الوطن

المهازل تعود إلى قطاع التربية وبن غبريت في عين الإعصار

"الأمازيغ" أصبحوا أقلية، كتاب التربية المدنية يسيء للثورة والجغرافيا يعترف بالكيان الصهيوني

 
  • الفضائح تخرج وزارة التربية عن صمتها و''ايناغ'' في قفص الاتهام !!

 

استيقظت الأسرة التربوية مرة أخرى على وقع فضيحة لا تقل خطورة عن سابقاتها وتتعلق هذه المرة بورود دروس تمجد التواجد الفرنسي في الجزائر في كتاب التربية المدنية  للسنة  أولى متوسط تسيء إلى المجاهدين وإلى الثورة التحريرية المباركة، عبر  منح  المستعمر الفرنسي امتياز منح الاستقلال للجزائر بفضل سياسته الديمقراطية، وهي الفضيحة التي أعقبت فضيحة إلغاء دولة فلسطين من خريطة كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط والتي حركت جمعيات  أولياء تلاميذ والنقابات للإطاحة برأس الوزيرة نورية بن غبريت مع توجيه دعوة عاجلة  للجهات العليا في البلاد  للتحقيق  فيما يحصل، تزامنا مع تحرك الوصاية وإصدار بيان إبراء الذمة محملة الجهة المكلفة بالطباعة مسؤولية هذا الخطأ.

بعد مرور أقل من أسبوع عن الدخول المدرسي برزت فضيحة متتالية في كتب الجيل الثاني التي تخص هذه السنة تلاميذ السنة الاولى والثانية ابتدائي والسنة الاولى متوسط، ففي درس حول العلاقة بين الحاكم والمحكوم وعن الديمقراطية ورد في الكتاب الخاص بالتربية البدنية للأولى متوسط مثال عن الديمقراطية ويتعلق بالاستفتاء الذي نظمه الحاكم الفرنسي حول استقلال الجزائر وكأن المستعمر لبّى رغبة الشعب الجزائري وأعطاهم حريتهم وهي مغالطة تاريخية كبرى وجب الوقوف عندها.

وأوضحت مصادرنا أن "تناول كتاب التربية المدنية لهذا الأمر قرار غير حكيم وهل هذه الأخطاء التي وردت جاءت صدفة أم هي استنساخ لمناهج التعليم الفرنسية؟ "، مؤكدة انه "يمجد الاحتلال والتواجد الفرنسي بالجزائر حيث خلف اكتشاف هذا الأمر حيرة وسخطا كبيرين لدى الأولياء وابنائهم المتمدرسين ويقول المتذمرون من محتوى الكتاب بأن الدرس الذي ورد في الكتاب لا تفسير له سوى تزييف للتاريخ ومحاولة ترسيخ فكرة في أذهان التلاميذ بأن مجيء فرنسا إلى الجزائر في القرن 19 كان الهدف منه تحرير الجزائر من قيود التواجد التركي وليس الاحتلال"، وأضافت ذات المصادر أن "محتوى الكتاب وما يتضمنه من طمس للهوية قد تم استخراجه من رواية كتب التاريخ التي تدرس حاليا للتلاميذ في المدارس الفرنسية ومضمونه أن التواجد الفرنسي بالجزائر هو تحرري وليس استعماري".

وأفادت ذات المصادر أنه "من غير المعقول أن توظف مرحلة الاستنتاج أو الخلاصة وهي وضعية بيداغوجية حديثة أصبحت توظف في المدارس التي تعتمد على طرح إشكالية للتلميذ وتركه يقوم باستنتاجات أو ما يسمى المقاربة بالكفاءات لجعل التلميذ يقع في الخطأ دون إدراكه والهدف من كل هذا حسب مصادرنا هو محاولة توظيف فكرة انقلاب موازين القوة".

وفي نفس السياق أكد العديد من الأساتذة والمعلمين أن "ورود هذا الخطأ يعد تعديا صارخا على تاريخ الجزائر والذي يفهم منه التلميذ أن فرنسا حررت الجزائر ويترسخ في ذهنه تاريخا مزيفا عن حقيقة الاستعمار الفرنسي، وتأتي هذه الأخطاء الفادحة بعد دعوة عديد النقابات  وزارة التربية إلى ضرورة إنشاء لجنة للقراءة تهتم بمراقبة الكتب المدرسية بهدف حماية هوية وتاريخ الجزائر"، ويؤكد أساتذة ومؤرخون أنه ''مهما كان السبب فإن الخطأ لا يغتفر وهو كارثة''، مطالبين بسحب الكتاب من التدريس في أقرب الآجال، مؤكدين إن "التاريخ يشهد على فرنسا بأنها قامت باحتلال الجزائر والتحضير له منذ بدايات القرن التاسع عشر،  وهو ما يعني ما يعلمه العام والخاص بأن فرنسا احتلت الجزائر وليس تحريرها".

