكانيك وهي تعلم ان الجزائري معروف بجبه لكل ما هو مستورد على حساب ما هم مصنع محليا وأضاف رزيق ان وزارة التجارة ومن وراها الحكومة لم تدرس القرار جيدا واقتصر نظرها على زاوية واحدة شأنها شان المطالبين بهكذا قرار حيث أوضح ذات المتحدث في هذا الصدد أنه صحيح العودة لاستيراد السيارات أقل من ثلاثة سنوات سيمكن المواطن من اقتناء سيارات عالمية بأسعار معقولة كما انه سيساهم في عودة الانتعاش لسوق السيارات وخفض الأسعار الملتهبة  لكن كل هذا على حساب الاقتصاد الوطني واستراتيجية خفض فاتورة الواردات وكذا المشاريع التي تنجز في اطار الصناعة الميكانيكية منها مشروع رونو الجزائر ومشاريع أخرى يفاوض عليها الطرف الجزائري.
وقال رزيق أن الكثير من الجزائريين سيتجهون نحو السيارات المستعملة التي تستورد من أروبا وفرنسا  معتبرا ان حجتهم في ذلك قوية خاصة وان افترضنا أن الأسعار ستكون أقل مما ومتداول محليا وكذا ان تم السماح للخواص بالاستيراد وليس جعل الخطوة حكرا فقط على الوكلاء، من جانب اخر انتقد رزيق غياب استراتيجية وخطة واضحة لصناعة السيارات في الجزائر مشيرا أن مشروع رونو لم يحقق أي نتائج إيجابية لغاية الأن خاصة وان أسعار السيارات المركبة في الجزائر اغلى من تلك المستوردة حيث قال رزيق في هذا الصدد أن هذا التناقض هو الي افشل أي مساعي لتطوير صناعة السيارات.
س. ز

من نفس القسم الوطن