 

منظمة أولياء التلاميذ: "على الوزيرة أن تستقيل أو تقال !! "

أوضح رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة أن سحب كتاب الجغرافيا للجيل الثاني من تلاميذ السنة أولى متوسط لإعادة تصحيح ما جاء في درس الصفحة 65 حول تعويض دولة فلسطين بـ" إسرائيل"، يكبد خزينة الدولة أموالا كثيرة، زيادة إلى التي تم صرفها خلال الطبع الأول لجميع الكتب، وقال بن زينة “إنه على وزيرة التربية أن تستقيل أو تقال”، ونفى بن زينة أن يكون المشكل في المطبعة، مرجعا إياه إلى غياب لجنة المصادقة والتي من المفروض أن تضم جميع هيئات الدولة ممثلين عن وزارة المجاهدين ووزارة الصحة، علما أن الكتاب اعتمد من طرف وزارة التربية عكس كتاب السنة الماضية.

هذا وأبدى المتحدث تخوفا مما ستحمله كتب السنة الثالثة ابتدائي والسنة الثانية متوسط التي ستطبع العام القادم والتي ستحمل مواضيع أعمق من هذه البرامج، في ظل لجوء وزارة التربية الى إلغاء مادة الإعلام الآلي لتلاميذ السنة الأولى متوسط التي هي وسيلة لتطوير الدول المتقدمة.

 

"الأنباف": سيناريو الخطأ المطبعي غير مقنع !!

شكك مسعود عمراوي، رئيس الشبكة الإعلامية على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “أنباف”، في فرضية الخطأ المطبعي الذي طال كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط وقال المتحدث إن هذه الحجة ضعيفة خاصة وأن هناك لجان وافراد من المفترض أن يحرصوا على خروج الكتب صحيحة ولا تحمل أية أخطاء، ودعا المتحدث في سياق تطرقه لهذه القضية التي شغلت الرأي العام في الساعات الماضية، إلى إقالة وزيرة التربية نورية بن غبريت من منصبها، بعد الفضائح المتتالية على قطاع التربية.

وقال مسعود عمراوي “إن الباحثة بن غبريط لا تؤمن بالعفوية والارتجال”، مضيفا أن فريق العمل الذي انتقته لا يؤمن بذلك، فما تعويض فلسطين بـ"إسرائيل"، في خريطة العالم التي تدرس لتلاميذ السنة الأولى متوسط في مادة الجغرافيا إلا جزء من الخيانة الكبرى والمؤامرة على المقدسات والهوية، حيث إنه لا يعقل أبدا قبول سيناريو خطأ مطبعي، أو خطأ لجنة التأليف أو خطأ التقني السامي المختص في الفنون والطباعة، ولا يمكن أن يكون التقني السامي في المطبعة هو من يؤلف النصوص ويختار الخرائط لجميع المستويات.

 

"الأسنتيو": لا بد من معاقبة المتسببين في فضيحة كتاب الجغرافيا 

دعت، من جهتها النقابة الوطنية لعمال التربية "الاسنتيو" إلى "معاقبة ومتابعة المتسببين في فضيحة كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط الخاص بالجيل الثاني كانت مسؤولياتهم"، معتبرة أنها "تعد فضيحة في حق كل الشعب الجزائري الذي ظل ولا يزال يدافع على كل القضايا التحريرية في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية العادلة" .

وأوضح قويدر يحياوي الأمين الوطني المكلف بالتنظيم التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لعمال التربية "سانتيو" في بيان له أن "الفضيحة تجلت في  كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط  الخاص بالجيل الثاني في صفحته 65  الخاص بخارطة العالم  أظهر بصورة فاضحة تؤسس  لما يسمى  بـ" إسرائيل "، في غياب تام لأي إشارة للدولة الفلسطينية، وإذ  إننا  نرفض كل تبرير أو  خطأ  تصنيفي مستمد  من أي موقع او  مصدر علمي إذ قام على تأليف الكتاب   نخبة  من متخصصي المادة والذين يعرفون حق المعرفة موقف الجزائر من  الكيان الصهيوني".

وأشار قويدر يحياوي إن "لفظ  التطبيع التي لم  تألفها أذن  الجزائري مع ما يسمى بالكيان الصهيوني تحققت نتيجة  تطبيع بيداغوجي فرضته هذه الوزارة الوصية  على قطاع التربية هذا الموسم "، واعتبر المتحدث أن "هذا التصرف الأرعن غير المسؤول نضعه في خانة الخيانة العظمى، داعية إلى  الإسراع  في سحب الكتاب واسترجاعه من أيدي التلاميذ وتنصيب لجان بيداغوجية  من ذوي  الكفاءات بصورة  مستعجلة  لمراقبة كتب الجيل الثاني وتمحيصها وفق مقومات الأمة المنصوص عليها في الدستور الجزائري".

عثماني مريم/ سعيد. ح

من نفس القسم الوطن